محليات - نشاطات

عامودا.. صعوبات ومعوقات تواجه الثروة الحيوانيّة

تمثّل الثروة الحيوانيّة مكوناً أساسياً وهاماً للأمن الغذائي والاقتصادي في كُردستان سوريا، حيث لازالت معظم أريافها تعتمد على تربية الماشية لإمدادهم بالمنتجات الغذائيّة، والبعض منهم للفائدة الاقتصاديّة، والتي تعدّ الاختيار الأنسب إلى جانب الزراعة للمعيشة.

تعدّ منطقة الجزيرة من المناطق الغنيّة بتربتها الزراعيّة التي توفر في ظلّها الظروف الملائمة لتربية المواشي، لكن تبقى هناك صعوبات ومعوقات عدة تظهر أمام مربّي المواشي، منها الأمراض السائدة كالجدري وغيره والصعوبة في تلبية المتطلبات الغذائيّة والعلاجيّة من (الأعلاف والأدوية واللقاحات) وذلك بسبب غلاء أسعارها في الوقت الراهن.

يمتلك جاسم وهو مربي ماشية من ناحية عامودا 80 رأس من الأغنام يقول ليكيتي ميديا إنّه ليس لديه القدرة على شراء الأعلاف من التجّار المحليين بسعر يصل إلى 800 ليرة سوريّة للكيلو غرام الواحد.

كما أضاف إنّه اضطر إلى استئجار أراضي زراعيّة الباقية من محاصيل البصل كعلف لمواشيه.

وبحسب أحد المربين فإنّ تكلفة إطعام 50 رأس من الأغنام تجاوزت 30 ألف ليرة سوريّة يومياً كوجبة متوسطة القيمة الغذائيّة، حيث أنّ سعر الكيلو غرام من الشعير وصل إلى 700 ليرة والتبن 200 ليرة والحنطة المخصصة كعلف إلى 900 ليرة والخبز اليابس إلى 800 ليرة.

فالمعوقات التي تواجه مربي المنطقة من غلاء أسعار البيع والشراء إلى جانب صعوبة تأمين المتطلبات اللازمة لتربية المواشي كونها أصبحت بالمجمل مرتبطة بحركة الاستيراد والتصدير والطرق التجاريّة على المعابر الحدوديّة كما أنّ ارتفاع سعر صرف الدولار له أثر كبير على قدرة المواطنين الشرائيّة.

وبحسب آراء بعض أهالي عامودا حول الصعوبات والأزمات التي يواجهها المربّون.

يقول أحدهم دون الإفصاح عن اسمه “إنّ الثروة الحيوانيّة جزء لا يقلّ أهميّة عن الثروة الزراعيّة من ناحية تأمين الغذاء للمواشي”، مضيفاً “على الرغم من غنى المنطقة زراعياً إلّا أنّها لا زالت تعاني من الافتقار إلى حد الاكتفاء وتوفير الكميات اللازمة للمربين فهم لا يعتمدون على مادة غذائيّة واحدة لذلك يجب على الجهات المعنيّة إقامة مصانع للأعلاف المصنعة لزيادة التشجيع على تربية المواشي التي تعدّ مورداً أساسياً لدعم الاقتصاد في مناطقنا بعد الزراعة”.

يقول ولي ولي أحد مربّي الماشية في قرية جوهرية التابعة لمدينة عامودا ليكيتي ميديا إنّه قد خسر 17 رأس من الأغنام وذلك بسبب شرائه القمح المعقم كعلف للحيوانات من أحد التجار والذي قد سبّب له بخسائر ماديّة كبيرة.

وأضاف ولي إنّه “يجب الانتباه لمثل هذه المسائل التي قد تسبّب للمربّين لفقد جميع مواشيهم التي قد تعتبر لبعضهم المورد الوحيد”.

بالإضافة إلى انتشار ظاهرة جديدة من نوعها وذلك بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف والجفاف الذي أصاب المنطقة مما دفع المربّين إلى التخلي عن بعض من قطعانهم بهدف شراء العلف للباقي.

كما أنّ هناك العديد من المربّين يشتكون من عدم اكتفائهم من اللقاحات المخصصة وذلك لأنّ أعداد مواشيهم تفوق اللقاحات الممنوحة لهم، ومنهم مَن يشتكي من عدم تلقّيهم اللقاحات اللازمة لمواشيهم بعد.

وتعدّ هذه من المشاكل الأساسيّة التي تواجههم إذ يتمّ تلقيح المواشي في فترةٍ معينة، لأن الأمراض تنتشر بين المواشي، لذلك يلجأ العديد من المربين إلى شراء اللقاحات بأسعار باهظة تفادياً للعديد من الأمراض التي قد تصيب مواشيهم.

يذكر أنّ الثروة الحيوانيّة في تراجع كبير مقارنة بالسنوات السابقة وذلك نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل فاحش وقلة اهتمام الجهات المعنية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى