غارات مجهولة على المليشيات الإيرانية وهدوء متقطع في إدلب
سُمع دوي انفجارات عنيفة، مساء أمس الإثنين، في بادية الميادين بريف دير الزور شرقي سورية، جراء ضربات جوية من طيران مجهول على مواقع للمليشيات التابعة لإيران والداعمة للنظام السوري، فيما تشهد منطقة شمال غربي البلاد هدوءاً نسبياً متقطعاً يتخلله تحليق مكثف من طائرات الاستطلاع بعيد دخول المزيد من القوات التركية.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن طيراناً مجهولاً قصف مواقع للمليشيات المدعومة من إيران في ناحية الميادين شرق دير الزور، تزامناً مع قصفه رتل شاحنات عند الحدود السورية العراقية قرب البوكمال.
وأضافت المصادر أن الغارات في الميادين جلها كانت في منطقة المزارع قرب نهر الفرات وطاولت منصات لإطلاق الصواريخ ومستودعات، ولم يتبين حجم الأضرار الناتجة عنها، مشيرة إلى أن المنطقة أيضاً فيها معسكرات تدريب وتجنيد تابعة للمليشيات المدعومة من الحرس الثوري.
وكانت طائرات مجهولة قد قصفت سابقاً المواقع الإيرانية عدة مرات ويرجح أنها تابعة للتحالف الدولي أو لإسرائيل، ونفى التحالف أيضاً عدة مرات تنفيذه غارات في سورية بعد وقوع ضربات جوية ضد المواقع التابعة للمليشيات الإيرانية.
وكانت المليشيات المدعومة من إيران قد نقلت مقرات لها سابقاً وأسلحة تفادياً لاستهدافها من حيث تتمركز بشكل رئيسي في نواحي البوكمال والميادين شرقي دير الزور وفي ناحية معدان بريف الرقة الشرقي المتاخم لدير الزور، وجميع تلك المواقع على الضفة الجنوبية أو الغربية لنهر الفرات.
إلى ذلك، ساد هدوء شبه تام مناطق شمال غربي سورية منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم يتخلله تحليق مكثف من طائرات الاستطلاع والطيران الحربي الروسي دون تنفيذ غارات في المنطقة، وذلك بعد يومين من التصعيد أدى إلى وقوع قتلى وجرحى مدنيين وعسكريين.
ومع صباح اليوم، عاودت قوات النظام قصفها المدفعي على مناطق متفرقة من جبل الزاوية جنوبي إدلب، فيما أطلقت فصائل المعارضة قذائف مدفعية على مواقع للنظام في ريف حلب الغربي لم يتبين حجم الخسائر الناتجة عنها.
وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن رتلاً جديداً من الجيش التركي دخل مساء أمس إلى إدلب قادماً من معبر كفرلوسين وتوجه إلى القواعد التركية في المنطقة، مضيفة أن الرتل ضم قرابة 30 آلية، من بينها دبابات ومدافع ثقيلة، إضافة إلى عشرات الجنود حيث توجهوا نحو المسطومة جنوب إدلب.
وبحسب المصادر، فإن الرتل هو الثاني خلال أقل من 24 ساعة، إذ تنشر تركيا عشرات القواعد والنقاط بناء على التفاهمات مع روسيا الداعمة للنظام السوري، وكان الرتل السابق قد تمركز في منطقة تل بليون في جبل الزاوية جنوبي إدلب حيث تنتشر معظم النقاط التركية.
وتعرضت القوات التركية سابقاً لعدة هجمات من مجهولين في المنطقة وظهر على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت فصيل يسمّي نفسه “سرية أنصار أبي بكر الصديق” وتبنى معظم الهجمات التي طاولت الجيش التركي وأدى إلى تكبيده خسائر بشرية.
ويأتي الهدوء النسبي في شمال غربي سورية قُبيل انعقاد القمة الثنائية المرتقبة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قد صرّح أمس أن بلاده حريصة على استمرار تطبيق اتفاق إدلب لضمان سلامة المدنيين في المنطقة، مضيفاً: “نلتزم بالمبادئ المنصوص عليها في مذكرة التفاهم مع روسيا حول إدلب”.
وأعلنت تركيا وروسيا وإيران في مايو/ أيار 2017 التوصّل إلى اتفاق على إقامة “منطقة خفض تصعيد” في إدلب، ضمن اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري، تلتها اتفاقات ثنائية بين روسيا وتركيا حول المنطقة كان آخرها في القمة المشتركة في الخامس من مارس/ آذار 2020 بعد خرق النظام وروسيا للاتفاقات السابقة وسيطرة الأخير على مساحات واسعة من المنطقة.
العربي الجديد