روسيا تتهم الغرب وأوكرانيا بالتحضير لهجوم كيميائي في إدلب
اتهمت المخابرات الخارجيّة الروسيّة أجهزة الاستخبارات الغربيّة والأوكرانيّة بالتخطيط لشنّ هجوم كيميائي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، ونسب هذا الهجوم إلى النظام السوري.
وفي بيان صدر عن المكتب الصحفي لجهاز المخابرات الروسي، زعم أنّ “الأجهزة الخاصة التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا تحضر لاستخدام الأسلحة الكيميائيّة في إدلب، بهدف اتهام القوات السوريّة والروسيّة باستخدام هذه الأسلحة وشنّ حملة لتشويه سمعة دمشق وموسكو أمام الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة”.
كما أضاف البيان أنّ “أجهزة المخابرات في عدد من دول الناتو وأوكرانيا، بالتعاون مع (جماعات إرهابيّة) في إدلب، تحضر لما وصفه بـ (الاستفزاز)”، مشيراً إلى دور الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في تصوير الهجوم المزعوم ونقل شهادات مدنيين لتحميل النظام وروسيا المسؤوليّة.
وأشار البيان إلى أنّ “الخطة تشمل إسقاط المسلحين حاويات تحتوي على مادة الكلور من طائرات دون طيار أثناء الضربات التي تنفذها القوات السوريّة والروسيّة”. وذكر أنّ “المناطق الواقعة شرقي إدلب قد تكون المكان المحتمل لتنفيذ هذا الهجوم”.
وتزامنت هذه الاتهامات مع تكثيف قوات النظام السوري قصفها للريف الإدلبي في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين، بينهم ستة أشخاص في بلدة كفريا ومدنيان في بلدة سرمين.
وليست هذه هي المرة الأولى التي توجه فيها روسيا مثل هذه الاتهامات، حيث سبق لوزارة الدفاع الروسيّة أن أطلقت اتهامات مماثلة ضد الدفاع المدني السوري وفصائل المعارضة بالتحضير لهجمات كيميائيّة.
تأتي هذه الادعاءات الروسيّة، وفقاً لمحللين، في إطار محاولة لتشتيت الانتباه عن الانتهاكات التي ترتكبها القوات الروسيّة والنظام ضد المدنيين في إدلب، ولتغطية الجرائم التي تتزامن مع اجتماعات دوليّة تتعلق بالملف السوري، وخاصة ملف الأسلحة الكيميائيّة.
وفي السياق ذاته، قدم المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة، فرناندو أرياس، تقريراً لمجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، أكّد فيه استمرار وجود 19 قضية غير محلولة تتعلق ببرنامج الأسلحة الكيميائيّة السوري. كما أشار إلى اكتشاف آثار لمواد كيميائيّة في مواقع مختلفة، مما يشير إلى عدم اكتمال إعلان النظام السوري بشأن برنامج أسلحته الكيميائيّة.
وصف نائب الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، أديديجي إيبو، الوضع بأنّه “مقلق جداً”، مشيراً إلى احتماليّة استمرار نشاطات غير معلنة تتعلق بإنتاج وتطوير وتخزين عوامل الحرب الكيميائيّة في سوريا.