دبـابيس كــــوردية .!
عنايت ديكو
– الدبوس الأول :
– ” الله يرحم النبّاش الأول ” . فالبعث وبكل ديكتاتوريتهِ وعنصريتهِ وعنجهيته، كان أخفّ وطأة وإيلاماً، فكان يحسب ألف حساب، عند اقترابه من القرى الكوردية والقبض على شخصٍ ما أو اعتقاله لسبب من الأسباب . بينما الرفاق في ” كانتون عفرين ” فيتصرفون وكأن هذه المنطقة بما فيها من شجرٍ وحجرٍ وبشر، هي ملكٌ لهم ولأسيادهم ولحزبهم بالسند والطابو والتوقيع . ضاربين بعرض الحائط كل الشرائع والقوانين والأعراف الانسانية والدولية والشعبية، فيُداهمون بيوت الناس والمواطنين الأبرياء بـ ” عز الليل ” دون سابق إنذار أو خبر، بحجة البحث عن السلاح غير المُرخص ، كما حصل قبل فترة في قرية ” HESEN DÊRA “، والقبض على الشباب وسوقهم الى تخوم الرقـة ودير الزور ومنبج ، وذلك تحت رحمة وأزيز الرصاص وقرقعة دواليب عربات الدفع الرباعي .
– الدبوس الثاني :
– التعريف الجديد لـ” كـوردسـتان سـوريا ”
* المهم أن لا ننطق بالحقيقية الجغرافية والتاريخية لهذه الأرض ، سنلف … وسندور … وسنغامر … وسنقول … وسنغمض أعيننا … وسنكذب على أنفسنا، فالمهم والمطلوب في الأخير… أن لا نَنطق بكلمة ” كوردستان “. سنقول : بأن هذه الأرض هي أرض شمال سوريا … ومنطقة شمال سوريا … هي لوحة الفسيفساء التي تتألف من الشعوب والمذاهب والطوائف المتآخية ، وسنقول أيضاً بأنها قطعة ” موزاييك ” شعوبوية ملونه مزركشة على هذه الجغرافيا ….. وهذه الجغرافيا هي عبارة عن ثلاثة كانتونات وطنية … وهذه الكانتونات تُشَكّلُ بدورها أمةً ديمقراطية آيكولوجية … وهذه الأمة الديمقراطية … قد تَطورت ونَضَجَتْ بفعل الصيرورة وأصبحت فيدرالية الشمال، وفيدرالية الشمال هي طبعاً جزءٌ عزيزٌ ومهم من الجمهورية العربية السورية ، والجمهورية العربية السورية هي جزءٌ وركنٌ أساسي من جسد الأمة العربية الواحدة . المهم وفي الأخير أن لا نقول وأن لا نُسمي هذه الأرض بـأرض ” كوردستان “.!
– الدبوس الثالث :
– منذ ” ست سنوات ” تراهم يُزلزلون الأرض زلزالاً ، ويَبنون الأبراج الشاهقة والعالية من الوطنية والثورية، ويخرجون على الاعلام ، وألسنتهم تَتَقطر المنّ والعسل والسكر، مُنمقين تَفوح منهم رائحة أرقىٰ وأفخم العطورات ، وربطات العنق عندهم تتدلى كالقناديل الحمراء المضاءة والمُشعّة… ونظاراتهم تَلمع من إنعكاس الماس والذهب المُرصَّع . وتراهم يُبشرون السوريين بيوم الخلاص هنا وهناك ، في الرياض وبرلين وموسكو واستانبول وباريس وآستانة وجنيف … ويُوزعون الشهادات في الوطنية والانسانية يميناً وشمالاً … ويَتهمون كل مخالفٍ ومعارض لهم بالعمالة والخيانة . مُتناسيين … بأن كل هذه العطورات وربطات العنق الحمراء والظهور الاعلامي اللامع والتَسريحات المُنمَّقة والبدلات الأنيقة وكل هذه الڤيللات والسفرات والرحلات والهوتيلات والحجوزات وتشكيل كل الجبهات السياسية والعسكرية والدينية والطائفية والمذهبية وفتح الممثليات في موسكو وفنلندا وباريس ورياض واستانبول … قد جاءت كلها … بعد أن ضرب الطفل ” حمزة الخطيب ” حذاء رِجلهِ بالأرض وقال للعالم : أنا أريد إسقاط النظام .
– الدبوس الرابع :
– في مؤتمر ميونخ للأمن والسلام ، وبحضورِ كثيرٍ من قادة العالم الكبار، وجّه الرئيس الكوردستاني ” مسعود البارزاني ” سهامه ودبابيسه الحادَّة والمُدبّبة بإتجاهِ بغداد ، وأعلن عن موت العراق عملياً، فذَهَبَ الى المؤتمر بوفدٍ كوردستاني خاص ومستقل. وأثبت للعالم الحرّ والكبير … بأن كوردستان كبيرة وباتت تُدير شؤونها لوحدها وتُشكل الجبهة الأساسية والرئيسية في مقاومة التنظيم الداعشي الارهابي في العالم . فمن الآن وصاعداً، يجب أن تحصل كوردستان على السلاح لوحدها ولمفردها وليس عن طريق بغداد والجرعات الشحيحة والمتصدئة. وبعد حضوره المؤتمر … تَعَرَّجَ الى باريس ووقَّعَ على اتفاقيةٍ عسكرية لمد كوردستان بالسلاح والعتاد اللازم من قبل الحكومة الفرنسية.
الدبوس الخامس :
– كل المناطق في سوريا وبدون استثناء تملك من المازوت الكمية الكافية للطهي والتدفئة ولتشغيل السيارات والعربات وتَسيير بعض شؤون الحياة. من مناطق النظام … الى مناطق داعش … والجيش الحر … ومن مناطق الاحتلال التركي … الى الشيخ مقصود والاشرفية في حلب وادلب وغيرها. السؤال هنا … لماذا لا توجد مادة المازوت في عفرين ..؟ فعندما يتعلق الأمر بالقبض على الشبان وفرض الاتاوات وجني الضرائب والأرباح واعتقال الناس والزج بهم في السجون مثلاً ، نرى المازوت الكافي والوافي والشافي للسيارات الأساييشية وعربات الدفع الرباعي والخماسي والسداسي وهي تتسلق القرى والجبال النائية في كورداغ . فهل هذه السيارات والعربات تمشي على المياه والهواء … أم على المازوت أيضاً يا ترىٰ.؟
الدبوس السادس :
– على ذمة الرّاوي يا سادة يا كرام . ففي ” كانتون عفرين ” المليء بالسراديب والكهوف والفتحات الجبلية والمخابئ … حيث قال هذا الرّاوي : في السابق كان السجين أو المُعتقل يُزجُّ به في سجونٍ خاصة أو أقبيةٍ مخصصة لهذا الغرض أو في غرفٍ صغيرة بمعاصر الزيتون المنتشرة في عفرين ، بينما اليوم … فالأساليب وطرقُ الاعتقالات والتعذيب والخوف قد تطورت وأخذت منحى آخر في هذا الكانتون الجبلي . حيث يُرمىٰ بالمُعتَقَلْ في كهفٍ يوجد فيه العقارب والأفاعي والثعابين السامة ، الى أن يضطر السجين ويعترف حتى بنسبة وكمية الخلايا الموجودة في جسمه .. وعليه أن يتذكر أيضاً حتىٰ ذمرة دمه ، والأمراض التي أصابته عندما كان طفلاً .
جميع المقالات المنشورة تعبر عــــن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عـــن رأي يكيتي ميديا