داعش قد يجد “لابتوب” في تدمر يحتوي على أسرار أثرية
يكيتي ميديا – Yekiti media
بعد دقائق من ذبح “داعش” لأبيه الدكتور خالد الأسعد، المدير السابق لدائرة الآثار بتدمر، وتعليق جثته على عمود كهربائي بالطريق العام الثلاثاء الماضي، فر من المدينة ابنه وليد، المدير منذ 2003 للدائرة، مصطحباً معه والدته وزوجته وشقيقيه في رحلة فرار شاقة استمرت 6 أيام في الأرياف، حتى وصلوا الأحد إلى حمص.
لكن وليد الأسعد، اضطر حين كان في عجلة من أمره للفرار، إلى ترك وثائق تحتوي على معلومات هامة عن آثار تدمر، ويخشى أن يجدها التنظيم الذي سيطر على المدينة في مايو الماضي، ومعها قد يجد الأهم: أقراص ذاكرة كومبيوترية، وخرائط عن مخازن أثرية في تدمر، وعن حفريات أركيولوجية فيها، مع “لابتوب” يحتوي على أعمال بعثات أجنبية حالية ناشطة بالتنقيب هناك، كما وصور و”أسرار” أثرية في المدينة الممتدة آثارها 20 قرناً في التاريخ.
هذه المعلومات التي استخدم فيها الأسعد كلمة “أسرار” للإشارة إلى ما يحتويه “اللابتوب” الذي تركه، واردة بعدد اليوم الثلاثاء في صحيفة “التايمز” البريطانية، نقلاً عنه، لكن الصحيفة التي طالعت “العربية.نت” تفاصيل الخبر فيها، لم تذكر كعادتها إذا كان الذي ذكره خاصاً بها، أو أنها استمدته من مصدر آخر، ولا ذكرت أين ومتى قاله أيضاً، مع أن معدي الخبر فيها هم 3 محررين، إلا أن المهم هو ما أوردته عن لسانه، وبنسبة كبيرة قاله لها بالذات.
أين المجوهرات، أين الخواتم والتيجان، أين الكنوز؟
روى الأسعد عن قتلة أبيه، أنهم: “جاؤوا إلى منازلنا، متمنطقين بأسلحة ثقيلة، مرات عدة، آخرها أسروني فيها 4 أيام، استمروا يسألوني أثناءها عن الذهب وأين هو مخبّأ (..) سألوني عن مجوهرات وخواتم وتيجان، مركزين (في أسئلتهم) على الكنوز. أخبرناهم، أبي وأنا، بأنه لا يوجد ذهب في تدمر منذ عقود، والبعثات التنقيبية لم تعثر حقيقة على أي كنز فيها، لكنهم أصروا ملحّين” كما قال.
الشيء نفسه ذكره مأمون عبدالكريم، المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا، بعد يوم من ذبح “الدواعش” لخالد محمد الأسعد، من أنهم كانوا يبحثون عن كنز مخبأ في المدينة، وفق ما ورد أيضاً بتقرير أعدته “العربية.نت” الخميس الماضي، وعندما فقدوا الأمل بالعثور عليه عبر التحقيق مع الأسعد الشهير دولياً كخبير بالآثار التدمرية، انتقموا منه وذبحوه، مع علمهم أنه متقاعد منذ 2003 وعمره 82 سنة، إضافة لعلمهم بأن أهم آثار تدمر تم نقلها إلى “موقع آمن” قبل أيام من سيطرة تنظيمهم على المدينة.
قال أيضاً، إنهم أخذوا والده الذي كان مسؤولاً طوال 50 سنة عن آثار تدمر، إلى “مساءلة قريبة” أخيرة وسريعة، آخر مرة “لكنهم بدلاً من ذلك احتجزوه 27 يوماً” انتهت بوصفهم له بمرتد، وذبحه بخمس تهم. وذكر وليد الأسعد “أنهم وعدونا بمعاملته معاملة حسنة، وسيكون OK بين أيديهم، لكنهم كانوا يكذبون، وبعد قليل من علمنا بإعدامهم له، لملمنا أي شيء باستطاعتنا حمله، وغادرنا فارين”، وفق تعبيره.
كانوا يفرون ليلاً، والتنظيم صادر بيوتهم
على طريق الفرار في جوف الليل دائماً، مروا قرب الرقة، حيث التمركز الرئيسي للتنظيم “الداعشي” في الشمال السوري، واجتهدوا الالتفاف على مناطق وقرى بعيدة كي لا يرصدهم عناصره الذين صادروا بيوتهم في تدمر، بحسب ما علم الأسعد بعد وصوله وعائلته إلى حمص.
وأجمل ما قاله الأسعد، أن التنظيم “يقتل الناس ويدمر المواقع، لكنه لا يستطيع إسكات التاريخ، وسيفشل بمحاولته محو هذه الثقافة العظيمة من ذاكرة العالم” في إشارة إلى تلغيم “التنظيم” المتطرف لمعبد “شمين” في تدمر وتفجيره الأحد الماضي، بعملية ضج لها العالم واحتجوا بشأنها من كل صعيد.
العربية نت