دهوك.. اكتشاف مدينة أثرية يعود تاريخها إلى أكثر من 3400 عام
أدى انحسار المياه في نهر دجلة، بسبب الجفاف وقلة الأمطار، إلى الكشف عن اطلال مدينة قديمة في قرية كمونة التابعة لقضاء سيميل ضمن محافظة دهوك بإقليم كُردستان، يعود تاريخها إلى عصر الإمبراطوريّة الميتانيّة، منذ أكثر من 3400 عام.
وقال مدیر دائرة الآثار فی دهوك بيكس بريفكاني في مؤتمر صحفي أمس الاثنين “إنّ اطلال وآثار المدينة القديمة ظهرت بسبب انحسار المياه في نهر دجلة”، موضحاً أنّه “بعد استمرار انخفاض منسوب المياه، عادت بقايا المدينة إلى الظهور، والتي تضم مستوطنة ضخمة فيها عدد كبير من المباني والقطع الأثريّة”.
كما أشار إلى أنّهم عثروا حتى الآن على ما يقارب من 200 لوح طيني منقوش عليه نصوص مسماريّة.
وتابع بريفكاني بالقول “إنّ مدينة دهوك غنيّة بالآثار وتحوي أكثر من 2000 موقع أثري”.
ويقوم الآن فريق من علماء الآثار الألمان والكُرد بالتنقيب في الموقع الذي يتضمن قصراً والعديد من المباني الكبيرة التي يعتقد أنّها كانت مركزاً مهماً في الإمبراطوريّة الميتانيّة (حوالي 1550-1350 قبل الميلاد).
وذهل فريق البحث والتنقيب من حالة الجدران المحفوظة جيداً – وأحياناً يصل ارتفاعها إلى عدة أمتار – على الرغم من حقيقة أنّ الجدران مصنوعة من الطوب الطيني المجفف بالشمس وكانت تحت الماء لعقود من الزمن، ويعود هذا الحفظ الجيد إلى حقيقة أنّ المدينة دمرت في زلزال قرابة عام 1350 قبل الميلاد، حيث دفنت الأجزاء العلويّة المنهارة من جدران المباني.
ومن الأمور ذات الأهميّة الخاصة اكتشاف خمسة أواني خزفيّة تحتوي على أرشيف يضم نحو 200 لوح مسماري، يعود تاريخها إلى الفترة الآشوريّة الوسطى، بعد وقت قصير من وقوع كارثة الزلزال في المدينة، حتى أنّ بعض الألواح الطينيّة، التي قد تكون حروفاً، لا تزال في مظاريفها الطينيّة، يأمل الباحثون أن يوفر هذا الاكتشاف معلومات مهمة حول نهاية فترة الإمبراطوريّة الميتانيّة وبداية الحكم الآشوري في المنطقة.
ويقول البروفيسور الدكتور بيتر فلازنير من جامعة توبنغن “إنّها معجزة أنّ الألواح المسماريّة المصنوعة من الطين غير المحروق بقيت على قيد الحياة لعقود عديدة تحت الماء”.
من جانبه، قال رئيس منظمة المواقع الأثريّة في كُردستان د.حسن أحمد، خلال المؤتمر الصحفي “لقد ظهر العديد من المباني المرتفعة لعدة أمتار، لقد كان هذا الموقع مركزاً مهماً للامبراطوريّة الميتانيّة”.