خلفيات إتهامات PYD لحزب يكيتي الكُـردي في سوريا
عبد الباقي يوسف
صدرت في الأيام الأخيرة العديد من التصريحات من قبل شخصيات من PYD أو قرارات ( تخون فيه حزب يكيتي الكُـردي، وتتهم الحزب بالتعاون مع الجانب التركي في إحتلال عفرين) بإسم ما سمي “برئاسة المجلس التنفيذي لأقليم الجزيرة” لتؤكد بأن المجلس المذكور ماهو إلا مؤسسة تابعة لـ PYD وليس كما يدعى بأنها إدارة منتخبة من قبل سكان “المقاطعة” بمختلف مكوناتها القومية، الدينية، الطائفية والسياسية، حيث يتم استخدامها عند اللزوم ضدَّ المعارضين السياسيين، والمختلفين مع الحزب، على غرار نظام حزب البعث الذي جعل من الدولة السورية كإحدى مؤسسات الحزب (هذه السياسة هي إحدى الأسباب الرئيسية لما يجري اليوم في سوريا).
لاشك أن يكيتي و PYD من مدرستين مختلفتين، الأول من مدرسة وطنية، يربط النضال القومي مع العدالة الإجتماعية، ويحترم نضال الشعب الكُـردي من أجل حريته في كافة أجزاء كُـردستان بنجاحاتها، وإخفاقاتها بعيداً عن التخوين، مدرسة قائمة على إحترام الرأي الآخر، ومستعد للتعاون، والشراكة السياسية بما يخدم المصالح العليا للشعب الكُردي، رافضاً أن يصبح أداة في أيدي الدول التي تتقاسم كُـردستان، يقبل النقد، ولا يتهرب من مسؤلية إخفاقاته، أما PYD الذي يرجع إلى مدرسة PKK التي لاتؤمن بالشراكة السياسية مع الآخرين، والذي يرى في نفسه الحزب القائد، ويلزم الآخرين بالسير في فلكه، على غرار الأحزاب الستالينية، وحزب البعث في كل من سوريا والعراق، وويل لكل من يعارضه، لا يحترم نضال الآخرين، لذا فهو في أدبياته السياسية، والتاريخية يوصم تاريخ الثورات، والحركات الكردستانية بالعمالة، هذـه المدرسة لا تمتنع عن التعامل مع الأنظمة الغاصبة لكُـردستان على حساب شعب هذا الجزء أو ذاك، وخير مثال على ذلك علاقاتها مع نظام الأسد في سوريا، هذا النظام الذي لم يعترف بالهوية القومية الكُـردية، ناهيك عن سياسات الصهر القومي الذي انتهجه بحق الكرد. PYD يجيز لنفسه التعامل حتى مع مخابرات الدول الإقليمية بما فيه التركية، بينما ينعت الآخرين بالخيانة عند تشكل ادنى حد من العلاقة مع هذه الأنظمة، لايعترف هذا الحزب بأخطائه وإنكساراته، بل آلته الإعلامية تصفها بالانتصارات، وتلقي مسؤولية أخطائه على الآخرين.
تأتي هذه الهجمة الشرسة من قبل PYD على المجلس الوطني الكُـردي، وبشكل خاص على حزب يكيتي في إطار السياسة المذكورة، حيث يبغى PYD بذلك القاء مسؤولية خسارة قواته في عفرين (مع كامل الاحترام لما ابدت هذه القوات من مقاومة، وما قدمته من شهداء في عفرين) في وجه العدوان، والاحتلال التركي، ومرتزقته، واخقاق سياساته على كاهل حزب يكيتي المعروف بنضاله الطويل، وتضحياته التي نحن بغنى عن ذكرها هنا، كان الأولى لقيادة PYD إجراء مراجعة لسياسة الحزب، وإستراتيجياته، وسلوكه التفردي والتسلطي بعد كل ما جرى في عفرين، حيث تخلت روسيا عنه، وكذلك نظام دمشق، لابل يساهم الاخيرين مع تركيا في تغيير ديموغرافية عفرين بإرسال عوائل القوى التي يعتبرونها إرهابية من الغوطة الشرقية، والمرتزقة المستقدمين مع القوات التركية ليتم توطينهم في عفرين، عوضاً عن إلقاء التهم جزافاً على المجلس الوطني الكُـردي، وبشكل خاص حزب يكيتي، كان الاجدر لـ PYD البدء بالعودة إلى الصف الكُردي والعمل على إعادة ترتيب البيت الكُـردي الداخلي كعامل رئيسي لإعطاء زخم للقضية الكُـردية وفرض إحترامها واحقية مطالبها على الآخرين.