دمشق: صواريخ إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية ومستودع ذخيرة
شنت إسرائيل فجر اليوم (الخميس) صواريخ على مواقع عسكرية إيرانية في سورية ومستودع ذخيرة وموقع رادار، في وقت أعلنت فيه وسائل الاعلام الرسمية السورية أن «وسائط الدفاع الجوي في الجيش السوري تصدت للعدوان الاسرائيلي ودمرت العشرات منها».
ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «دفاعاتنا الجوية أسقطت عشرات الصواريخ الإسرائيلية المعادية ومنعت معظمها من الوصول إلى أهدافها، بينما استطاع بعضها استهداف عدد من كتائب الدفاع الجوي والرادار ومستودع ذخيرة».
وأضافت في بيان أن «المعلومات تفيد بأن العدو الإسرائيلي كان يستهدف عبر عدوانه بعض كتائب الدفاع الجوي ويحاول تدمير بعض الرادارات، وأن طائرات العدو أطلقت من داخل الأراضي المحتلة (الجولان) عددا من الصواريخ باتجاه الأراضي السورية تصدت لها الدفاعات الجوية».
ويأتي الهجوم، ردا على إطلاق صواريخ نسبته إسرائيل إلى إيران ضد مواقعها في هضبة الجولان المحتلة، وفق الجيش الاسرائيلي.
وبث التلفزيون السوري نقلاً مباشراً قال إنه يُظهر تصدي الدفاعات الجوية لـ«الصواريخ الاسرائيلية».
وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادرعي على حسابه على «تويتر» أن «الجيش الإسرائيلي يتحرك في هذه اللحظات ضد أهداف إيرانية في سورية»، مضيفاً أن «أي تورط سوري ضد هذا التحرك سيواجه ببالغ الخطورة».
وبدأ التصعيد قبل منتصف الليل في جنوب البلاد، قبل ان يتوسع لاحقاً ويستمر لساعات، مع اعلان الجيش الإسرائيلي عن تصديه لصواريخ قال إنها «إيرانية» استهدفت الجزء المحتل من هضبة الجولان، ثم إعلان دمشق أيضاً عن تصديها لـ «صواريخ إسرائيلية» باتجاه مدينة البعث في القنيطرة جنوبا.
وبداية أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رد على «هجوم إيراني» بالصواريخ والقذائف استهدف الجزء المحتل من هضبة الجولان من دون أن يوقع ضحايا، بعدما افاد الاعلام الرسمي السوري عن قذائف مصدرها إسرائيل استهدفت مدينة البعث في محافظة القنيطرة جنوباً.
وقال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس «أُطلِقت الصواريخ بعد منتصف الليل (21:00 توقيت غرينيتش أمس) من جانب عناصر فيلق القدس باتجاه الخطوط الامامية للجيش الاسرائيلي في الجولان».
وأكد أنّ الجيش الإسرائيلي يأخذ «هذا الهجوم الإيراني ضد إسرائيل بجدية بالغة».
من جهته، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن الصواريخ الإسرائيلية «استهدفت مواقع ايرانية عدة وتابعة لحزب الله اللبناني في جنوب البلاد، ووسطها وفي محيط دمشق».
وقال إن «الصواريخ طالت مواقع عدة في محيط دمشق، بينها في بلدة معضمية الشام حيث يتواجد حزب الله والايرانيون»، كما استهدفت «مواقع يعتقد أنها تابعة لحزب الله جنوب غرب مدينة حمص (وسط)، وأخرى تابعة للحزب ذاته في المثلث الواصل بين ريف دمشق الجنوبي ومحافظتي درعا والقنيطرة» جنوباً.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الثلثاء الماضي انه طلب من السلطات المحلية في هضبة الجولان المحتلة ان تفتح وتحضر الملاجىء المضادة للصواريخ، بسبب «انشطة غير مألوفة للقوات الايرانية في سورية» في الجهة الاخرى من خط التماس.
وأعلنت إسرائيل أن إيران أطلقت 20 صاروخاً من طرازي «غراد»، وفجر أسقطها نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي، أو لم يصل مداها إلى الأهداف بالجولان.
وقالت وسائل إعلام رسمية سورية أنه تم إسقاط الصواريخ الإسرائيلية «فوق دمشق وحمص والسويداء».
وأفادت بأن «فيلق القدس»، الذراع المسؤولة عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، هو الذي أطلق الصواريخ.
وقال الناطق العسكري اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس للصحافيين «قاسم سليماني (قائد فيلق القدس)، هو من أمر بتنفيذه وقاده (الهجوم الصاروخي) ولم يحقق غرضه».
وأضاف أن «إسرائيل ردت بتدمير عشرات المواقع العسكرية الإيرانية في سورية، إضافة إلى وحدات سورية مضادة للطائرات حاولت إسقاط طائرات إسرائيلية لكنها فشلت»، متابعا «لا نعرف بعد عدد الخسائر البشرية (الإيرانية)».
وأكد «في ما يتعلق بغرضنا، فإن تركيزنا على الأفراد كان محدوداً، بينما ركزنا أكثر على الإمكانات والعتاد، لإلحاق ضرر طويل الأمد بالمؤسسة العسكرية الإيرانية في سورية. نعتقد أنها ستحتاج قدرا لا بأس به من الوقت لتعويضها».
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اليوم، في مؤتمر هرتزليا الأمني قرب تل أبيب «ضربنا كل البنى التحتية الإيرانية تقريبا في سورية»، مضيفا «عليهم ان يتذكروا المثل القائل، إذا أمطرت علينا، فستهب العاصفة عليهم»، وتابع «آملا بأن نكون انتهينا من هذا الفصل وفهم الجميع».
مضيفا أنه «لم تسقط أي صواريخ إيرانية داخل أراض تحت سيطرة إسرائيل، وأنها إما لم تصل لأهدافها أو أسقطتها الدفاعات الإسرائيلية».
وفتحت المدارس الإسرائيلية في مرتفعات الجولان أبوابها كالمعتاد صباح اليوم. وكانت صافرات الإنذار دوت في المنطقة أمس، ودفعت السكان للتوجه إلى المخابئ.
وجاءت الضربات اليوم، بعد ساعات من عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من زيارة لموسكو، حيث بحث المخاوف في شأن سورية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشار كونريكوس إلى أن إسرائيل أخطرت روسيا مسبقا بضربات اليوم، التي كانت وسائل إعلام سورية رسمية أوردت أنها أصابت مدينة البعث في القنيطرة قرب الحدود. وأعقب ذلك إطلاق دفعات أخرى من الصواريخ.
وبث التلفزيون الرسمي لقطات للدفاعات الجوية السورية، وهي تطلق النار وأذاع أغنيات وطنية. وتحدث سكان في دمشق عن انفجارات في السماء من أنظمة دفاع جوي.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تعليمات صدرت لسكان المطلة على الحدود اللبنانية بالذهاب إلى الملاجئ للاحتماء من القنابل. ولم يصدر تأكيد رسمي.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن طائرات إسرائيلية حلقت فوق الأراض اللبنانية في وقت مبكر اليوم، ثم غادرت الأجواء.
الحياة