دور أحمدي خاني في تشكيل الوعي القومي لدى الكُرد
صباح حمدو
الوعي القومي هو مكون أساسي في بناء هويّة أي مجتمع، ولدى الشعب الكَردي، تطوّّر الوعي القومي كجزءٍ لا يتجزّأ من تاريخهم. ومن بين العديد من الشخصيات الكُردية التي قامت بأدوار مهمة في تشكيل هذا الوعي القومي، يبرز اسم أحمدي خاني (1650 – 1707) كشخصية بارزة ومؤثرة.
وُلد أحمدي خاني في بازيد بشمال كُردستان( كُردستان تركيا)، وترك بصمة عميقة في تاريخ الكُرد عبر أعماله الأدبية والفلسفية والسياسية.
تعليمه وإسهاماته الأدبية:
بدأ أحمدي خاني حياته المهنية كمعلم ومؤلف، ومن ثم تطوّر إلى شاعر وفيلسوف كبير. كان له إسهامات كبيرة في مجال الأدب الكُردي وثقافته.
يُعتبر أحمدي خاني من أوائل الكتّاب الذين ساهموا في تطوير الأدب الكُردي واستخدام اللغة الكُردية في الأعمال الأدبية.
قاموس “نوبهارا بجوكان”:
من بين أهم أعمال أحمدي خاني كان قاموسه
الكُردي- العربي المعروف بـ “نوبهارا بجوكان”، وهو أول قاموس من نوعه ؛ يُستخدم لفهم اللغة الكُردية وتعلّمها. هذا القاموس لعب دوراً كبيراً في تعزيز استخدام اللغة الكُردية وتقويتها.
ملحمة “مم وزين”:
إحدى أهم إسهامات أحمدي خاني الأدبية هي ملحمته المعروفة بـ “مم وزين”، وهي قصة حب كُردية كلاسيكية، تُعدّ واحدة من أعظم الأعمال الأدبية في تاريخ الأدب الكُردي.
تتناول الملحمة قصة حب مؤلمة بين شخصيات : مم وتاج الدين وستي وزين ؛ تعبّر هذه الملحمة عن العواطف الإنسانية والصراعات والأحلام، وتقدّم رؤية عميقة للعلاقات الإنسانية والمشاعر.
دوره في تعزيز الوحدة الكُردية:
أحمدي خاني كان دائماً يدعو إلى وحدة الشعب الكَردي، ونبذ الانقسامات والصراعات الداخلية. وكان يروّج لفكرة الكُرد كشعبٍ واحد، له آمال و آلام مشتركة وهدف وطني مشترك ، وبفضل روحه التوحيدية، نجح في توجيه الانتباه إلى ضرورة التضامن والوحدة بين كافة الأكراد في سعيهم لتحقيق حقوقهم وبناء مستقبلهم.
إرث أحمدي خاني:
إرث أحمدي خاني لا يقتصر على الأدب والثقافة الكُردية فقط، بل يمتدّ إلى الوعي القومي للكُرد بشكلٍ عام. فترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الكُرد ، وساهم بشكلٍ كبير في تشكيل هذا الوعي القومي.
يظلّ إرثه حياً في قلوب الكُرد ؛ ويستمرّ في تحفيزهم على العمل من أجل تحقيق حقوقهم والحفاظ على هويتهم الوطنية.
المقالة منشورة في جريدة يكيتي العدد 313