خطف القاصرين على طاولة مجلس الأمــن الدولي في تقرير المبعوث الأممي
Yekiti Media
في إحاطته الدورية لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في سوريا، تطرق المبعوث الدولي غير بيدرسون إلى تظاهرات سلمية نظمها عائلات الأطفال القاصرين أمام مقر الشبيبة الثورية التابع لحزب العمال الكُـردستاني في مدينة قامشلو في الثالث عشر من شهر تموز 2024 .
وقال بيدروسون في إحاطته : ” وينظم الأهالي في القامشلي، أي المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، اعتصامات للمطالبة بالإفراج عن أطفالهم.
وحذر مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسون، اليوم الاثنين، من خطر زيادة التصعيد في سورية، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية، مشيراً إلى معاناة البلاد “من انقسام ونزاع عميق” يتمثل، وفقاً له، بانتشار الجيوش الأجنبية والجماعات المسلحة.
وقال بيدرسون: إن خطر المجموعات الإرهابية زاد، وزادت الهجمات التي شنها تنظيم “داعش” بنسبة الضعف هذا العام. وأشار أيضاً إلى التظاهرات في المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام وخارج سيطرته، بما فيها التظاهرات ضد “هيئة تحرير الشام” المدرجة على قائمة الأمم المتحدة منظمةً إرهابيةً. وتوقف المسؤول الأممي عند استمرار الاعتقالات والتعذيب والاختفاء القسري في جميع أنحاء سورية. كما عبر عن قلق الكثيرين من انتشار المخدرات وإنتاجها وتهريبها في البلاد.
وأشار بيدرسون إلى “معاداة اللاجئين السوريين والهجوم عليهم خارج بلادهم في عدد من الدول”، مشدداً على ضرورة توفير الدعم للسوريين الذين يرغبون بالعودة طوعاً إلى بلادهم، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هناك الكثير من المخاوف لديهم بما فيها إجبارهم على العودة قسرياً.
وطالب بيدرسون باتخاذ إجراءات ملحة عبر وقف إطلاق نار شامل يعم البلاد للحيلولة دون المزيد من التصعيد. وأكد الحاجة لعملية سياسية “بتيسير من الأمم المتحدة وقيادة ومُلكية سورية”، في إشارة إلى المباحثات السياسية بما فيها الدستورية المتعثرة، بما يتماشى مع القرار 2254. وشدد على ضرورة أن تعتمد الأطراف الدولية نهجاً يساعد على حل النزاع بدلا من تأجيجه. وختم مداخلته بالإشارة إلى استياء الكثير من السوريين لعدم تحقيق أي تقدم من أجل المضي قدماً والتوصل إلى حل لأزمتهم.
الوضع الإنساني
من جانبه، قال مدير قسم العلميات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة راميش راجاسينغهام إن سورية تعاني من أسوأ أزمة إنسانية منذ بداية النزاع، مشيراً إلى حاجة 16 مليون سوري لمساعدات إنسانية، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.
ولفت المسؤول الأممي إلى “وجود نحو 7.2 ملايين سوري نازحين خارج ديارهم بعد سنوات من الصراع”. وقال: “الصراع، إلى جانب الصعوبات الاقتصادية المرتبطة به، وضغوط التغيير المناخي، والانخفاض الشديد في تمويل صناديق المساعدات الإنسانية، وغياب البرامج التنموية”، كلها عوامل زادت من معاناة السوريين.
وأكد المسؤول الأممي حصول “أكثر من 3.5 ملايين شخص على مساعدات في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في الربع الأول من هذا العام، إلا أن نقص التمويل يعيق بشكل خطير قدرتنا على الحفاظ على هذه الأهداف، ناهيك بتوسيع نطاقها.. وحتى الآن، لم تُمول خطة الاستجابة الإنسانية للعام الحالي إلا بنسبة 20 في المائة”. وقال إن أكثر من 900 ألف شخص في شمال غرب سورية، أكثر من نصفهم من الأطفال، لم يحصلوا على الدعم الحيوي الذي يحتاجون إليه في مجال المياه والصرف الصحي”.
مواقف دولية
من جهته، وجه نائب المندوبة الأميركية للأمم المتحدة روبرت وود انتقادات للنظام السوري وروسيا، واتهم كل منهما بعرقلة الانخراط في حل سياسي. وقال خلال مداخلته في الجلسة: “على الرغم من الجهود الحثيثة التي يبذلها المبعوث الخاص ومكتبه، فقد مر شهر آخر من دون تحقيق أي انفراجة بشأن انعقاد اللجنة الدستورية، ولم نحقق تقدماً في العملية السياسية أو في أي جانب آخر من جوانب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.” وأكد الدبلوماسي الأميركي أن بلاده “لن تطبع العلاقات مع النظام السوري ولن ترفع العقوبات مع استمرار غياب حل سياسي حقيقي ودائم. ونكرر دعوتنا للنظام إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لتنفيذ جميع جوانب القرار 2254”. وندد المندوب الأميركي “بالانتخابات البرلمانية المزيفة التي أجراها النظام في 15 يوليو/تموز” قائلاً: “لا علاقة لها بالحرية والنزاهة. لقد كانت مجرد تثبيت لاستمرار طغيان نظام بشار الأسد. ولا ينبغي لأي بلد أن ينخدع بهذه الممارسة المثيرة للشفقة”.