خطوات الـ”ب ي د” لجلب الطائرات الأمريكية !!
ولات العلي
تحركات ذكية ومدروسة بحنكة ، يقوم حزب الاتحاد الديمقراطي الـ”ب ي د” ومركز قراره في قنديل، منذ بداية هجمات تنظيم “داعش” على المناطق الكُردية في العراق وتحديداً مع التدخل أو القصف الجوي الأمريكي على أهداف التنظيم؛ الخطوة الأولى كانت بتجاوز حدود سيطرة الـ”ب ي د” في سوريا والتدخل في شنكُال تحت غطاء حماية أراضي كُردستان ففتح ممرات إنسانية للإيزيديين للعبور إلى سوريا، لتكون بذلك اللبنة الأساسية لمحاولة سحب الحزب الأساس الـ”ب ك ك” من خانة الإرهاب الغربية، على اعتبار أنه الفرع السوري لحزب العمال الكُردستاني .
الخطوة الثانية جائت بالتزامن مع اليقظة الأمريكية لتمدد داعش وتحركاتها لمواجهة التنظيم داخل الأراضي السورية، أضف لذلك عرض أوباما المغري بتقديم نصف مليار دولار لتدريب المعارضة السورية بعد إعلان واشنطن أن الأسد شريكٌ في تنامي داعش ولا يمكن الإعتماد عليه لمحاربة تمدد جماعة البغدادي، وهنا فضلت الـ” ب ي د” التحالف مع العدو الذي من أجله اعتقل ونفى عشرات الناشطين الكُرد، أي الجيش الحر وهذا الأخير بدوره دخل في غرفة عمليات بركان الفرات مع خصم طالما اتهمه بتبعيته للنظام، فقط لكسب الود الأمريكي.
لم يقف الأمر هنا؛ الخطوة الثالثة كانت الهجوم على مناطق “داعش” في تل حميس وقتل العشرات منهم، بينهم مدنيين وهو ما جلب بدوره قذائف داعش “على الأغلب” على قامشلو فسقط عشرات المدنيين لا بل إحداها تجاوزت الحدود السورية وسقطت في نصيبين التركية أملاً في إيصال صداها إلى أبعد مدى، وهنا كل الخشية أن يُسقِط الـ”ب ي د” الحالة الكردية العراقية على نظيرتها السورية، والدفع بقامشلو “كبش الفداء” واعتبار الكٌرد والأقليات ضحايا هجوم التنظيم المتطرف كما “شنكَال” أملاً في أن تحوم الطائرات الأمريكية فوق أجواء “روج آفا” وتحمي الكُرد في سوريا كما حمتهم في العراق.
لكن على حزب الاتحاد الديمقراطي وقيادي قنديل أن يعوا أن اسقاط الوضع في إقليم كُردستان على روج آفا لن يفي بالغرض ليس لأن علاقات هولير وطيدة مع واشنطن والغرب من عقود، وليس لأن حزب العمال الكُردستاني متواجد على قائمة الإرهاب الأمريكية والتركية وأن هذا الأخير- العضو في الناتو- لن يرضى بمجاراة عدوه – الفرع السوري من حزب العمال الكُردستاني- لمحاربة داعش، بل لأن تكلفة محاربة الولايات المتحدة لداعش باهظة وتكلف الخزانة الأمريكية في العراق وحدها 7.5 مليون دولار يومياً حسب ما أعلنه البنتاغون، وعليه فإن الدخول الأمريكي في العراق وحماية إقليم كُردستان لم تكن كرمى عيون الكُرد بقدر ما يوجد مقابل مجزي لهذه الهجمات – النفط- فهل يوجد لدى “روج آفا” وإدارة قنديل ما يدفعاه لواشنطن مقابل الصواريخ التي ستسقط على داعش ؟؟
ولات العلي