بمجهود فـردي.. حملة تشجير مجرى نهر الجراح في قرية دريجيك
Yekiti Media
يُعتبر الجفاف مشكلةً تعاني منها العديد من البلدات في كافة أنحاء مناطق كُردستان سوريا، وتربه سبي كغيرها من المدن عانت من هذه المشكلة وبالأخصّ في ريفها الممتد من شمال قرية دريجيك ومروراً بتربه سبي على امتداد نهر الجراح المار في وسط المدينة.
وأدّى الجفاف إلى فقدان الحياة النباتية والتنوّع الحيوي بها، ونال من جمالية ورونق المنطقة الذي كان يضفي منظراً رائعاً للنهر والمساحات الأرضية الشاسعة والمزروعة بأنواع مختلفة من الأشجار ما بين تربه سبي وقرية دريجيك، ممّا أثّر سلباً على الكروم والحروش والأشجار الموجودة على ضفاف النهر العائدة ملكيتها لسكان دريجيك وتربه سبي والذي أصبح مكبّاً للنفايات.
وهذا ما أكّده المواطن معاذ سليمان لمراسل يكيتي ميديا متحدّثاً عن تفاقم هذه المشكلة منذ سنواتٍ وعن طبيعة قريته قائلاً: ضمّت قرية دريجيك عدة مكونات مختلفة على أرضها كالكُرد والسريان والطائفة الإيزيدية والمكوّن العربي منذ القدم و كانوا كأسرةٍ واحدة متألفة ومتحابّة بدون أي تفرقةٍ وكانوا يعملون في الأراضي الزراعية والفلاحة لتأمين قوتهم اليومي مع تربية المواشي والدواجن، طبيعة قريتي الجميلة ابتداءً من شاري هجيري (Şarê kerikê) مروراً بدريجيك وتربه سبي كانت تتمتع بأجمل المناظر حيث أنّ أطراف مجرى النهر تزيّنه أنواع مختلفة من الأشجار والكروم والحروش البرية ما بين أشجار الرمان والتين والسرو والسنديان والصفصاف والزيزفون وأشجار الفواكه الأخرى.
وأضاف سليمان ولكن في سنة 1998/1997 وبسبب قلة الهطولات المطرية وانحباس الأمطار وانخفاض مستوى مياه سد مزكفت قلّت مياه النهر وأدّى لجفافه وبالتالي لجفاف الأشجار والكروم الموجودة في المنطقة وما حول النهر، ولكن في سنة 2000 وما بعدها كانت هطولات الأمطار أفضل من سنوات الجفاف السابقة ولكن دون جدوى لعودة الحياة للكروم والحروش وذلك لتأثير ذلك الجفاف على مياه النهر.
أشار السيد معاذ إلى مبادرته الشخصية متحدّثاً :راودتني فكرة تشجير أطراف مجرى النهر على امتداد مسافة 300 متر وتشجيرها لتعود كما سابق عهدها، حيث قمت بزراعة 500 شجرةٍ بأنواع مختلفة ولكن مواشي بعض القرويين من المكوّن العربي قامت بأكل تلك الأشجار مما أدّى لفشل هذه المبادرة ، ولم يتبقَّ من تلك الأشجار غير 30 شجرة فقط على أمل أن تنمو بشكلٍ أفضل ويضفي منظراً جميلاً لأطراف النهر والقرية.
وتابع سليمان: بالرغم من عدم نجاح حملة التشجير هذه في السنة الماضية ، لم استسلم وقمتُ بتجهيز بعض الشتلات لفاكهة التين وسأقوم بتشجيرها في قسمٍ من مجرى النهر على أمل أن تنجح هذه الحملة وأن يقوم سكان القرية بمثل هكذا مبادرات وحملات تشجير ليعود مجرى النهر كما في السابق.
الجدير بالذكر أنّهذه المبادرة هي الوحيدة التي يقوم بها فردٌ من أبناء قرية دريجيك وبتمويلٍ شخصي منه.