جواد ملكشاهي في حوارٍ مع يكيتي ميديا حول أحداث بغداد و دور كُـردستان في المصالحة العراقية
Yekiti Media
تصاعدت حدّة التوترات في العاصمة العراقية، بغداد، والتي شهدت معارك بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين أنصار التيار الصدري، ومجموعات شيعية أخرى، والتي جاءت بعيد إعلان رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، اعتزال الحياة السياسية وإغلاق كافة مكاتب المؤسسات التابعة للتيار الصدري.
ووسط حالة الفوضى العارمة التي شهدتها بغداد، ومناطق عراقية أخرى، انطلقت الدعوات من إقليم كُـردستان، ومن أعلى القيادات، فأتت مبادرات من رئيس الإقليم، نيجرفان بارزاني، ومن رئيس الحكومة مسرور بارزاني، علاوةً على البيان الصادر من الرئيس مسعود بارزاني، وجاء فيه : نتابع وبكلّ قلقٍ الأحداث والمستجدات الأخيرة في العراق، أتمنّى أن يشعر الجميع بالمسؤولية، وأن يحتكموا إلى ضبط النفس، وأن لا يلجؤوا إلى لغة السلاح والعنف في حسم الصراعات والمشاكل، وأدعو جميع الأطراف إلى التفكير في الحلول التي تأتي بالخير للشعب العراقي وتراعي المصلحة العامة للشعب والوطن.
بالصــدد تحدّث الكاتب والإعلامي والعضو في الحزب الديمقراطي الكُـردستاني المقيم في بغداد، جواد ملكشاهي ليكيتي ميديا عن الأحداث الجارية في العراق ودعوات قادة كُـردستان لإيجاد الحلول، قائلاً : بعد تصعيد المواقف من قبل الطرفين المتخاصمين، التيار الصدري والإطار التنسيقي ،واللذان يشكّلان أهم الأطراف السياسية الشيعية في العملية السياسية، شهدت بغداد عصر الاثنين أحداثاً متسارعة وتصعيداً كبيراً، عندما غرّد السيد مقتدى الصدر وإعلانه عن ترك الخيار للجماهير المعتصمة في المنطقة الخضراء ببغداد،حيث لم تمرّ دقائق حتى قام المعتصمون بالدخول إلى المكاتب الرئيسة للحكومة العراقية وبالأخص ،الدخول لمكتب رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية من دون أية صدامات مع القوات الأمنية العراقية المكلّفة بالحفاظ على تلك الأماكن الحسّاسة.
وأضاف: وفي هذا الوقت صدرت عدة بيانات من مختلف القيادات السياسية العراقية، وبعض الأطراف الإقليمية والدولية، وعلى رأسها بعثة الأمم المتحدة في العراق المعروف ب(يونامي) لم تصغِ الجماهير الغاضبة لتلك النداءات والبيانات، ما أدّى ليلة أمس إلى حدوث صداماتٍ مسلحة بين بعض المسلحين من سرايا السلام، التابع للتيار الصدري، والميليشيات الموالية للإطار التنسيقي، المدعوم من إيران،حيث سقط خلالها أكثر من 20 قتيلاً وأكثر من 200 جريح.
وزاد: واشتدّت الاشتباكات المسلّحة طوال ليلة الاثنين حتى الثلاثاء 30 من آب ما أدّى إلى انتشار الخوف والرعب بين سكان العاصمة بغداد ومعظم المحافظات العراقية خوفاً من امتداد رقعة المعارك إلى سائر المحافظات العراقية، وبالأخصّ محافظات الوسط والجنوب ذات الغالبية السكانية الشيعية.
وأشار إلى أنّ الصدر فاجأ الجميع كعادته ،فظهر الثلاثاء 30 آب في مؤتمرٍ صحفي، عندما أعلن اعتزاله العمل السياسي مطالباً أتباعه بالخروج من المنطقة الخضراء خلال 60 دقيقة وإنهاء اعتصامهم داخل المنطقة الخضراء الذي استمرّ حوالي شهرٍ كاملٍ.
ولفت ملكشاهي إلى أنّ تصريحات الصدر كانت كافيةً لتخلّي المعتصمين عن اعتصامهم ولملمة أغراضهم وخروجهم من المنطقة الخضراء وعودة الأمن والاستقرار النسبي إلى المنطقة الخضراء، وزاد: وفي المقابل دعا الإطار التنسيقي الموالي لإيران أتباعه المعتصمين في الضفة الأخرى من نهر دجلة بالقرب من الجسر المعلّق إلى إنهاء اعتصامهم وترك المنطقة وإتاحة الفرصة للقوات الأمنية للمسك بزمام الأمور ، هذا التطور السريع تسبّب في عودة الحياة الطبيعية للعاصمة بغداد خاصةً بعد رفع حظر التجوال من قيادة العمليات المشتركة في بغداد.
وحول دور كُـردستان في الأحداث الجارية والدعوات المنطلقة من أربيل إلى بغداد ، أكّد ملكشاهي أنّ الخلافات ما تزال قائمةً، وما تزال قضية حلّ البرلمان واختيار حكومة جديدة لتنظيم انتخابات مبكرة جديدة كما هي، والطرف الكُـردي المتمثّل برئيس الإقليم السيد نيجرفان بارزاني دعا جميع الأطراف إلى تغليب لغة المنطق والحوار على لغة السلاح ،داعياً الجميع إلى أربيل لعقد حوارٍ وطني حقيقي لحلّ الخلافات وفق الدستور والقانون.
وقال: إلى الآن ليست هناك استجابة رسمية من قبل القوى السياسية المتخاصمة لدعوة السيد البارزاني ، ولكنّ الجميع متفق على أنّ أربيل دائماً كانت الملاذ الأفضل لحلّ المشاكل والخلافات بين القوى المتصارعة،ولحدّ الآن ليست هناك أية بوادر للحوار على الرغم من مطالبة الجميع للجلوس على طاولة الحوار وحلّ المشاكل بشكل سلمي وعدم تعريض الأمن والاستقرار للخطر والسير بالعملية السياسية نحو برّ الأمان.