أخبار - دوليةشريط آخر الأخبار

تفكيك جهاز الشرطة في مينيابوليس وترمب يأمر بسحب الحرس الوطني من واشنطن

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الأحد، أنه أعطى أمراً بسحب الحرس الوطني من العاصمة واشنطن. وقال عبر حسابه الرسمي على “تويتر”، “لقد أمرت للتو الحرس الوطني ببدء عملية الانسحاب من العاصمة واشنطن”.

وأضاف “الآن وبعد أن أصبح كل شيء تحت السيطرة الكاملة. سيعودون إلى أماكنهم، ولكن يمكنهم العودة بسرعة، إذا لزم الأمر”.

أعلن أعضاء المجلس البلدي في مينيابوليس الأحد أنّه سيتمّ “تفjكيك” جهاز الشرطة في هذه المدينة الأميركيّة التي قضى فيها جورج فلويد خلال توقيفه على يد شرطي أبيض في حادثة أدّت إلى خروج احتجاجات بأنحاء البلاد وحول العالم.

وقالت رئيسة المجلس البلدي ليزا بيندر لشبكة “سي أن أن”، “نحن ملتزمون تفكيك أجهزة الشرطة كما نعرفها في مدينة مينيابوليس وإعادة بناء نموذج جديد للسلامة العامة يحافظ بالفعل على مجتمعنا آمناً”.

وأشارت إلى أنّها تعتزم تحويل الأموال المخصصة لميزانية شرطة المدينة إلى مشاريع تتعلّق بالسكان. وأضافت أن مجلس المدينة يعتزم أيضاً درس سبل استبدال جهاز الشرطة الحالي. وقالت إن فكرة عدم وجود قوة شرطة ليست مشروعاً يمكن تنفيذه “على المدى القصير”.

وأعلنت عضو المجلس ألوندرا كانو على تويتر إن قرار تفكيك الجهاز اتُّخذ “بالأغلبية الكافية” لأعضاء المجلس وهو ما سمح بتجنّب “الفيتو”. وأضافت ان المجلس خلُص إلى أن جهاز شرطة المدينة “غير قابل للإصلاح”، مؤكدة “أننا سننهي النظام الحالي” للشرطة.

رفع الحظر عن نيويورك 

وفي سياق متصل، رفع رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو اليوم الأحد، حظر التجول المفروض منذ نحو أسبوع على خلفية احتجاجات تخلّلتها أعمال عنف في المدينة ومناطق أميركية عدة. وورد في تغريدة أطلقها “البارحة والليلة الماضية شهدنا المدينة بأفضل حالاتها” معلناً أن حظر التجول قد رفع “بمفعول فوري”.

ويأتي رفع حظر التجول الذي فرض من الثامنة مساء حتى الخامسة فجراً وهو الأول من نوعه في نيويورك منذ 75 سنة، قبل يوم من “إعادة فتح” المدينة غداً الإثنين بعد إغلاق استمر أكثر من شهرين لاحتواء جائحة كوفيد-19.

وتبدأ ولاية نيويورك هذا الأسبوع المرحلة الأولى من خطة إنعاش الأنشطة الاقتصادية التي توقفت بسبب كوفيد-19 الذي تسبب بأكثر من 21 ألف وفاة بين مؤكدة ومرجّحة في أكبر المدن الأميركية من حيث عدد السكان. وسيُسمح في المرحلة الأولى لأنشطة البناء والصناعة بالعودة إلى العمل، فيما سيُسمح لمحال البيع بالتجزئة بالعمل جزئياً ووفق شروط محددة.

كولن باول

من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول اليوم الأحد، تأييده النائب السابق للرئيس جو بايدن، ليصبح بذلك أول جمهوري بارز يعلن صراحة تأييده المنافس الديمقراطي لدونالد ترمب في انتخابات الرئاسة االمقبلة.

وقاد باول، الذي كان رئيساً لهيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجيش خلال حرب الخليج عام 1991 في العراق في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش الأب، ومن ثم تولى لاحقاً وزارة الخارجية في عهد جورج بوش الابن. وقال إن ترمب “جنح بعيداً” عن الدستور الأميركي ويمثل خطراً على البلاد وديمقراطيتها.

وأوضح باول، الذي لم يصوت لصالح الرئيس الجمهوري في انتخابات 2016 لشبكة “سي أن أن” التلفزيونية “لا يمكنني بأي حال دعم الرئيس ترمب هذا العام”. وعندما سُئل إذا كان سيصوت لصالح بايدن قال “سأصوت له”. ووصف ترمب، الذي كان من منتقدي حرب العراق، باول في تغريدة على تويتر بأنه “فظ”.

