تقرير المفوضية الأوربية: المساعدات الإنسانية والحماية المدنية
الأزمة السورية
Syria crisis
تقرير المفوضية الأوربية: المساعدات الإنسانية والحماية المدنية
European Commission: Humanitarian Aid and Civil Protection
بروكسل- بلجيكا
Brussels, Belgium
ترجمة: جوان فداء الدين حمو- ماجستير في العلاقات الدولية.
…………………………..
– أدى النزاع في سوريا إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. ولا تزال الاحتياجات الإنسانية في حالة متزايدة، ونزوح السكان لا يزال مستمراً، ويتعرض جيل كامل من الأطفال للحرب والعنف والحرمان على نحو متزايد من الخدمات الأساسية والتعليم والحماية.
– الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه قاموا بالاستجابة الدولية بشكل جماعي. وقد تم حشد أكثر من 3,6 مليار يورو لإغاثة للسوريين في بلادهم واللاجئين في المجتمعات المضيفة في كل من لبنان والأردن والعراق وتركيا ومصر.
– دعا الاتحاد الأوربي من خلال أعلى المستويات إلى احترام القانون الدولي الإنساني (IHL) وحماية المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء. وأنَّ اختطاف وقتل العاملين في المجال الإنساني يدفع إلى دعوة جميع أطراف النزاع بضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني.
– ويدعو الاتحاد الأوروبي جميع أطراف النزاع للسماح بالوصول الإنساني دون عوائق، عبر خطوط النزاع وكذلك عبر الحدود، لضمان الوصول الآمن من المساعدات الإنسانية والرعاية الطبية لجميع المحتاجين.
– الحالة الإنسانية: Humanitarian situation
الوضع الإنساني في سوريا في تدهور مستمر مع وجود العنف، وهناك صراع بين القوات الحكومية وجماعات المعارضة المسلحة دون انقطاع. وتقدم الدولة الإسلامية في العراق والشام (ISIL) عبر مناطق واسعة من سوريا قد أثَّر بشدة على المدنيين، مع تقارير عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وقد أضَّر القتال ودمر المستشفيات الميدانية، والمدارس، والمياه، وخدمات الكهرباء في المناطق المكتظة بالسكان (حيثُ المجتمعات المحلية والمشردين المقيمين داخلياً). وقد بلغ العدد الإجمالي للأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في سوريا 12,2 مليون، ما يقرب من 7,6 مليون منهم من المشردين داخلياً؛ وهذا يشكل أكبر عدد من المشردين داخلياً في أي بلد في العالم. ولا يزال المدنيون هم الضحايا الأولى للصراع، والاغتصاب والعنف الجنسي، وحالات الاختفاء القسري والتهجير القسري، وأصبح تجنيد الأطفال والاعدامات والقصف المتعمد للأهداف المدنية شائعاً.
سكان مخيم اليرموك يعيشون تحت الحصار منذ أكثر من عامين، ويقدر عددهم بــ: 18,000 شخص من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين بما في ذلك 3,500 طفل، وقد تدهورت أوضاعهم بشكل أكبر منذ بداية شهر نيسان عندما شنت قوات الدولة الإسلامية في العراق والشام ISIL هجوم ضد المخيم. هذا القتال جعلهم في خطر شديد من الموت أو الإصابة الخطيرة، والصدمات النفسية والتشرد. وقد واصل القتال العنيف بين الجماعات المسلحة والميليشيات والحكومة السورية في المخيم، الذي يقع بالقرب من دمشق من دون انقطاع. العائلات في مخيم اليرموك تكافح من أجل البقاء، وتوصيل المساعدات غير نظامية وغير كافية لأكثر من سنة. في عام 2015، زادت المفوضية مساعدتها 2,5 مليون يورو لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لتقديم المساعدة المنقذة لحياة للاجئين الفلسطينيين في سوريا، بما في ذلك في مخيم اليرموك للاجئين، من خلال الإغاثة الطارئة.
– التحديات الكبرى:
إنَّ حجم الاحتياجات الإنسانية هو الساحق في جميع أنحاء الدولة. والأولويات الرئيسية هي علاج وإجلاء الجرحى وتقديم المساعدات الغذائية والمياه والصرف الصحي والنظافة والصحة والمأوى. لقد تواصل أسعار السلع الأساسية في الارتفاع والمخزون الغذائي في أجزاء كثيرة من سوريا في أصبح في خطر خاصة مع فرار 11.5 مليون شخص من منازلهم، واحتياجات المأوى اصبحت مرتفعة وقد ارتفعت أسعار الوقود، وظهرت المخاطر الصحية مثل (التهابات الجهاز التنفسي الحادة). والأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للخطر. والقلق البالغ هو ادعاءات خطيرة جداً عن الانتهاكات المبلغ عنها من قبل النساء والأطفال إضافة إلى تقارير مستمرة من القتل العشوائي والاعتقالات خارج إطار القانون.
في مجال الصحة فالنزاع طويل الأمد، كان له الكثير من العواقب فلم يكن هناك حصول كافي على الرعاية الطبية الأساسية. وتقدر التقارير أنَّ المزيد من السوريين يموتون بسبب المضاعفات الصحية الناتجة عن عدم كفاية خدمات الرعاية الصحية كنتيجة مباشرة للعنف. وهناك استمرار استهداف المرافق الطبية من قبل القصف الجوي، مما أدى إلى وفيات وتدمير المرافق.
