تفاقم الوضع الصحي في مدينة الحسكة
#يكيتي_ميديـــا_Yekiti_Media
تفاقم الوضع الصحي في مدينة الحسكة كثيراً بعد هجرة الكثير من الكوادر الطبية والصيدلانيين من المدينة منذ بداية الثورة السورية، حيث أوضحت إحصائيات مديرية صحة الحسكة هجرة 1857 طبيباً حتى نهاية عام 2015، كما ترك 654 صيدلياً عملهم إضافة للعديد من الكوادر الطبية من ممرّضين، مساعدين طبيين، وفنيين بسبب تدنّي الرواتب والضغوط الأمنية عليهم.
وزاد من تفاقم الوضع الصحي قرار محافظ الحسكة الأخير بتخفيض وقطع النفقات عن المشفى الوطني والذي يعتبر من أكبر مشافي المدينة.
*القطاع الصحي العام في الحسكة
يفتقر المشفى الوطني لأبسط المستلزمات الطبية والأدوية اللازمة لعلاج المرضى والمراجعين.
ولمعلومات أكثر التقى مراسل Yekiti_Media في الحسكة مع الدكتور (إ.ر) الذي أوضح “أن المشفى الوطني بات يفتقر لأغلبية المستلزمات الطبية كالإبر واللقاحات التي بفقدانها ترتفع نسبة احتمال انتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة، كما يفتقد المشفى مواد التعقيم والقطن والشاش المعقم اللازمة لكلّ عملٍ جراحي أو طبي بسيطٍ، طبعاً وصل الوضع لهذا الحدّ بعد قرار المحافظ، رداً على رفض الأسايش مقترحه بخروجهم من مبنى المشفى مقابل دعم المشفى بكافة المستلزمات”.
وأضاف المصدر ذاته “حسب ما نشاهده من تدنّي المستوى الطبي وتراجع الدعم، المشفى سيتوقف في الفترة القادمة بشكلٍ تامٍ عن العمل إذا لم تصله أية مواد ومستلزمات وأدوية قريباً”.
*واقع المشافي الخاصة
مع استمرار انخفاض سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار وارتفاع أسعار المواد الطبية والتكاليف العلاجية، بات مواطنو المدينة يستعينون بالمشفى الوطني رغم قلة كوادره ومستلزماته لعدم قدرتهم على تحمّل تكاليف المشافي الخاصة الباهظة الثمن للعلاج.
المواطن محمود خليف تحدّث لنا عن معاناته “زوجتي يلزمها قثطرة ولكن لا توجد أجهزة هذه العملية في الحسكة إلا في مشفى عصام بغدي ولكنّهم طلبوا مني مبلغ يتجاوز 400 ألف ليرة سورية مع المكملات ومنامة المشفى، وأنا لا أملك هكذا مبلغ”.
من جهة أخرى ليست كلّ المشافي الخاصة أبوابها مفتوحة أمام المواطن، فالتي تقع تحت سيطرة النظام السوري تستقبل عناصر جيشه والميليشيات التابعة له (مشفى شابو)، وأحرى لا تستقبل المصابين في الحوادث او الاشتباكات او التفجيرات الإرهابية، وتقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطيPYD (مشفى عصام بغدي).
المواطنة (ج.ع) شقيقة أحد شهداء تفجير صالة السنابل للأفراح تحدّثت لموقعنا “بعد التفجير أسعفنا العديد من المصابين إلى مشفى عصام بغدي وبينهم أخي ولكن المشفى لم يستقبلهم وأبقوا على المصابين في صالةالاستقبال ملقين على الأرض لأكثر من عشرين دقيقة”.
وأضافت “اضطررنا لنقلهم بسيارات خاصة لمشفى الحكمة وبسبب كثرة المصابين زيادة عن طاقة المشفى تأخّر الأطباء غلى فحص أخي الذي فقد حياته نتيجة النزف الشديد”.
*فقدان الأدوية وغلاء أسعارها
أوضح مصدر من المشفى الوطني فضّل عدم ذكر اسمه “إنّ مديرية صحة الحسكة كانت تزوّد المشفى الوطني والمراكز الصحية بما يلزم من أدوية بشكل دوري كلّ شهر، وكان يصل للوطني أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية المختلفة”.
وأضاف المصدر ذاته “بعد سيطرة الأسايش على الوطني أقدمت على أخذ كلّ الأدوية المخزّنة في المستودعات، والأدوية المقدّمة بشكل دوري وبعض التجهيزات ونقلها لأماكن مجهولة، إلى أن وصل الأمر لقرار تخفيض وقطع النفقات عن المشفى الوطني والمراكز التي تقع تحت سيطرتهم من قبل محافظ الحسكة”.
من جهته صرّح الصيدلاني الكيميائي نادر عبد الله لموقعنا “أغلب الأدوية المتوفّرة في الصيدليات الآن أدوية مهرّبة وغير مرخّصة وبالتالي تُباع بأسعارٍ مرتفعةٍ، والأدوية الوطنية تأتي عن طريق الجو وبأسعار وتكاليف مرتفعة جداً”.
وأضاف عبد الله “تفتقد الصيدليات للعديد من أنواع الأدوية الضرورية كأدوية الصرع، الضغط، القلب، الأعصاب ،السعال للأطفال، وغيرها الكثير، وأغلب هذه الأدوية إذا توفّرت أو توفّر بديلها يكون بسعر مضاعف”.