الجمهوريون

في المقابل، بات الجمهوريون أكثر تشاؤماً من أي وقت مضى بشأن المسار الذي تسلكه الولايات المتحدة، منذ تولي الرئيس دونالد ترمب الرئاسة، في وقت تكالبت على رئاسته ثلاث أزمات هي جائحة فيروس كورونا والتراجع الاقتصادي والاحتجاجات الجماهيرية على وحشية الشرطة.

وأوضح استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس، أن 46 في المئة فقط من الأميركيين الذين يعتبرون أنفسهم جمهوريين يقولون إن البلاد تسير في الطريق السليم.

وهذه هي المرة الأولى التي تنخفض فيها النسبة الى هذه الدرجة منذ أغسطس (آب) 2017 عندما أدى تجمع نظمه متطرفون يؤمنون بتفوق الجنس الأبيض في تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا إلى اشتباكات عنيفة مع محتجين مناوئين لهم.

وحتى أوائل مارس (آذار) الماضي قبل أن يتسبب فيروس كورونا في قرارات العزل العام على نطاق واسع في مختلف أنحاء البلاد، كان نحو 70 في المئة من الجمهوريين يقولون إنهم متفائلون بشأن مسار البلاد.
ولا تزال شعبية ترمب عند مستوى 40 في المئة، إذ إنّ غالبية كبيرة من الجمهوريين تستحسن أداءه عموماً.

غير أن الخبراء يفيدون بأن طول فترة التشاؤم بين أنصار ترمب، قد ينذر بضعف محتمل قبل انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل التي يواجه فيها نائب الرئيس السابق الديمقراطي جو بايدن.

وقال 37 في المئة من الجمهوريين إن البلاد تسير في طريق خطأ، فيما ذكر 17 في المئة منهم أنهم سيصوتون لبايدن إذا أجريت الانتخابات الآن، في حين أنّ 63 في المئة يعتزمون التصويت لصالح ترمب.

وأوضح كايل كونديك، المحلل المتخصّص في الانتخابات بجامعة فرجينيا “ربما يجب أن يسبب ذلك قلقاً للرئيس على الرغم من أنه لا يزال يتمتع بتأييد قوي بين الجمهوريين”. ويعتقد الجمهوريون أن انتعاشاً اقتصادياً في الخريف سيعزّز فرصه في الانتخابات.

احتجاجات حاشدة

وتدفّق متظاهرون نحو واشنطن السبت، السادس من يونيو (حزيران) للمشاركة في احتجاجات حاشدة تُنظّم مع نهاية الأسبوع الثاني من الحركة الاحتجاجية على خلفية قضية  فلويد، وضدّ انعدام المساواة تجاه الأميركيين السود.

ومع تنظيم احتجاجات تضامنية حول العالم، فرضت الشرطة في واشنطن طوقاً أمنياً موسعاً حول البيت الأبيض الذي بات حالياً محصناً بحاجز إضافي من الشبكات الحديدية، مع تظاهر عشرات آلاف الناس المنادين بالعدالة من مختلف الخلفيات والأعمار.

وعلّق بعض المتظاهرين على الحاجز المرتفع المحيط بالبيت الأبيض صور فلويد وأميركيين سوداً آخرين قتلتهم الشرطة.

وعمت التظاهرات السلمية مدناً أميركية أخرى حيث تجمع آلاف في مناطق عدة بمدينة نيويورك، واحتشد عدد كبير من الناس أمام متحف فيلادلفيا للفنون، وخرجت تظاهرات في شيكاغو ولوس أنجلوس، ونُظّمت مراسم إحياء لذكرى فلويد في ريفورد بكارولاينا الشمالية، الولاية التي ولد فيها، عقب تأبينه في مينيابولس الخميس.

وأتى موت فلويد وما تلاه من احتجاجات متزامناً مع وباء كورونا الذي أظهرت أرقامه نسب وفيّات أعلى لدى السود، كما أظهرت أن هؤلاء أكثر عرضة للصرف من العمل مقارنة بالبيض.

تظاهرات تضامنية

وخارج الولايات المتحدة، نظّمت تظاهرات تضامنية مع الحركة الاحتجاجية الأميركية، وخرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في مدن أوروبية وآسيوية السبت، للتعبير عن تأييدهم للاحتجاجات الأميركية ضد وحشية الشرطة، وتعكس الاحتجاجات المستمرة التي انتشرت في أنحاء العالم تصاعد الغضب إزاء معاملة الشرطة للأقليات وهو الأمر الذي أثاره مقتل فلويد.

“لا عدالة لا سلام لا للشرطة العنصرية”

وشهدت أوروبا موجة غير مسبوقة من التظاهرات المناهضة للعنصرية، إذ خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع، وعقب تظاهرة كانت سلمية إلى حد بعيد في العاصمة البريطانية لندن، رشق عدد قليل من المتظاهرين قوات الشرطة قرب مقر إقامة رئيس الوزراء بوريس جونسون بالزجاجات ما اضطرها لدفعهم إلى التراجع، وقبلها مرّ حوالى ألف متظاهر حاملين لافتات أمام مقر السفارة الأميركية ما تسبب في توقف حركة المرور.

