رئيس حكومة إقليم كوردستان يفتتح 10 كلم من طريق 150 م الدائري في أربيل
افتتح رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، اليوم الخميس، جزءاً من طريق 150 م الدائري في أربيل، وهو الأول من حيث التصميم والجودة والمواد المستخدمة في المشروع على مستوى العراق وإقليم كوردستان.
وطريق 150 م السريع (الحَولي) يحيط بمدينة أربيل ويبلغ طوله 70 كلم وهو طريق مزدوج (ذهاب وإياب) بعرض 20 م لكل اتجاه.
كما يوجد شارعان خدميان يبلغ عرض كل منهما 24 م، بالتوازي مع مسار الطريق على يمينه ويساره.
ويتمتع شارع 150 م بكل المقومات اللازمة من نظام إرواء وصرف وشبكة إنارة وعلامات المرور وخطوط الطريق وأسيجة الوقاية وجسور المشاة للمواطنين و (الجزرة الوسطية).
والمسافة التي تم افتتاحها اليوم هي 14 كلم من أصل 70 كلم هو الطول الإجمالي للطريق، لكن مساحة العمل الحالية والتبليط تصل إلى نحو 65 كلم من الاتجاه المزدوج بعرض 15 م.
وقال مسرور بارزاني في كلمة على هامش الافتتاح إن “الحكومة السابقة وضعت الحجر الأساس لإنجاز المشروع، غير أن بعض الأزمات والأزمة المالية حالت دون الشروع بتنفيذه”، مبيناً أن التشكيلة الوزارية التاسعة شعرت بأهمية المشروع، ثم قررت المضي قدماً لتنفيذه نظراً لأهميته في خدمة مواطني أربيل.
وأكد رئيس الحكومة أن “أهمية الطريق لا تكمن فقط في اختصار المسافة والوقت لكي يصل المواطنون إلى أعمالهم، بل أنه يربط أربيل بمحيطها وبالمحافظات الأخرى وبالعكس، مشيداً بالشركة المنفذة للمشروع والتي أنجزت هذه المرحلة على أكمل وجه”.
ومضى بالقول: “لقد واجهت حكومة إقليم كوردستان العديد من المشاكل والأزمات، بعضها كان طبيعياً وليست بإرادة أحد وقد عمّت العالم بأسره، مثل تفشي وباء كورونا وانخفاض أسعار النفط وانهيار الاقتصاد العالمي، غير أن تلك الأزمات لم توقفنا عن الاستمرار في تقديم الخدمات”، مشيراً إلى بذل قصارى الجهود لتنفيذ الإصلاح وتوفير الخدمات للمواطنين على الرغم من وجود محاولات كثيرة لمنع ذلك.
ومشروع طريق 150 م هو الطريق السادس الذي يحيط بأربيل على شكل حلقة دائرية، وبدأ العمل به ضمن خمس مراحل وبكلفة تصل إلى 131 مليون دولار، بإشراف وتصميم من مهندسي إقليم كوردستان.
وتابع رئيس وزراء إقليم كوردستان: “لقد حاول المبغضون مراراً تقويض استقرار إقليم كوردستان، وهناك أطراف كثيرة تنظر باستياء إلى تفوق أهالي كوردستان وصبرهم، وإن تلك المحاولات الرامية لزعزعة ثقة المواطنين بحكومتهم لم تتحقق، ولم تمنعنا من القيام بواجبنا في الإصلاح والإعمار والتطوير”.
ويحتوي الطريق الرئيس على 5 مسارات لكل اتجاه، تستخدم للحالات الطارئة فيما الشارع الخدمي يضم 4 مسارات، بواقع مسارين لكل اتجاه.
والطريق مزود بـ14 جسراً و8 أنفاق و3 ممرات للمشاة.
ويحتوي هذا الجزء من الطريق على تقاطعين، أولهما في تقاطع طريق أربيل – مصيف صلاح الدين، والثاني في تقاطع أربيل – بحركة.
مدة العمل في المشروع هي نحو 800 يوم، وتم بدء العمل فيه بتاريخ 17 أيلول 2018، وهو مصمم لمدة 20 عاماً مقبلة.
