سوء إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي تضع المواطنين أمام كارثة حقيقية وتغيير ديموغرافي كبير
يكيتي_ميديا
سوء الإدارة في مناطق إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي تدفع المواطنين للهجرة، مرغمين على التخلي عن مناطقهم بحثاً عن حياةٍ كريمة والعيش بأمان.
فالهجرة من أكثر الظواهر التي نراها في كُردستان سوريا، لا سيما في السنوات الأخيرة.
يقول بعض المواطنين: (عشنا حروباً كثيرة في المنطقة مما دفعنا للرحيل والهجرة)، فمنها الحروب الأهلية المستمرة، وكذلك الهجمات التركية، و التجنيد الإجباري لدى إدارة ال ب ي د بأخذها الشباب الكُرد للتجنيد في مناطق خارج كُردستان سوريا كالرقة ودير الزور وغيرهما، والذي كان سبباً رئيسياً حينها للهجرة حمايةً لأولادهم من الموت والخطر.
كذلك الظروف المعيشية السيئة بسبب غلاء الأسعار وعدم وقلة توفر المواد الاستهلاكية وأيضاً قلة المطر وسوء مواسم الحصاد الزراعي في السنوات الأخيرة.
فكلّ هذه سبّبت أزمة نفسية للمواطنين غير الأزمة الاقتصادية، فأصبح المواطن يبحث عن ملاذ آمن ومستقر ولم يجد لذلك حلاً غير الهجرة من الوطن الذي لم يمنحه ذلك إدارة المنطقة.
يقول بعض المواطنين بأننا منذ بداية الثورة وحتى الآن لم نرَ الأمان والراحة في بيوتنا، ولم نعد نشعر بالاستقرار، فتفكيرنا بات مشتتاً في كيفية تأمين سبل العيش فكل شيء أصبح مستحيلاً، العيش بأبسط الحقوق بات مستحيلاً، تخيّلنا حياة أجمل وأكثر استقراراً وأماناً مع بدء الثورة السورية وإدارة الكُُرد في المنطقة، نحن الآن نعيش حياة أسوأ ونحلم بعودة الحياة كما كانت من قبل، فسوء الإدارة في هذه المنطقة والفساد الذي نراه، أصبح الآن من أكثر الأسباب دفعاً للهجرة، فالذي لم يكن يفكّر بالهجرة في سنين الحرب والهجمات التركية، أصبحت رغبته الوحيدة الرحيل والبحث عن حياة أفضل بعيداً عن الظلم الذي يعيشه بين أهله في المنطقة.
كما يقول بعض المواطنين أيضاً بأنّ المنطقة شهدت هجرة في هاتين السنتين أكثر من سنين الحرب والهجرة في عام 2014 و2015
فالذي نراه ونعيشه في المنطقة ليس سببه الحرب، بل سوء الإدارة والفساد أصبحا السبب الرئيسي الآن للهجرة، فكلّ شيء متوفر، لو كانت الإدارة سليمة وعملت على حماية المواطنين وتأمين سبل العيش ما كنا نرى مثل هذه الهجرة. لم نعد قادرين على التفكير بشيء سوى تأمين قوت اليوم. نسينا من نكون، نسينا أحلامنا (حلم رؤية كُردستان) ونتخلّى عن أراضينا ونرحل بسبب الظروف التي تصعبها علينا هذه الإدارة. فهي تجبرنا على الرحيل بطرق أخرى ، فهم يحاربوننا بأبسط حقوق العيش، كلّ شيء يمكن تأمينه بسهولة، وتبسيط الحياة هنا، لكنها أساليب الدفع للرحيل. فمثلاً مادة المازوت التي يستخدمها المواطن للتدفئة في الشتاء ووسائل النقل وأيضاً استخدامها في مولدات الكهرباء المنزلية، أصبحت بشكل حصص مخصصة على البطاقة، فهذه الحصص المخصصة قليلة ولا تكفي حاجة المواطن والحجة أنها غير متوفرة وتسعيرها ب 410 ل.س لكل لتر. أما المازوت الحر ذو الجودة الممتازة سعر اللتر 1200 ل.س. فهذه النوعية متوفرة بشكلٍ كبير وسط أزمة في محطات المحروقات، كما أن جودته لا تختلف عن جودة المازوت ذي سعر 410 ل.س، لكنها حيلة للبيع بسعر مرتفع، إضافة إلى أن كمية المازوت المخصصة ضمن البطاقة غير كافية لحاجة الناس وكذلك النوعية ذات سعر 410 غير متوفرة مما يضطرّ المواطن للشراء بأسعار مرتفعة. كما أن جرات الغاز التي أيضاً ضمن بطاقة المحروقات الشهرية قليلة، فكل ثلاثة أشهر يمكن الحصول على جرة غاز واحدة من كومين الحارة، فهذه الجرة من المؤكّد لن تكفي أي عائلة ضمن هذه المدة الطويلة، مما يضطرهم للشراء بشكل حر خارج الكومين وبسعر مرتفع جداً. فسعر الجرة ضمن الكومين 9500 أما الحر لا يقل عن 60 ألف، وهذا يدلّ على توفرها واحتكارها وفساد إدارة المنطقة. كذلك مثل الخبز، في كلّ فترة يقلّلون الكمية بحجة عدم توفر الطحين، فيجبر الشخص على شراء الخبز السياحي الذي يرفعون سعره في كل مرة، فالفرق كبير جداً، ربطة الخبز السياحي الذي يحتوي على 6 أرغفة 2500 ليرة، أما خبز الكومين سعر الربطة الذي يحوي على 18رغيف سعره 1000 ليرة. الفرق كبير وخارج قدرة الكثير على شراء الخبز السياحي، والسؤال هنا: مادام الخبز السياحي متوفراً، أليس هذا دليل على توفر الطحين؟ لماذا الاحتكار واستغلال الشعب بهذا الشكل؟ هذا دليل بأن كل شيء متوفر وبكميات كثيرة لكنهم يستصعبونها على الشعب ويجبرونه على الرحيل.
يضيف المواطنون في المنطقة: لم يعد لدينا القدرة على التحمل أكثر من ذلك، نحن الآن نبيع أراضينا وأملاكنا ونهاجر، نحن نبيع تعب العمر وورثة أجدادنا وأراضيهم للفرار إلى ملاذ آمن، إنهم يجبروننا على الخروج من أراضينا ويجعلونا نعيش في حروب نفسية، أفكارنا باتت متشتتة ما بين كيفية تأمين المازوت والخبز والغاز وغيرها من مقومات الحياة. لم نعد نفكر بأراضينا ولا بأرض كُردستان وماذا سيحدث إن رحلنا، فأننا لم نعد نشعر بأننا على أرض كُردستان، نحن نبيع أملاكنا ولا نفكّر من سيشتري ويسكن ديارنا من بعدنا، ربما هذا ما يريدونه، الفناء وإخلاء أرض كُردستان (من الكُرد)، نحن الآن أمام كارثة حقيقية وتغيير ديموغرافي كبير.