سد الموصل الخزين المائي الأكبر في العراق يديره ليبي.. وداعش لن يفجره لسبب واحد
قبل يومين سيطر المتشددون الإسلاميون من تنظيم داعش على سد الموصل وهو أكبر خزين مائي في العراق مما أثار مخاوف من قيام المتطرفين بتدميره.
وإذا ما نسف المتشددون السد فإن مياهه تهدد الحياة البشرية والحيوانية والزراعية في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين وصولا الى بغداد عبر المئات من المدن والبلدات والقرى التي ستتضرر بشكل كبير.
وتقول وزارة المائية العراقية إن ارهابيي داعش لن يقدموا على تدمير السد لسبب واحد وهو أن المياه ستغرق مناطق واسعة يسيطر عليها المتشددون من ضمنها الموصل وصلاح الدين.
وكان المتشددون قد سيطروا على معظم شمال وغرب العراق في هجوم خاطف قادوه في حزيران الماضي حتى باتوا على بعد 100 كلم شمال بغداد.
وخلال الأسبوع الماضي توجه ارهابيو داعش لمهاجمة المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات البيشمركة الكوردية وحققوا مكاسب واستولوا على مناطق متاخمة لحدود إقليم كوردستان من ضمنها سد الموصل.
واستخدم المتشددون دبابات من نوع “إم 1 أبرامز” الأمريكية، التي استولوا عليها من الجيش العراقي، في هجومهم على قوات تأمين سد الموصل.
وقال مصدر في وزارة الموارد الطبيعية لـ”شفق نيوز” إن مدير السد اخبره بان شخصا ليبيا متخصصا بالموارد المائية وآخر عراقي قد زاروه قبل سقوط السد بيومين بيد “داعش”.
وأضاف ان الخبير الليبي يباشر الان ادارة السد بالاضافة الى المدير الذي لم يتعرضوا له.
واستبعد المصدر ان يقوم ارهابيو “داعش” بتفجير السد، مبينا انهم يعلمون خطورة الماء المخزون في السد لان الحكومة العراقية لم تقم بتخفيض مناسيب السد تحسبا للطوارئ.
وقال إن تفجير السد يعني ضرب الموصل بموجه ارتفاعها يصل الى 12 مترا واغراق المدينة خلال نصف ساعة، مشيرا الى انه بعد 3 ساعات ستغرق صلاح الدين وبعد 12 ساعة سيصل الفيضان الى بغداد.
ولفت الى ان معظم الاراضي التي ستغرق هي تحت سيطرة ارهابيي “داعش”.
وسد الموصل أحد أكبر السدود العربية وهو يمثل شريان حياة لملايين العراقيين، يحصلون منه على ما يحتاجون من ماء وكهرباء.
واستكمل بناء السد في عام 1984 وسمي بداية باسم صدام حسين.
ويقع السد خمسينَ كيلومترا إلى الشمال الغربي من مدينة الموصل، وقد بُني بهدف تجميع مياه الثلوج الذائبة على مرتفعات الجبال التركية.
وسد الموصل رابع أكبر خزان مائي في العالم العربي، بطاقة استيعابية تبلغ نحو ثمانية مليارات متر مكعب، مع طاقة تخزين قصوى تبلغ نحو 11 مليارا وتنتج نحو 750 ميغاواط من الكهرباء.
وحذر مستشار اللجنة الزراعة والمياه في البرلمان عادل المختار من توقف أعمال صيانة السد.
وقال لـ”شفق نيوز” إن هناك صيانه يومية تجرى بمعدل 24ساعة على السد من قبل 27 حاقنة اسمنتية تقوم بسد الشقوق والانفاق التي تحدث فيه نتيجة اذابة المياه للأرض الجبسية التي يقام عليها السد. مشيرا الى أن الشقوق تنخر جسم السد.
ولفت إلى أنه منذ ثلاثة أيام وعمليات الحقن متوقفة وهو ما يشكل مشكلة في حال عدم استئناف أعمال الإصلاح.
وفي علامة أخرى على أن المتشددين لا يخططون لنسف السد قال شهود عيان إن متطرفي داعش جلبوا مهندسين لإصلاح السدّ.
ونقلت رويترز عن مهندس يعمل في سدّ الموصل إن متشددي داعش أحضروا مهندسين لإصلاح خط كهرباء الطوارئ للمدينة.
وكان خط الكهرباء قد انقطع قبل أربعة أيام، مما أدى لانقطاع الكهرباء ونقص في المياه.
وقال المهندس: “إنهم يجمعون الناس للعمل في السدّ”.
وقال أحد المشرفين على إدارة السدّ إن المتشددين يرفعون أعلام تنظيم “الدولة الإسلامية” السوداء، ويقومون بدوريات مراقبة بسيارات نقل تحمل مدافع آلية.
ورغم ذلك لا يمكن التكهن بأفعال المتشددين الإسلاميين إذا ما تعرض وجودهم في المنطقة إلى خطر وإمكانية أن يساوموا على ورقة السد في قادم الأيام.
شفق نيوز