آراء

عشيرة الميران وإمارة البوطان..ىتتمة

هشيار ميراني

و من ناحية أخرى كانت عشيرة الميران مكتفية بكل وسائل الحياة فمنها الطبيب المعروف (( محمى بئر ازدين mihemê pîr ezdîn ))

وكذلك رحلة الذهاب والاياب من زوزان مع (( الطبل والمزمار def û zirne )) وإقامة الاعراس والافراح وتقسيط الرحلة إلى ثلاث مراحل : منها شراء حاجيات ولوازم زوزان من مدينة جزيرة بوطان قبل الوصول إلى هره كول …

وكذلك كانوا يدفعون ضريبة امير بوطان حيث المعبر الوحيد لعبور نهر دجلة وعلى جسر خشبي بحيث يدفع كل ذي صاحب ماشية مبلغا من المال لامير قبل عبور ماشيتهم وعيالهم و ذلك بالرغم من اعتراض عشيرة الميران على ذلك الجسر والمسمى ((برا ره شا pira reşa )) …

فالميران دفعوا الثمن غالياً فقد فقدوا ابراهيم آغا ((الجد ))حياته على يد الأمير بدرخان .. وكذلك تمّ اغتيال الزعيم الميراني ((مصطفى باشا)) في عام ١٩٠٢ في ظروف غامضة..

كما وتمّ تصفية ((إبراهيم اغا )) كونه رفض المشاركة في قمع الشعب الأرمني وقت ذاك..

و أيضاً تمّ إنهاء حياة ((عبدالكريم بك )) وخصوصاً بعد سجنه وتغريمه بمبلغ مادي ضخم لا يتصوّره العقل ومع هذا فقد جمع عشيرة الميران كامل المبلغ وتمّ تسليمه إلى السلطات التركية بغية الإفراج عنه وتمّ ذلك في موقعة ((جمى زيرا çemê zêra )) وهي تسمية خاصة بعشيرة الميران واسمها الحقيقي هي ((سقلانه مما seqlanê mema )) ..

فعشيرة الميران كان نظام الحكم فيها تقريباً ثيوقراطي وتجيد القيادة المجتمعية وفعلاً في عام ١٩٠٠ كان كامل جزيرة بوطان تحت قيادة الميران ..لذا فإن نظام الحكم لدى الميران يقرّه رئيس العشيرة حيث يسلّح الفرسان ويقدّم الخيل والمأكل والملبس مع ممارسة القضاء والفصل بين الفرقاء وتغريم وجزاء المتهم … وكذلك فهو حر بإصدار أوامر الحرب والسلم مع بعض المشاورات لبعض الأشخاص ويسمون ((روسبي ruspî ))..

ومع كل هذا فشخصية الميراني يتصف بالشجاعة والكرم والإقدام والصمود وإلى وقتنا الحالي حسب أغلب المؤرخين والباحثين وتجلّى ذلك بمثال حي : حين هاجر كُرد باشور إلى روجافا في ١٩٧٤ داهمت الشرطة العسكرية السورية والمسماة ((eskrê kim hesin )) قرى ميران الحدوديه من روجافا لكثرة المهاجرين إليها بغية تسليم الكُرد العراقيين إلى نظام صدام حسين في بغداد على إثر اتفاقية ثنائية بين دمشق و بغداد حيث تعرّض الزعيم (( واره سري ware serî )) محمد عليان إلى الضرب والكرباج والتعذيب وأمام مرأى كل اهل قرية سويدية وهو من العمر يتجاوز الخامسة والسبعين ومع هذا لم يقرّ ويعترف بأحد من المهاجرين ((علماً بأنّ أكثرهم كانوا موجودين في عقر داره ))…

لذا فإنّ المجتمع الميراني مجتمع متجانس وعلى كلّ الصعد فإنّ للمراة دور رائد في الحياة الاجتماعية، ولا زالت إلى يومنا هذا :حيث هي ربة بيت ناجحة ومشاركة فعّالة مع الرجل في العمل على تربية المواشي ونصب الخيام و حل المشاكل و تأمين الملبس مع إبداء رأيها في الأمور الحاسمة الخاصة بالعائلة أو العشيرة.. لذلك نجد بأنّ أغلب أسماء الأبناء يضاف إليهم اسم الام كدليل للحب والإقدام لها ..وتحتفظ بكلّ ثروتها الخاصة والمسمى (( مخسوو mexsewo)) لذا نجد بأنّ الزواج في المجتمع الميراني ناجح ويسوده الوفاق والوئام…حيث لا يوجد طلاق مطلقاً ..وانّ الفتاة الميرانية لا تجبر على الزواج ولها حرية الاختيار ضمن منظومة اخلاق متكاملة.. وبذلك تنفي تعدد الزوجات في المجتمع الميراني نهائياً…

والمرأة الميرانية بنفسها تنسج ثيابها وغالباً ما تكون سميكة نتيجة للظروف الجوية الباردة في زوزان وتسمى ((شال او شابك şal û şapik ))ويفضّلون اللون الاحمر … وللرجال ((قوتك أو لوندي qutek û lewendî )) وكما ينتعلون ((جاروخ çarox )) ما عدا الرعيان وهو يسمى (( سر شفان ser şivan او سميان semyan )) وهم يرتدون ((كلاف kulav من وبر الخروف liva)) …

ففي المجتمع الميراني للزواج خصوصية حيث الكل يساعد أهل العريس بتقديم ((نزبي nijbî )) وفي يوم العرس يقدمون ((كفنك kevnik )) مقابل غداء يوم الأخير من العرس ..

وكذلك في المأتم يتمّ مساعدة أهل المتوفي كلاً بما يستطيع لسد مصاريف العزاء من تقديم ما يمكن وكلاً حسب درجة القرابة وأهلية أهل العريس سابقا…وفي النهاية يتصدّقون للمتوفي وجبة من اللحم والرز والملح ويسمى ((دفى مري devê mirî )) ..

وهكذا في الولادات والختان حيث ((كريفاتي kirîvatî )) .. ومع كل تعب من تربية المواشي وإشارات خاصه بقطعانهم وخيولهم وخصوصاً ((سكلاوي seklawî )) تنتشر صوت وايقاعات الغناء والحيران وتصدح صوت (( ملا خليل mela xelíl وسترانا باي زوكى payzokê )) وموسيقى ال مسيليخ من علي كوحيته وشمي ومجيد وإلى تمجيد ماضي إيجابي …

المقال منشور في جريدة يكيتي العدد “312”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى