أخبار - دولية

رئيس برلمان تركيا يثير «صدمة»: مع دستور ديني يشطب العلمانية

يكيتي ميديا_Yekiti Media
أثار رئيس البرلمان التركي إسماعيل حقي كهرمان، وهو عضو في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، صدمة وعاصفة انتقادات، واحتجاجات في الشارع، بعد جهره برؤيته «الخاصة» لدستور تركي جديد، يحمل طابعاً «دينياً» ويُسقِط «العلمانية».
ويُشرف كهرمان، كونه رئيساً للبرلمان، على جهود الحزب الحاكم لصوغ دستور جديد، يعتزم طرحه على مجلس النواب وفي استفتاء شعبي الصيف المقبل، ليحلّ مكان الدستور الذي صاغه انقلابيو 1980. ويمنع الدستور أي قوة تشريعية من إلغاء مادة العلمانية التي فرضها مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
لكن كهرمان ذكّر بأن «الشعب التركي مسلم ويجب ألا يخجل من الحديث عن الإسلام والدين في دستوره الجديد»، متسائلاً: «بصفتنا بلداً مسلماً، لماذا علينا أن نكون في وضع نتراجع فيه عن الدين؟ نحن بلد مسلم ويجب أن نصوغ دستوراً دينياً». وأضاف: «يجب حذف مادة العلمانية من الدستور. دول قليلة تتحدث عنها في دستورها، مثل فرنسا، لكنها لا تضع تعريفاً واضحاً لها، ما يدفع كثيرين إلى سوء تفسيرها، وهذا حصل في تركيا».
واستدرك أن دستورَي عامَي 1961 و1982 اللذين صاغهما انقلابيو الجيش هما «دستوران متدينان، إذ يتحدثان عن الأعياد الدينية والإسلامية، وعن رمضان وإلزامية درس الدين في المدارس».
وسارع أحمد أيضن، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم، إلى تأكيد أن «حذف العلمانية ليس على أجندة الحزب ولا على جدول أعمال صوغ الدستور الجديد». وزاد: «لا مشكلة لحزبنا مع العلمانية». وشدد مصطفى شنتوب، رئيس اللجنة النيابية لصوغ الدستور، على أن مسودته الجديدة تحتفظ بمبدأ العلمانية، مؤكداً أن الحزب الحاكم «لم يناقش حذفه».
لكن تصريحات كهرمان أثارت انقساماً لدى «العدالة والتنمية»، إذ اعتبرها بعضهم رأياً شخصياً، فيما أيّدها آخرون، مرجّحين ألا يكون أدلى بها إلا بعد تنسيق مع الرئيس رجب طيب أردوغان، وهو صديق مقرّب منه. وكان الرئيس أشار إلى ضرورة «أخذ تديّن معظم الشعب المسلم لتركيا، في الاعتبار خلال صوغ القوانين»، مطالباً بـ «تنشئة شباب مسلم متديّن» في بلاده. كما نسب إليه ديبلوماسيون التقوه قوله بوجوب «تعديل مفهوم العلمانية في تركيا، في شكل يناسب الغالبية المسلمة للشعب».
في المقابل، أثارت تصريحات رئيس البرلمان عاصفة انتقادات من أحزاب المعارضة التي اعتبرت أن الحزب الحاكم كشف أخيراً وجهه الحقيقي، وهدفه تحويل تركيا جمهورية إسلامية. وطالب رئيس حزب «الحركة القومية» دولت باهشلي كهرمان باعتذار وسحب كلامه، معتبراً الخوض في «إلغاء العلمانية خطأ جسيماً».
وخاطب رئيس «حزب الشعب الجمهوري» الأتاتوركي المعارض كمال كيليجدارأوغلو، كهرمان وكتب على موقع «تويتر»: «الفوضى التي تسود الشرق الأوسط هي ثمرة عقليات تسخّر الدين أداة سياسية، كما تفعلون. العلمانية هي المبدأ الرئيس للسلم الاجتماعي، وتضمن لكل فرد أن ينعم بالحرية الدينية».
إلى ذلك، فضّت الشرطة التركية تظاهرة نظمها أنصار العلمانية أمام البرلمان في أنقرة، وهم يهتفون «تركيا علمانية وستبقى كذلك». واحتُجِز بعض المتظاهرين.
 
الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى