صدور العدد الجديد من جريدة يكيتي “235” باللغتين الكرُدية والعربية
يكيتي ميديا_Yekiti Media
صدر العدد الجديد من جريدة يكيتي “235” باللغتين الكرُدية والعربية
النسخة الالكترونية لجريدة يكيتي العدد 235
أفتتاحية العدد:
اشكالية المعارضة وضبابية موقفها
جوهر أزمتنا يكمن في الداخل السوري, في العلاقات التي كانت وما تزال تحكمنا سلطة ومواطنين من جانب, ومعارضة ( كردية – عربية, عربية – عربية) من جانب آخر, تلك العلاقات التي لم تعرف الديمقراطية, واتسمت بالرؤية الاحادية المتوارثة, طيلة عهود الاستبداد, والمستندة للثقافة والعقلية الايديولوجية الدينية والقومية المنافية للآخر المختلف, وإنكار حقه في تقرير مصيره والحياة بحرية وكرامة, بل استهدفت وجوده, ونتيجة هذه الثقافة لازلنا نعاني انعكاساتها السلبية المتمثلة في اضطراب منظورات وتوجهات المعارضة وعدم تجانسها وعدم وضوح موقفها تجاه الشعب الكردي في كردستان سوريا وحقوقه القومية المشروعة وفق العهود والمواثيق الدولية, فهذه القضية الوطنية هي معيار التمييز بين وجود إرادة بناء وطني على أسس سليمة من عدمها, وهي مقياس صدق النوايا دون مراوغة أو تلاعب, في الحقيقة لم تتوفر حتى الآن مؤشرات ومواقف جدية ومنهجية تذهب في هذا الاتجاه وإن كانت هناك بعض الملامح الايجابية هنا وهناك من بعض شخصيات المعارضة المنقسمة على ذاتها بنيوياً والتي ليست في الواقع سوى معارضات تختلف فيما بينها فكرياً وسياسياً, تعاني فراغاً ملحوظاً في برامجها وغياباً لمنظور واضح حول شكل الدولة, ونظامها السياسي بما تحوي من مكونات اثنية ودينية وثقافية, في دولة مركبة استبدادية طالما حاولت صهر كافة المكونات في بوتقتها وبالأخص الموقف من قضية الشعب الكردي الذي يعد رابع أكبر قومية في الشرق الأوسط, فهي ليست منسجمة بكل ما تعني الكلمة, لكل منها رؤاها وامتداداتها, وأجنداتها وإن توافقت على الانضمام في أطر (مفروضة) لذلك تحتاج برامجها إلى نفض وتغيير فيما يتعلق بمسألة التعددية السياسية والقومية, وبأشكال النضال ووسائله, والانعتاق من عقلية التجريم والتهويل والتخوين المسيطرة على العقل السياسي الديني والقوموي العربي .
في الوقت الذي يشهد فيه العالم انهيار جدران العزلة القديمة أمام حوار الثقافات وتلاقح الأفكار وانتشار المعلومات وسهولة التواصل والاطلاع ومعرفة ما يحصل في العالم من متغيرات وتحولات جذرية حيال هذا الواقع وفي هذه المرحلة التاريخية الحساسة, لا بد للحركة السياسية الكردية من البحث الجاد والممنهج عن عوامل القوة (الذاتية والموضوعية) التي تكمن في وحدة الصف والموقف الكرديين والالتفاف حول المشروع القومي الكردي, وتوفير سبل انجازه, وذلك بتجاوز الخلافات البينية والأنانيات الشخصية والحزبية الضيقة, وعدم الاعتماد على الأنظمة الغاصبة لكردستان, وتمتين أواصر العلاقة مع القوى الكردستانية الحامية والمدافعة عن المشروع القومي, والقوى الدولية الصديقة للشعب الكردي, من أجل الخلاص من حالة التشتت والانقسام الحاصل, بهدف إرغام المعارضة بالعدول عن مواقفها الضبابية تجاه شعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية, والإقرار بحقوقه القومية دستورياً, وفي هذا الصدد لابد من التذكير بأن الحركة الكردية هي الأخرى معنية بإعادة النظر في برامجها وعلاقاتها من خلال مراجعة نقدية بناءة بكل وضوح وشفافية لمواكبة ما يحدث من متغيرات دراماتيكية متسارعة, واستقطابات داخلية واقليمية ودولية, وتبادل للأدوار, وتفاهمات حول مناطق النفوذ لا وجود للضعفاء والمنقسمين على ذاتهم فيها.