دور الإعلام في تسويق قضايا الشعوب
جمال حمي
لم يعد خافيًا على كل ذي عقلٍ وبصيرة أن للإعلام دورًا مهمًا في إختراق الجدران لابل حتى العقول وفي تشكيل الرأي العام ونشر المفاهيم وتغييرها أيضًا بل وحتى في قلبها رأسًا على عقب وفي غسل العقول وفي التسويق للقضايا ويستطيع أيضًا أن يجعل الحق باطلًا والباطل حقًا أيضًا ولا نبالغ هنا لو قلنا أننا في نعيش في عصر الصوت والصورة ولهاتين الوسيلتين تأثير كبير على الناس .
لكن المؤسف أن السياسيون الكورد لم يستغلوا الإعلام للتسويق للقضية الكوردية ومن الخطأ أن نقول بأنهم فشلوا لأن الفشل يعني أنهم حاولوا وفشلوا بل هم لم يحاولوا أساسًا إستغلال الإعلام للتسويق للقضية الكوردية ؟؟
فالإعلام العربي والتركي يخترقان جدران بيوت الكورد وحتى عقولهم أيضًا ويسوّقانِ لثقافتيهما ، بينما لم يحاول السياسيون الكورد إنشاء قناة فضائية واحدة ناطقة باللغة العربية على مستوى قناتي الجزيرة والعربية لتخترق جدران بيوت العرب وعقولهم أيضًا وتُسوّق للقضية الكوردية وتصحح المفاهيم المغلوطة عن الكورد لدى العرب وتحاول كسب مناصرين من العرب للقضية الكوردية وتم ترك الأمر لعوام الناس من الكورد ليسوّقوا للقضية الكوردية على صفحات وسائل التواصل الإجتماعي وهؤلاء أغلبهم يطغى عليهم الجهل ولذلك شوهوا القضية الكوردية وآساؤا إليها وإلى الشعب الكوردي أيضًا لأنهم بدل أن يسوّقوا للقضية الكوردية أظهروا الشعب الكوردي أمام الآخرين على أنهم كفرة وملاحدة وبالتالي لم تصل القضية الكوردية إلى الآخرين بالشكل الصحيح .
ونتساءل هنا ما الغاية من وجود عشرات القنوات الفضائية الناطقة باللغة الكوردية لاشغل لها غير الغناء والرقص والتمجيد للقادة والزعماء الكورد ولاتوجد قناة فضائية كوردية واحدة ناطقة باللغة العربية قادرة على أن تدخل بيوت العرب من المحيط إلى الخليج وتكون مختصة في التسويق للقضية الكوردية وفي مخاطبة العقل العربي مع أن الكورد لاتنقصهم الإمكانيات ولا حتى الكفاءات ، ونتساءل أيضًا إذا كانت المنتوجات التافهة يتم التسويق لها إعلاميًا على القنوات الفضائية أفلا تستحق قضية بحجم القضية الكوردية أن يُسوّق لها إعلاميًا ، ويبقى هذا السؤال وبقية الأسئلة الأخرى بإنتظار أجوبة شافية عليها من السياسيين الكورد ودمتم بخير .
إذا هانت عليك قضيتك فلا تلم الآخرين إذا هانت عليهم أيضًا قضيتك.