صحافة

صدور العدد الجديد من جريدة يكيتي “228” باللغتين الكرُدية والعربية

يكيتي ميديا_Yekiti Media

صدر العدد الجديد من جريدة يكيتي “228” باللغتين الكرُدية والعربية

/النسخة الالكترونية للعدد228

أفتتاحية العدد:

ليس للكرد سوى وحدتهم
عناصر القوة عديدة  و متنوعة , و على رأس هذه القائمة عامل الوحدة , وحدة الصف و الموقف في مواجهة التحديات المصيرية, التي يترتب عليها مستقبل الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة , و خاصة في كردستان سوريا في هذه الفرصة التاريخية, و بعد مرور مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو،  اتفاقية الغدر و الخيانة الدولية بحق الشعب الكردي، وفي هذه المرحلة , مرحلة الاستحقاقات القومية و الوطنية, التي طالما انتظرها الشعب الكردي , و دفع الأثمان الباهظة من قتل و تشريد وصل لدرجة التطهير العرقي و الإبادة الجماعية في بعض الأحيان من كافة النواحي السياسية و الاجتماعية و الثقافية, و التي استهدفت وجوده أصلاً , و التي كان أحد أسبابها حالة الضعف نتيجة الفرقة و الانقسام التي عاشتها و تعيشها الحركة السياسية الكردية, مما أثر سلباً على أدائها حتى أصبحت بعض أطرافها أداة طبيعية تتلاعب بها قوى إقليمية  و دولية وفق تجاذباتها السياسية, و خدمة لأجنداتها  وتمرير مشاريعها, فقوة الوحدة لا تكمن فقط في وحدة الفصائل و الأطراف المختلفة, بل في اندماج القوى و الفعاليات الجماهيرية العريضة, و التي تفوق حجم وقوة معظم الأطراف المتنازعة, و إن لم تنظم , و استعدادها للسير خلف قواها السياسية الموحدة, هذه الجماهير و الفعاليات التي ملت الانقسامات التي أوصلتها لدرجة اليأس و اللامبالاة تجاه ما يحدث .
كما أن الوحدة ولو في حدودها الأدنى من التوافقات , خدمة للمشروع القومي الكردي و الكردستاني في مرحلة الاستحقاق, تجعل من الكرد لاعباً أساسياً في رسم خارطة ومستقبل الدولة المنشودة ، و كذلك محط أنظار أصدقاء و حلفاء إقليميين و دوليين كبار, بما نملك من طاقات بشرية لشعب أصيل على امتداد جغرافيا سياسية, تمثل حالة قومية حضارية , بعيداً عن النزعات الطائفية و المذهبية التي غدت عنواناً و حاضنة للارهاب بكافة أشكاله و مسمياته, كون الجهود الفردية و الطاقات المبعثرة , لن تجدي نفعاً, إزاء التحديات الكبيرة, و تداخل المصالح الاقليمية و الدولية في المنطقة , كما أن هذه الحالة من التشرذم لن ترقى إلى مستوى عدالة و شرعية قضية , بمستوى القضية الكردية , كقضية شعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية , ولا  إلى مستوى التحديات و الصراعات الدامية التي تشهدها المنطقة , و تجربة الكرد وما قاموا بها من ثورات و انتفاضات ضد مغتصبي حقوقهم على مدى أكثر من قرن , وما قدموا من مقاومة ترقى إلى مستوى النبالة في التضحية لن تحقق المرجو منها, كونها لم تكن موحدة, و بالتالي لم تلق الدعم من أصدقاء و كبار ,فها هو التاريخ يعيد نفس المعاناة رغم اختلاف الظروف, فريق يمثله pyd  يُعد بجناحه العسكري القوة الضاربة ضد داعش , يستغله الامريكان و الروس في حربهم ضد الارهاب, و يغضون الطرف عن تجاوزاته و ممارساته القمعية بحق أخوتهم الكرد من خلال القوانين و المراسيم و الفرمانات اللاشرعية و فرضها بقوة السلاح, و التي أدت إلى انقسام الصف الكردي, و تفريغ المناطق الكردية من طاقاتها الشبابية, و محاولته إنهاء الحياة السياسية ، و ضبابية و طوباوية طروحاته السياسية التي لا تمت للقضية الكردية , ومع كل هذا لم يتم قبوله في مباحثات السلام في جنيف لا سياسياً و لا عسكرياً من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية برعاية أممية, لأن المعارضة ترفض تمثيله ضمن صفوفها, كونه –فريق pyd  – يعمل و ينسق في حربه هذه مع النظام , و الفريق الآخر الذي يمثله المجلس الوطني الكردي المعارض للنظام, و المنضوي في الائتلاف الوطني السوري المعارض , و المشارك في مباحثات جنيف من خلال ممثليه في الائتلاف، و يُعد حامل المشروع القومي الكردي , و المدافع عن حقوقه القومية , و المؤمن بالحل السياسي العادل للأزمة , ومع ذلك يبقى تمثيله ناقصاً, و ضعيفاً, سواء في نسبة تمثيله في مختلف المؤسسات و على كافة المستويات, أو على مستوى توافقات الحد الأدنى فيما يتعلق بشكل الدولة, و حقوق الشعب الكردي كثاني أكبر قومية في البلاد من حيث التعداد, ومن نتائج هذا الخلل و الضعف إن جاز التعبير تظهر بين الفينة و الأخرى تلك الأصوات و المواقف الشوفينية و العنصرية من بعض أعضاء الائتلاف أمثال (ميشيل كيلو و أسعد الزعبي  و عبد الرزاق عيد وغيرهم ) ممن لا يمثلون على الأرض سوى أنفسهم و بعض أمثالهم من الشوفينين , وهذا الضعف الحاصل هو نتيجة طبيعية لحالة الانقسام التي تعانيها الحركة الكردية , وعدم توافقها على استراتيجية قومية رغم المحاولات الحثيثة منذ اندلاع الثورة من جانب رئاسة إقليم كردستان , و خصوصاً السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان من أجل توحيد الصف و الموقف الكرديين , ومن خلال الاتفاقيات الثلاث وملحقاتها المعروفة , و التي تنصل منها pyd لدواع منفعية حزبية آنية لا تخدم القضية الكردية , بل أضرت بها كثيراً, و لمغتصبي كردستان في الأجزاء الأربعة و حلفائهم اليد الطولى فيما يحصل , و خير مثال على ذلك , ما يحصل الآن في كردستان الجنوبية من انقسامات كلما حاول الرئيس مسعود البارزاني اللجوء إلى الاستفتاء من اجل تقرير مصير الكرد و استقلالهم , من هنا لابد للحركة السياسية الكردية وخصوصاً في كردستان سوريا من أن تدرك حجم المخاطر و المؤامرات , و أن تكون بمستوى المسؤولية التاريخية, و أن تسعى جاهدة من أجل لملمة صفوفها و توحيد مواقفها , مستفيدة من تجاربها المريرة ,لأن العدو لا يرحم عندما يستعيد عافيته مهما كان موقفك و توجهك , وإينما كان موقعك , لأنك في النهاية مصنف لديه كردياً.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى