تبصرة للعبادي قبيل شن الحرب على كُردستان
ازاد جندياني*
حسابات الاندحار قبل حسابات الانتصار
إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، المدفوع من قبل جهات خارجية لشن حرب بالوكالة على كوردستان العراق، يبدو مفرطاً في اندفاعه لأداء ما كلف به، متوهماً بأن شن الحرب على كوردستان والانتصار فيها محتوم و سيحوله إلى بطل تاريخي من أبطال طائفته، ومن ثم سيستثمر نجاحاته الافتراضية على الخارطة الرملية، في الانتخابات القادمة و وسيتحول إلى الشخص الاول في العراق و يطرد بذلك منافسه اللدود نوري المالكي خارج دائرة المنافسة. رغم كون المالكي في عيون أبناء طائفته (الطائفيون) في العراق و خارجه بطلاً بامتياز بعد أن انتصر على السنة في العراق عندما كان رئيساً للوزراء دورتين متتاليتين، ونجح في تشتيتهم و تحويلهم مكوناً بلا مرجعية و بلا مشروع، موزعين بين المنافي و معسكرات التهجير الداخلي .
اذا كانت مأساة السنة وسيلة لتحويل نوري المالكي لبطل طائفي لبعض الوقت، ينوي العبادي تقليد سلفه لكي يتوج بطلا طائفياً خالداً على حساب فرضية تقزيم الكورد في العراق و المنطقة، دون أن يتعلم من فشل سلفه الذي اندثرت بطولاته ضد السنة على يد داعش و كاد أن يفقد السيطرة على بغداد و تحول جيشه الجرار و المدجج بأحدث الاسلحة إلى جيش للأذلاء .
و يعرف الجميع و في مقدمتهم العبادي و مستشاروه الاستراتيجيين من العراقيين و غيرهم من السوبر مستشارين الأجانب، بأن تكرار تجربة تعامل المالكي مع السنة، سيكون كارثياً، لان المنازلة مع الكورد ستكون نتيجتها الخسران و لاتكفي لتتويج العبادي بطلاً حتى من القش.
فلهذا، يجب أن يحسب العبادي في منازلته مع الكورد حسابات الاندحار قبل أن يزهو باطلاً بحسابات الانتصار في اشعال حربه بالوكالة مع كوردستان.
نتمنى و ندعوه مخلصين أن يراجع العبادي ستراتيجيته المبنية على الأوهام والحسابات الخاطئة وأن يجنح للحوار والسلام مع الكورد الذي حدد مصيره وفق نتائج الاستفتاء، وذلك قبل أن يدخل العراق في أتون حرب لا يكسب من وراءها إلا الاندحار و الفشل و لن تحوله نتائجها إلى بطل بل ستحوله الى كومة من القش .
*العضو السابق في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكُردستاني
جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عــن رأي Yekiti Media