رسالة مسعود بارزاني بعد إعلان نتائج انتخابات برلمان العــراق
دعا الرئيس مسعود بارزاني، اليوم السبت، الى مراجعة شاملة للعلاقة بين هولير/أربيل وبغداد، لتحقيق مسار مفيد للطرفين.
رسالة الرئيس مسعود بارزاني:
بعد أن جرت إنتخابات مجلس النواب العراقي، إستجدت أوضاع جديدة، نأمل فيها أن تتم مراجعة للعلاقات بين أربيل وبغداد بعيداً عن التعصب والتوتر، وأن تكون تلك الإنتخابات بداية لمرحلة جديدة بين الجانبين.
السبب الرئيس لجميع المشكلات السابقة، وقرار شعب كُـردستان لإجراء الإستفتاء، يعود الى عدم إلتزام حكومة بغداد بالدستور وديباجته الواضحة التي تنص على (إنّ الالتزام بهذا الدستور يحفظُ للعراق اتحاده الحر شعباً وأرضاً وسيادةً)، وهذه إشارة واضحة جداً على أن وحدة العراق إختيارية، وبموجبها يكون الإستفتاء وحق تقرير المصير حق دستوري وطبيعي لشعب كُـردستان .
بعد مئة عام من التجارب المليئة بالكوارث، من الضروري أن تقتنع بغداد بالكف عن معاداة حقوق شعب كُـردستان، وأن تتفهم القضية العادلة لشعبنا. والآن، كما نرى، هناك فرصة جيدة لكي تتعامل السلطات في العراق مع حقوق ومطالب شعب كُـردستان بذات الروح والموقف الذي تأسس عليه الدستور.
وكان من الضروري أن تعمل من أجل تعويض شعب كُـردستان، لا أن تعاقبه وتفرض عليه الحصار الجماعي، وعليها تعويض الكُـردستانيين الذين تعرضوا للأنفال والقصف الكيمياوي، والذين هدمت قراهم وتشردوا في المراحل السابقة، وفي الآونة الأخيرة أيضاً في كركوك وطوز والمناطق الأخرى .
نحن نفضل مواصلة الحوار مع بغداد حتى نصل الى نتيجة، ولم نختار القتال أبداً، ولكن للأسف وفي كل المراحل، كانت بغداد تختار الحرب والقتال، وكنا مرغمين على الدفاع، بما فيها أحداث 16إكتوبر. قبل الإستفتاء وبعده، كان رأينا، بإستمرار، ضرورة معالجة المشكلات بعيداً عن العنف، وأن تكون العلاقات مع بغداد سلمية. مع ذلك لابد من إنهاء الواقع المفروض بقوة السلاح على كركوك والمناطق الكُـردستانية خارج إدارة الإقليم والتاريخ يثبت.. نعم ، نحن لاننحني .. ولغة القوة والسلاح ضد شعبنا ، لاتكسر إرادة شعب كُـردستان، ولن تنكسر أبداً..
وبخصوص نتائج الإنتخابات، هناك بعض الشك والقلق تجاه عملية الإنتخابات ونتائجها، ولأجل إنهاء تلك الشكوك، لابد ان تتخذ مفوضية الإنتخابات خطوات ضرورية لإزالة الشكوك وإقناع الأطراف المحتجة.
لقد ضحى شعب كُـردستان كثيراً، والمكتسبات الحالية تحققت بفضل دماء الآلاف من الشهداء، والآن، بعد إجراء الإنتخابات، هناك مرحلة جديدة، ومن أجل أن لاتهدر دماء الشهداء، ومن أجل المحافظة على المكتسبات، يجب أن تضع الأطراف الكُـردستانية، المصالح الوطنية أمام المصالح الحزبية، وأن لاتضحي بمصالح شعب كُـردستان لأجل مكاسب وقتية وحزبية وسياسية، ويجب أن تفهم انه بوحدة الصوت نحقق المكاسب ونحافظ على حقوقنا، وبخلاف ذلك نكون ضعفاء. وكل التجارب تشير الى أنه لو كنا متوحدين نستطيع إنجاز المهام الكبيرة وتحقيق المكاسب العظيمة، وإنه لو كنا متفرقين فإننا نتراجع ونلحق الأذى بالقضية العادلة لشعبنا ونضحي بتضحيات شعب كُـردستان. لذلك أدعو الأطراف الكُـردستانية أن يكونوا متوحدين هذه المرة في بغداد، ويحافظوا على وحدة الصف .
في الختام أقدم شكري لأعضاء وكوادر ومؤيدي وأصدقاء الحزب الديمقراطي الكُـردستاني، وكافة الأبناء المخلصين لشعب كوردستان الذين منعوا تحقيق رغبات الخصوم والأعداء.
يشار الى ان الحزب الديمقراطي الكٌـردستاني حصل على 25 مقعداً في الانتخابات، بينما حصلت باقي الاحزاب الكُـردية على 33 مقعدا.
يذكر ان مفوضية الانتخابات اعلنت ليلة امس فوز ائتلاف “سائرون” بالمركز الاول في الانتخابات، يليه ائتلاف “الفتح” بالمركز الثاني، ثم “النصر” ثالثاً.