تل أبيب تطرد السفير التركي رداً على قرار مماثل من أنقرة
تطورات ردود الفعل بين تركيا وإسرائيل الثلاثاء 15 مايو/أيار 2018، بشكل كبير، فبعدما طالبت أنقرة من سفير تل أبيب بالعودة إلى بلاده فوراً، ردت إسرائيل بنفس الطريقة، وطالبت القنصل التركي بمغادرة البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها طردت القنصل التركي في القدس اليوم الثلاثاء. وذكر المتحدث باسم الوزارة إنه جرى استدعاء القنصل وإبلاغه بالعودة إلى تركيا “للتشاور لبعض الوقت”. وقبل هذا الإجراء، طلبت أنقرة من السفير الإسرائيلي بتركيا، مغادرة البلاد، لبعض الوقت رداً على “المجزرة” التي قام بها الجيش الإسرائيلي بحق فلسطينيين على الحدود مع غزة.
وتركيا من أشد المنتقدين لرد فعل إسرائيل على احتجاجات غزة ونقل السفارة الأميركية واستدعت سفيريها من تل أبيب وواشنطن ودعت إلى عقد اجتماع طارئ للدول الإسلامية يوم الجمعة. ووصف الرئيس رجب طيب أردوغان، “مجزرة غزة”، والتي راح ضحيتها أكثر من 60 فلسطينياً، وهو أكثر يوم يشهد سقوط قتلى فلسطينيين منذ 2014، بأنها إبادة جماعية ووصف إسرائيل بأنها دولة إرهابية.
وأعلنت الحكومة التركية الحداد لمدة ثلاثة أيام. وقال مصدر بوزارة الخارجية التركية “تم إبلاغ السفير الإسرائيلي بأنه جرى استدعاء سفيرنا لدى إسرائيل للتشاور وإخطاره بأنه سيكون من الملائم بالنسبة له أن يعود إلى بلاده لبعض الوقت”.
وذكر المتحدث باسم الحكومة بكر بوزداج للبرلمان أن تركيا تحمل الولايات المتحدة المسؤولية أيضاً عن أعمال العنف التي وقعت الإثنين. وقال “دماء الفلسطينيين الأبرياء على أيدي الولايات المتحدة.. الولايات المتحدة جزء من المشكلة وليس الحل”.
وتوترت العلاقات بشدة بين أنقرة وواشنطن، العضوين في حلف شمال الأطلسي، بسبب نقل السفارة وخلافات بشأن نشر قوات في شمال سوريا وقضايا ضد مواطنين أتراك وأميركيين أمام المحاكم في كل من الدولتين. وشهدت إسطنبول والعاصمة التركية أنقرة مظاهرات ضد إسرائيل. وقال أردوغان الذي يستعد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية الشهر المقبل إنه سيتم تنظيم تجتمع حاشد يوم الجمعة للاحتجاج على قتل الفلسطينيين.
وقال بوزداج للبرلمان إن التجمع الحاشد المقرر في إسطنبول “سيظهر مرة أخرى أن الشعب التركي لن يظل صامتاً أمام الظلم والقسوة وإنه سيدافع عن الضحايا في وجه القسوة”. وذكر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن الدول المسلمة ستعيد النظر في علاقاتها مع إسرائيل بعد مقتل عشرات الفلسطينيين.
الكاتب والإعلامي الكُـردي حسين جلبي علق على الأحداث الجارية بين الفلسطينين والإسرائيلين قائلاً: بعد أن توقف العرب عن المتاجرة بالقضية الفلسطينية؛ نتيجة إفلاس شعاراتهم الصدئة التي عفى عليها الزمن، هاهم التجار الأتراك يدخلون الساحة رافعين راية النفاق بدلاً منهم، وذلك كورثة شرعيين “لأصحاب القضية”، محاولين إزاحة التاجر الإيراني المنافس، صاحب فيلق القدس.