تقرير يسلط الضوء على اللاجئين الذين عادوا إلى سوريا وتعرضوا لانتهاكات النظام
سلّط تقرير صادر عن دائرة الهجرة الدنماركية، الضوء على اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى سوريا خلال السنوات الخمس الماضية، وكيفيّة تعرضهم للانتهاكات من قبل أجهزة أمن نظام الأسد.
وحمل التقرير عنوان (العودة إلى سوريا)، والذي أكّد أنّ سياسة النظام السوري بشأن عودة اللاجئين من الخارج تبدو غير واضحة، لافتاً إلى عودة آلاف اللاجئين السوريين إلى سوريا في السنوات الأخيرة، ولا سيما من الدول المجاورة.
وأشار التقرير إلى “أنّ سلطات النظام السوري دعت اللاجئين للعودة إلى البلاد وأقامت رسمياً الإجراءات التي تمكنهم من العودة دون ملاحقتهم أو إزعاجهم، بيّد أنه هناك تقارير تتحدث عن تعرض معظم العائدين من الجوار السوري لأشكال مختلفة من الانتهاكات من قبل نظام الأسد، بمن فيهم الذين أجروا تسوية لأوضاعهم قبل عودتهم”.
كما أكّد التقرير أنّه حتى الضابط المسؤول عند نقطة التفتيش الحدوديّة أو في جهاز الأمن المحلي، لديه القدرة على اتخاذ قراره الخاص بشأن السوري العائد”، مضيفاً “أنّ تفاقم الوضع الاقتصادي في سوريا خلال السنوات الأخيرة أسهم أيضاً في نمو حالات ابتزاز العائدين من قبل السلطات”.
واستند التقرير الدنماركي في حصوله على المعلومات إلى مصادر مختلفة، من بينها تقارير وتصاريح أمنيّة (في نهاية عام 2020، وأخرى في تشرين الأول 2021) تضمنت معلومات عن تسوية وضع العائدين، بالإضافة إلى مقابلة مع منظمة حقوقيّة سوريّة في نيسان 2022، ومصادر أخرى غيرها، وجميعها طلبت عدم الكشف عن هويتها.
ويرصد التقرير بعض أساليب الانتهاكات التي يتعرض لها العائدون إلى البلاد من قبل أجهزة النظام، وذلك من خلال إجرائه بعض الاتصالات والمقابلات مع أشخاص تعرضوا للانتهاكات أو مع ذويهم.
وقال التقرير: “على الرغم من أنّ الشخص ليس مطلوباً من قبل النظام، إلّا أنّه لا يزال يتعرض لخطر الاحتجاز نتيجة الإبلاغ عنهم من قبل مخبري النظام”.
وأوضح التقرير “أنّ العائدين إلى مناطقهم الأصليّة، لا يتعرضون لنفس ما يتعرض له الآخرون ولا تنطبق عليهم المعايير نفسها، ففي بعض الأحيان، الأشخاص الذين كانوا أعضاء في جماعات وفصائل المعارضة أو من أفراد أسرها يمكنهم العودة دون مواجهة مشكلات، في حين أنّ الأشخاص غير المطلوبين سيواجهون مشكلات لدى عودتهم”.
وبلغ عدد السوريين الفارين من بلادهم أو نزحوا في الداخل، أكثر من 13 مليون شخص، ويتم استضافة أكثر من 5.7 ملايين لاجئ سوري في البلدان المجاورة و6.9 ملايين نازح داخلياً وفقاً للتقرير.