طالب دراسات عليا من تربه سبي يعتلي المرتبة الأولى في جامعة دمشق
العلم هو عمود هذه الحياة، ومن غيره لا نتخطّى الحياة بسهولةٍ، و إيماناً بهذا المبدأ وبإرادةٍ قوية بدأ ابن تربه سبي مشواره العلمي ليصل إلى مرحلةٍ متقدمة من التفوّق بامتياز بحصوله على المرتبة الأولى على مستوى كلية دمشق – ماجستير إعلام /اختصاص علم النفس الإعلامي.
أوصمان حسن علي تولّد بلدة تربه سبي 1993، أنهى مراحل دراسته بمدارس تربه سبي بتفوقٍ، ليكمل مشوار الدراسة بمدينة دمشق في كلية الإعلام.
تحدّث السيد علي لموقع يكيتي ميديا قائلاً : بعد حصولي على الشهادة الثانوية العامة – الفرع الأدبي بمجموع 211 من أصل 220 وبناءً عليه ولشغفي لحمل الكاميرا ورصد الوقائع عن قرب وتقليدي لمراسلي الجزيرة منذ الطفولة، واقتديتُ أيضاً بمذكرات القاضي محمد، اخترتُ الدراسة في كلية الإعلام بدمشق عام 2012 والتي صدفت مع انطلاقة أحداث الحرب في سوريا، حيث أنهيتُ السنة الدراسية الأولى بتفوق ولكنني اضطررتُ لإيقاف الدراسة بالسنة الثانية بسبب ظروف الحرب وسوء الأوضاع الأمنية في دمشق، والتي على آثرها لم يتمكّن معظم زملائي من مواصلة ومتابعة الدراسة.
أضاف علي قائلاً: خلال سنة إيقافي لدراستي الجامعية تواجدت في روج آفا تحديداً في مدن تربه سبي وقامشلو وديريك وهنا نظّمنا أنفسنا كمجموعة أشخاص ضمن لجان الحماية والخدمات للأحياء الشعبية لتقديم المساعدة لأهالي بلدتنا تربه سبي، بعد مرور عامٍ وعدة أشهر قررتُ استكمال دراستي ولكن لم أتلقَّ الدعم و المساندة إلا من القلة القليلة من الأهل والأصدقاء نظراً لمخاوف معظمهم على حياتي لأن الأوضاع المعيشية والأمنية بدمشق متدهورة للغاية، ولكن لم يثنِ ذلك من إصراري للذهاب لدمشق لألتحق بالكلية من جديد واتابع الدراسة بالرغم من صعوبة الذهاب براً بسبب قطع الطريق بين قامشلو ودمشق من قبل الفصائل المتشدّدة وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” مما اضطرّني للذهاب جواً عن طريق مطار قامشلي الدولي بعد مبيتنا لعدة أيامٍ في حديقة المطار للذهاب إلى اللاذقية ومنها إلى دمشق براً.
وأضاف علي قائلاً: بعد معاناة كبيرة ووصولي لدمشق اضطررتُ أيضاً للمبيت في حدائقها عدة أيام نظراً لعدم توفّر المسكن، صدمتي هنالك بسبب تردي الأوضاع دفعتني للتوجه بإحدى المرات إلى دائرة شؤون الطلبة في كلية الإعلام لإيقاف الدوام نهائياً، توجّهت لمكتب الطيران للعودة إلى منزلي بتربه سبي وعقدت العزم على الاستسلام نظراً للظرف المزري، ولكن انتابني شعور بأنني تهوّرت واستعجلت بقرار العودة وإيقاف الدراسة وزاد إصراري للاجتهاد وتحقيق طموحي بالدراسة التي اخترتها برغبتي القوية واستكمال دراستي لأتميّز عن زملائي ، اجتهدت بكلّ ما لديّ من طاقة لأنهي مراحل الدراسة بأعلى المعدلات، وحصلتُ على المراتب الأولى بكافة سنوات الدراسة، بالرغم من الصعوبات والتحديات بسبب أوضاع الحرب والأزمة السورية الدائرة وفي ظلّ تساقط القذائف وانفجار السيارات المفخّخة وحالات الاختطاف والاستجواب والتوقيف وقلة المواد الغذائية وصعوبة الحصول عليها بسبب الإضرابات وإغلاق الأسواق بدمشق.
وصرّح علي:يمكن تلخيص الصعوبات والتحديات بثلاثة أوجه بالشكل التالي:
1- الصعوبات الاجتماعية والتي تمثّلت بالبعد الجغرافي عن الأهل والذي زاد الوضع سوءاً انقطاع التواصل مع الأهل لفترةٍ بسبب انقطاع شبكة الاتصال عن منطقة الجزيرة، وكذلك تأثر الحالة النفسية بسبب ما يجري في منطقتنا من عمليات قتالية وفقدان الكثير من الأصدقاء لحياتهم.
2- الصعوبات الأقتصادية بالرغم من إعانة والده مادياً اضطر للعمل في المطاعم ليلاً والدراسة صباحاً، حيث استثمر المورد المالي من عمله لصقل شخصيته ومنحها المعرفة المطلوبة من خلال الخضوع لدوراتٍ إعلامية تدريبية خارج حرم الكلية بسبب استيلاء قناة الأخبارية السورية على قسم التدريب والتقديم التلفزيوني بكلية الإعلام.
3- الصعوبات الشخصية تمثّلت بالتعرض للابتزاز والضغوط النفسية من قبل بعض الأشخاص والوقوع في جدالات عقيمة تصل لحدّ الملاسنة بسبب التحفظ لأي حديث يُتهم الكُرد فيه بالأنفصال أو الجهل بالإضافة لتعرّضه لظروف نفسية سيئة لتأثره بمجمل الأحداث في سوريا.
ختم علي قائلاً: بالرغم من كلّ الصعوبات والتحديات التي مررتُ بها لم تضعف إرادتي وإصراري لتحقيق طموحي للحصول على المراتب الأولى بمجال دراستي وأهدافي المقبلةإضافةً إلى استكمال رسالة الدكتوراه، استثمار اختصاصي علم النفس الإعلامي في محاربة الشائعات والحروب النفسية والدعايات المنتشرة بزخم كبير وفي هذا السبيل ألّفت كتاب “حرب الشائعات في 10 سنوات” يتضمّن تحليل موضوعي لأهم الشائعات التي أطلقتها وسائل إعلام كُردية وعربية ودولية خلال مدة10 سنوات من أحداث الحرب في سوريا.
كما وسيكون هنالك مشاريع تنمية إعلامية تخصصية لمنح الصحفيين المبتدئين والهواة بنية معرفية وموضوعية في مقاربتهم للأحداث.
أما عن طموحي فيتجسّد بالعمل مع إعلاميين كُرد ذوي كفاءةٍ وخبرة لبناء إعلام كُردي وطني يتمتّع بالمهنية والمصداقية ويواكب الأحداث ويصدّر صورة الشعب الكُردي بطريقةٍ مدروسة وبعقلانية مستدامة بعيدةً في مسارها النبيل عن الأطر التقليدية.