وكان آلاف المتظاهرين احتشدوا في ساحة مبنى البرلمان البريطاني وهم يرتدون كمامات الوجه وسط تهديد كورونا ورفعوا لافتات وهتفوا قائلين، “لا عدالة لا سلام لا للشرطة العنصرية”.

وفي برلين، اكتظت ساحة ألكسندر في وسط العاصمة الألمانية بالمتظاهرين، وأقيمت تظاهرات احتجاجية أخرى في هامبورغ، وحظرت السلطات في العاصمة الفرنسية باريس التظاهرات التي كانت مزمعة خارج مبنى السفارة الأميركية وفي البقع الخضراء القريبة من برج إيفل، إلا أن مئات من المتظاهرين، كان بعضهم يحمل لافتات عليها عبارة “حياة السود مهمة”، تجمعوا في ساحة الكونكورد القريبة من مبنى السفارة.

مسيرات احتجاجية

وفي بريسبان، وهي واحدة من مدن أسترالية عدة شهدت مسيرات احتجاجية، قالت الشرطة إن 10 آلاف متظاهر تقريباً شاركوا في مسيرة احتجاجية سلمية السبت وهم يرتدون كمامات، كما غطى العديد من المتظاهرين وجوههم بأعلام السكان الأصليين، وطالبوا بوقف سوء معاملة الشرطة الأسترالية لهم.

وفي طوكيو، احتج متظاهرون ضدّ ما قالوا إنها معاملة سيئة من قبل الشرطة لرجل كردي زعم أن رجال أمن أنزلوه من سيارته وطرحوه أرضاً، وقال منظمو الاحتجاج إنهم كانوا يسيرون أيضاً لدعم حركة “بلاك لايفز ماتر” (حياة السود مهمة).

وفي سيول، تجمع عشرات من النشطاء الكوريين الجنوبيين والمقيمين الأجانب، بعضهم يضع كمامات سوداً تحمل عبارة “لا أستطيع التنفس” باللغة الكورية، مرددين كلمات فلويد الأخيرة وهو يرقد على الأرض.

وفي تايلاند، تجنب نشطاء القيود المفروضة بسبب كورونا، بالدخول على الإنترنت ومطالبة الناس بالظهور في صور ومقاطع مصورة تأييداً لحركة “بلاك لايفز ماتر”.

أكبر اضطرابات في أميركا

وانطلقت التظاهرات عقب انتشار فيديو يظهر شرطياً يضع ركبته على عنق فلويد لحوالى تسع دقائق بينما كان الأخير يتوسله لتركه يتنفس، في أحدث قضية يلام فيها عناصر شرطة بيض على مقتل شخص أسود أعزل، وتحول الغضب منذ وفاة فلويد في مينيابولس في 25 مايو (أيار) إلى أكبر اضطرابات في أميركا منذ اغتيال كينغ عام 1968، وشهدت بعض التظاهرات في الأيام الأولى أعمال شغب ونهب لكنها باتت سلمية إلى حد كبير.

مقتل شابة من السكان الأصليين

وإلى كندا حيث طالبت منظمات للسكان الأصليين بتحقيق علني وغير منحاز حول مقتل شابة من السكان الأصليين برصاص شرطي منددة بالتمييز الحاصل في حق أفراد شعوب الأمم الأولى. وطالب مجلس الشعوب الأصلية وهو إحدى المنظمات الخمس الوطنية للسكان الأصليين في البلاد “بتحقيق علني تحت إشراف السكان الأصليين” حول ملابسات وفاة شانتيل مور (26 سنة).

وقتلت الشابة الخميس برصاص شرطي في إدمونستون في مقاطعة نيو برنزويك شرق كندا، وأتى الشرطي للتحقق من صحة الشابة بناء لطلب قريب لها، وقالت شرطة إدمونستون إن الشرطي وجد نفسه في مواجهة امرأة تهدد بسكين وأنه اضطر إلى الدفاع عن نفسه، وأكدت العائلة أن الشرطي أطلق خمس رصاصات، وفتح تحقيق حول ملابسات تدخل الشرطة ومقتل الشابة.

ظروف مختلفة

وقال روبير بيرتران القائد الوطني لمجلس الشعوب الأصلية في بيان “مقتل شانتيل مور المأسوي يظهر مجدداً أن الشعوب الكندية الأصلية تواجه ظروفاً مختلفة جداً عند تعاملها مع أجهزة الشرطة والنظام القضائي”.

وتناول رئيس الوزراء جاستن ترودو مسألة العنصرية في كندا قبل أن يشارك في أوتاوا في تظاهرة مناهضة للعنصرية على إثر وفاة فلويد في الولايات المتحدة.

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى