رداً على الأقلام العنصرية
في معرض رده على المعارض السوري كمال اللبواني، كتب عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكُـردستاني- سوريا، فرحان مرعي مقالة في حسابه الشخصي بموقع فيسبوك، تطرّق خلالها إلى جوهر وأصالة قضية الشعب الكُـردي في كُـردستان سوريا…
مقالة الكاتب…
يقول بعض كتّاب العرب وغيرهم كثر من المثقّفين والمعارضين السوريين _ في بحثهم عن حلّ الأزمة السورية : لا توجد قضية كُردية في سوريا ؟!
إذا كانت لا توجد قضية كُردية في سوريا ليش توجّعون رأسكم؟
* لو لم تكن في سوريا قضية كُردية لماذا جُرّد الآلاف من الكُرد في بداية الستينات من القرن الماضي من الهوية السورية، فيما سُمِيت ب الإحصاء وما نجم عنه من تداعياتٍ خطيرة على حياة الشعب الكُردي ، ثم أُعيدت لهم في بداية الثورة السورية ٢٠١١ لأسبابٍ سياسية ؟
*لو لم تكن هناك قضية كُردية في سوريا، لماذا جرى التغيير الديمغرافي والتهجير في بداية السبعينيات من القرن الماضي أيضاً في المناطق الكُردية، باستقدام العرب الغمر من محافظات الرقة وحلب إلى محافظة الحسكة وحصراً في المناطق والقرى الكُردية (خط العشرة) واستوطنوهم ووزّعت عليهم الأراضي بعد أن تمّ الاستيلاء عليها من سكانها الكُرد الأصليين، فيما سُمِي هذا المشروع العنصري بالحزام العربي؟
*لو لم تكن هناك قضية كُردية في سوريا لماذا تمّ تعريب المناطق الكُردية، تغيير أسماء القرى والمدن والجبال والوديان والسكان والألقاب، ومنع التحدّث باللغة الكُردية ومنعت الثقافة والفلكلور والغناء الكُردي؟
* لو لم تكن هناك قضية كُردية في سوريا لماذا أهمِلت المناطق الكُردية تنموياً وتعليمياً وخدمياً فسميت بالمناطق النامية، رغم أنها كانت سلة الغذاء والنفط والغاز السوري، فلم تُبنَ مصانع ولا أقيمت منشآت ولا كُلّيات حتى منع التشجير وفتح الطرقات؟
*لو لم تكن هناك قضية كُردية في سوريا لمّا كان همّكم الأوحد الشعب الكُردي : هل هو موجود أو غير موجود، وتركتم بناء الدولة والديمقراطية والعلم والتطور، وانشغلتم فيما انشغلتم ب الأحقاد والثارات والانتقام، ومَن قتل علي وحسين، وماذا قال أبو هريرة وابن عباس…. فلم تقدّموا لشعوبكم لا الحرية ولا العدالة ولا التنمية فما زالت معظم الدول العربية في الدرجات الدنيا من الحضارة البشرية التي استغلت السماء والأرض لخدمة شعوبها، وآخر انجازاتكم قصف هولير لأنها مدينة جميلة وسالمة فأثار ذلك غيظكم وحقدكم.
لم يقف الكُرد في يومٍ من الأيام في وجهكم، لم يقفوا ضدّ بناء دولكم وحضارتكم وديمقراطيتكم، بل كانوا معكم، مساهمين مشاركين فاعلين، فهل هذا هو جزاء الأخوة والتعايش المشترك والمصير المشترك والدين المشترك؟