وتم تزويد الطريق بنظام إرواء وصرف على امتداد 10 كلم، لنحو 20 ألف وحدة سكنية تقع على جانبي الطريق، وإلى جانب 3 منعطفات للمركبات و3 ممرات مشاة و4 جسور ونفقين في تقاطع بحركة وطريق مديرية مرور أربيل، تم إنشاء العديد من المقومات الأخرى مثل شبكة إنارة وأسيجة وقاية والتي تم أخذها بنظر الاعتبار في 50 كلم من تصميم المشروع، كما يوجد على طول الطريق 1600 عمود كهربائي.
ويتداخل طريق 150 م الدائري، مع كل من منافذ طريق أربيل ودهوك، وأربيل والسليمانية، وأربيل والموصل، وأربيل وكركوك، وتم تصميم الطريق من قبل مهندسين كورد.
وتبليط الشارع يكون من خلال 3 طبقات، ويصل إجمالي السُمك لـ20 سم، وتكون الطبقة الخارجية باستخدام مادة بوليمر من نوع كراتون، ليكون مقاوماً لحرارة الصيف وبرودة الشتاء وقادراً على استيعاب ثقل العدد الكبير من السيارات والشاحنات.
ويتمتع الطريق بأهمية خاصة من الناحية التجارية، لأنه يسهل حركة التنقل مع محافظتي دهوك والسليمانية، أي أنه يربط بين حدود إقليم كوردستان مع تركيا من جهة، وحدود إقليم كوردستان مع إيران من جهة أخرى.
ويعمل ألفان من اليد العاملة المحليين في الطريق، طول مدة إنجاز المشروع الذي ينفذ من قبل خبراء محليين.
وسيكون نظام صرف مياه الأمطار ممتداً على طول 60 كلم في الطريق باستخدام مادة البولي إيثيلين العالي الكثافة.
وجميع المواد المستخدمة في المشروع، تم توفيرها من داخل إقليم كوردستان باستثناء أجزاء صغيرة من مكونات الجسور والتي تم استيرادها من الخارج.
وفي سياق منفصل، أشار رئيس وزراء إقليم كوردستان، في كلمته أيضاً إلى أن مدينة أربيل ومطارها الدولي كانا هدفاً للإرهاب، من خلال إطلاق عدد من الصواريخ بهدف تقويض الاستقرار، مبيناً أن “الأجهزة الأمنية والجهات المعنية في إقليم كوردستان عملت جاهدة لتحديد الجناة، وقد تمكنت من الحصول على معلومات جديدة بهذا الصدد”.
وفي الساعة التاسعة والنصف من مساء 15 شباط الجاري، استُهدفت أربيل بـ14 صاروخاً، أسفرت عن مقتل متعاقد أجنبي ومواطن مدني إلى جانب إصابة 12 آخرين بينهم جندي أميركي.
وعقب الحادث تم الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيقية مشتركة بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لملاحقة منفذي الهجوم.
وأكد رئيس الحكومة أن الأجهزة الأمنية في إقليم كوردستان أحرزت تقدماً وجمعت معلومات جيدة خلال تحقيقها الذي تم من خلاله التوصل إلى نتائج جيدة تمت مشاركتها مع رئيس الحكومة الاتحادية في بغداد والتحالف الدولي لمتابعة المزيد من نتائج التحقيق.
ومضى بالقول: “لا يزال التحقيق جارياً، وما زالت جميع المحاولات مستمرة ولم تتوصل بعد إلى نتيجة نهائية، وأريد أن أعلن لمواطنينا الأكارم، بأننا سنتمكن من كشف المجرمين، وبحوزتنا الكثير، وآمل أن تعلن الجهات المسؤولة للمواطنين هذه الأخبار في وقت قريب”.
وفي اليوم التالي للهجوم، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، خلال جلسة مجلس الوزراء أن هجوم أربيل الذي استهدف إقليم كوردستان “يهدف إلى خلق الفوضى وخلط الأوراق”، مشيراً إلى سعي حكومته إلى “إبعاد البلد عن الصراعات وأن لا يكون العراق حديقة خلفية لها”.
وأشار إلى إصداره توجيهاً “بفتح تحقيق مشترك بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم لإلقاء القبض على المجرمين”.
Rudaw