سيلفيات روج آڤا !
محمود لياني
سيلفي ، ووطني جريح ، ممزق من الوريد إلى الوريد ، وطني المثقل بالهموم والآهات بدأ رويداً رويدا تختفي منه ملامح الوطن ،”خلفي “.
سيلفي ، وبيوتنا لا تخلوا من شهيد أو فقيد أو مهاجر أو جريح أو معتقل ، لتصبح عيون أمي كبئر بترولٍ غزير من الدموع والكحل ، وجبين أبي كطاحونةٍ قديمة مملؤة بالتجاعيد ، وتختفي الابتسامة عن وجوهِ إخوتي ويصبح لعب أطفالنا رشاشاتٍ ومسدسات ، “خلفي “.
سيلفي ، الكهرباء والمازوت والسكر وجرة الغاز حلمي ، والعمر ينتهي بين إرتفاع الدولار وهبوطه ليرتقي تجار الجشع ويُسحق الشرفاء ، ويبقى البراد الخاوي من الأكل ،”خلفي “.
سيلفي ، وشبابنا تبعثروا في أصقاع العالم من المحيط الشمالي إلى خط الاستواء ، وضاعوا بين السوسيال و الجوب سنتر و كاريتاس ، وبات ملجأهم آوسلاندر ( دائرة اللاجئين ) و أهم أهدافهم الاندماج ..
لم الشمل لم يكتمل،فأصبحت عائلتي ، “خلفي “.
سيلفي ، البلم وبحر إيجة وغابات بلغارية والكومندس اليوناني أمامي ، البصمة مصيبتي وميركل حبيبتي ، الحقيبة منزلي وجميع كتبي وذكرياتي ، “خلفي “.
سيلفي ، أوباما ذهب وترامب أتى ولم يقدموا لنا سوى المزيد من الجنيفات وآستانة والكثير من المنصات ، ليتاجر بوتين وأردوغان بدمنا ، بين طهران وموسكو وإسطنبول وواشنطن ليصبح الدمار و البؤس ،” خلفي “.
سيلفي ، الغرباء يحكمون والمناضلون منفيون ليصبح الصناديد والسوتورو قواتنا والتجنيد الإجباري كابوسنا وأبطالنا البيشمركة مرتزقة كما يصفون وتضحياتهم،” خلفي” .
سيلفي ، بين ENKS وTEV DEM و PDKSP و HNKS أصبحنا غجرا تارةً وأممين تارةً أخرى و ضعنا بين الكومين ومالا گل ، والأعلام والدساتير والمجالس أكثر الأشياء توفراً ، أما الكوردايتي فأرادوها “خلفي “.
سيلفي ، أحزاننا باتت أفراحاً وأفراحنا أحزاناً ..!
خيم العزاء صارت للتصوير والتهليل ، والعرس بدون عريس ، والعروس تقطع الآف الكليومترات من البحار والغابات وفستانها الأبيض ،” خلفي “.
سيلفي ، نحنُ كلنا سياسيون ، إعلاميون ، نشطاء ، قياديون ، محللون ، عسكريون ، مؤرخون …!!
ليبقى المواطن ،” خلفي “.
سيلفي ، أولادنا الذين كانوا يدرسون في الجامعات والمعاهد بمختلف أنواع العلوم من الطب والهندسة إلى الرياضة والفنون ، تخرجوا الآن شهداء ولم يبق لهم شيء سوى مقابر وتأبينات وصور و شموع ” خلفي” .
سيلفي ، أرفعوا كاميراتكم عالياً وابتسموا فأنتم مواطنون من شمال سورية ولتذهب روج آفا وكوردستان برسم دعاة التوحيد و التحرير و الاستقلال الكوردستاني….. ،” خلفي “. !!؟