داعش صورة مشوهه عن المشوه
فرحان مرعي
داعش بضاعة وصناعة :
منظمة إرهابية من صناعة النظام السوري بامتياز تم تصديرها إلى العراق أثناء تواجد القوات الأمريكية بعد أعوام 2003 واستورد ثانية عند اندلاع الثورة السورية .
هم خريجوا السجون السورية والعراقية المحكومين بجرائم اللصوصية والقتل وتجارة المخدرات وغيرها، ومن الشباب المغرر بهم والذين جرى التلاعب بعقولهم وهم نوعان : نوع من الدول الأوربية الذين عاشوا حالة الخواء الروحي والمغامرين وأجريت لهم عمليات غسل دماغ بسهولة من قبل دعاة الإسلام المقيمين في أوربة ، ونوع ثاني من الدول الإسلامية المختلفة من الفئات الفقيرة والمحتاجة استغلوا مادياً ولقنوا بفكر ديني مشوه أساسه الجهاد والدفاع عن الإسلام ، وتم اصطيادهم في سوريا إثناء عبورهم إلى مناطق الحروب في أفغانستان والعراق وباكستان وغيرها ودربوا على فنون الإرهاب والقتل الديني بأمثلة مستوحاة من التاريخ الإسلامي المظلم، ويقودهم استخبارات النظام السوري والإيراني، والعراقي مؤخراً والأمريكي وغيرهم من استخبارات الدول الإقليمية ،
وأيضا داعش- صورة مشوهة عن منظمة القاعدة الإرهابية المنتوج السعودي – الأمريكي المخصص لمكافحة الشيوعية – تم تشييئها ظلامياً ،بمعنى إنها لقنت على القيام بأعمال فظيعة وشنيعة لتشويه صورة الإسلام أكثر مما هي مشوهة ، استخدم النظام السوري هذه المجموعات بهذا الشكل ببراعة لإجهاض الثورة السورية ولإعطاء انطباع للعالم انه في مواجهة الإرهاب وليس الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة ورسالة دموية إلى الشعب السوري المنتفض قائلاً : إما نحن أو هؤلاء الهمج .
إن هذا الاستخدام السيئ للقاعدة وداعش والمليشيات المسلحة الأخرى من قبل الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة يجري على مسمع ومرأى وعلم من أمريكا والقوى الدولية الأخرى لتنفيذ وتحقيق مشاريعهم السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط .
لم تعد داعش أداة حصرية تستخدمها النظام السوري وحلفائه فقط بل صارت داعش بضاعة رائجة في سوق السياسة الشرق أوسطية تستخدم من قبل كل من يفكر بفرض هيمنته وديكتاتوريته على شعبه، أصبحت داعش بعبع لإرهاب شعوب المنطقة وتهول لها وسائل الإعلام بشكل فظيع ورهيب مما خلق لها من الأسطرة في أذهان الناس وكأنها قوى غير طبيعية وغير مرئية، جنية، شيطانية ، ولكنها في الحقيقة والواقع ميليشيات مسلحة ترعى وتتربى في أحضان ديكتاتوريات المنطقة لتنفيذ سياساتها ومشاريع دولية وإقليمية .