كما أصبح وصول المساعدات الإنسانية آخذةً في التناقص، وتفاقم الظروف المعيشية للسكان في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وقد وثقت التقارير الأخيرة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية على نطاق واسع الانخفاض الحاد في وصول المساعدات في الدولة، في حين أنَّ أعداد الذين يحتاجون إلى المساعدة بقيت متزايدة في جميع أنحاء البلاد. ووفقاً لتقرير بعنوان (سقوط سوريا)، المعّد من قبل مجموعة من 21 منظمة غير حكومية، فقد ازداد الاحتياجات الإنسانية لـــ: 12,2 مليون شخص في حاجة إليها؛ بزيادة قدرها 31٪ بين السكان ككل منذ عام 2013.
إنَّ القتال العنيف والانتقال بين خطوط الصراع وكذلك الإجراءات الإدارية المرهقة تعيق وصول المساعدات. خاصة توصيل الإمدادات الطبية الأساسية والمعدات، وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وغالباً ما يكون صعباً تقديم المعونة إلى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها. وقد جاء في التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة بشأن تنفيذ قرارات مجلس الأمن 2139 و 2165 أنَّ ما يصل إلى 4,8 مليون شخص يقيمون في المناطق التي يصعب على العاملين في المجال الإنساني الوصول إليها، مع أكثر من 212,000 من المقيمين في المناطق المحاصرة. ولا تزال المخاوف بشأن أمن وسلامة العاملين في المجال الإنساني كبيرة من أي وقت مضى في جميع أنحاء سوريا، وذلك لتعرض سيارات الإسعاف ومركبات الأمم المتحدة بانتظام لهجمات وخطف العاملين في المجال الإنساني وقتلهم.
إنَّ عدد اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة هو الآن أكثر من 3,9 مليون نسمة. وقد أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (UNHCR) أنَّ هذه الحالة هي الأكبر في تاريخ الوكالة. الدول المطلة سوريا اقتربت من مرحلة التشبع، لا سيما لبنان، التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في الدول العربية بحدود ما يقرب من 1,2 مليون لاجئ سوري. وفي لبنان، لا يزال المأوى مصدر قلق خطير بالنسبة للغالبية العظمى من الأسر اللاجئة.
إنَّ القرار الأخير للحكومة اللبنانية لتغيير سياسة التأشيرات لها يزيد من تعقيد الوضع المتردي أصلاً للاجئين السوريين، وكانت هناك تقارير عن الإعادة القسرية إلى المخيمات وإلى سوريا، والإبعاد والإعادة القسرية للأشخاص المعرضين للخطر منتظم.
في العراق، يوجد 95٪ من اللاجئين السوريين يقيمون في المنطقة الكُرديَّة، وهناك مخاوف متزايدة بشأن قدرات الحكومة المحلية والمجتمعات المحلية والمنظمات الإنسانية في خضم الأزمة الخطيرة في البلاد.
تركيا تستضيف حالياً أكثر من 1,7 مليون لاجئ سوري، وهو أكبر عدد من اللاجئين السوريين في بلد واحد في العالم. وصل حوالي 200,000 لاجئ سوري في تركيا منذ الهجوم العسكري لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ISIL على مدينة كوباني في شمال سوريا في منتصف شهر سبتمبر عام 2014.
وفي الأردن، الحصول على الرعاية الصحية للاجئين السوريين كان محدوداً بموجب مرسوم صدر مؤخراً عن الحكومة الأردنية، والتذي انتهى بتوفير الرعاية الصحية الثانوية وعلاج الأمراض المزمنة للاجئين السوريين.
– التمويل:
الاتحاد الأوروبي هو الجهة المانحة الرائدة في الاستجابة للأزمة السورية بتقديم 3,6 مليار يورو من إجمالي الميزانية التي جمعتها من قبل اللجنة والدول الأعضاء فيها بشكل جماعي.
والمفوضية الأوروبية تدعم شركاءها للوصول إلى الناس الضعفاء الذين هم في حاجة، وتوفر لهم: المساعدات الحيوية في حالات الطوارئ والمواد الغذائية والمياه الصحية والإمدادات الطبية الطارئة والاحتياجات من المأوى والحماية، والنقود أيضاً.
في عام 2015، زادت اللجنة مساعدتها الإنسانية للأزمة في سوريا 136,000,000 يورو نصفها سوف تذهب لاحتياجات داخل سوريا للوصول إلى الناس سواء عن طريق دمشق أو عبر الحدود من البلدان المجاورة، والنصف الآخر للاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في لبنان والأردن وتركيا والعراق. وهذا يشمل 2500000 يورو كمساعدات للاجئين في مخيم اليرموك. وقد تم وضع استراتيجية شاملة جديدة للاتحاد الأوروبي لمعالجة الأزمات في سوريا والعراق، والتي سوف تشمل 1,000,000,000 يورو في التمويل خلال العامين المقبلين.
عقد المؤتمر الدولي الثالث لإعلان التبرعات لسوريا في مدينة الكويت في 3131 آذار 2015. وخلال مؤتمر إعلان التبرعات، تعهد المانحون بتقديم ما مجموعه 3.8 مليار دولار من المساعدات الإنسانية والإنمائية للأزمة السورية، كان تعهد الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه 1.1 يورو مليار وهذا أكبر تعهد من قبل أي من الجهات المانحة.
هذا التعهد يتضمن 500,000,000 يورو من المساعدات الإنسانية والإنعاش المبكر لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل تأتي من ميزانية الاتحاد الأوروبي، والذي يتضاعف ثلاث مرات تقريباً عن مساهمة العام الماضي.
البريد الالكتروني:
kak.suri2006@gmail.com
صفحة الفيسبوك:
https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl