فراس طلاس: الحوار “الكُردي الكُـردي” ضروري.. والفدرالية مخرج واقعي للحلّ السياسي في سوريا
Yekiti Media
بخصوص الحوار القائم بين المجلس الوطني الكُـردي، وحزب الاتحاد الديمقراطي، قال “طلاس” “التقارب الكُردي.. الكُــردي ضروري بحدّ ذاته، وحالة الحوار بين المكوّنات السياسية في مناطق شرق الفرات مهم ليس لمستقبل الحركة السياسية الكُـردية فقط، بل لمستقبل سوريا، لأنّه سيشكّل النموذج لبقية المناطق والمكوّنات السورية.
وأضاف: بالطبع كلّنا نعرف أنّ تركيا لا يمكن أن تستسلم للمشروع الكُـردي، وستحاول تعطيل أيّ مشاريع ومحاولات تؤدّي لوجود كُردي قوي على حدوها الجنوبية، وتؤدّي لتقديم نموذج مغري للكُـرد في جنوب شرق تركيا، والقوى الكُـردية تدرك ذلك، وتعرف أنّ هذا هو التحدّي الكبير الذي يواجهها، والذي لا يمكن مقاومته إلا بالتنسيق والحوار والتقارب، ووضع مصالح الشارع في أول أولوياتها.
أما بشأن المشروع الفدرالي في سوريا كطرحٍ كُـردي لفت طلاس إلى أنّ القوى الكُردية ليست فقط مَنْ يرى ذلك، ففكرة الفيدرالية صارت في أذهان جميع الأطراف كمخرجٍ واقعي لحالة الاستعصاء السياسي التي ترافق الأزمة السورية منذ ثلاث سنواتٍ ، وستكون هي الحلّ الذي يحقّق مصالح جميع الأطراف. أرى سوريا في المستقبل دولة فيدرالية بجيشٍ صغير، وحكومة مركزية ضعيفة.
وحول العلاقة بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري أشار “طلاس”:إنّ العلاقة بين قسد والنظام السوري يتمّ إدارتها من جميع الأطراف بطريقة سياسية محترفة، هناك خط حوار مفتوح علناً، هناك تفاهم على بعض النقاط، وخلاف على نقاط أخرى، هناك اعتراف من كلّ طرفٍ بحجم الطرف الآخر واقعياً، هناك تبادل اقتصادي بحدودٍ مضبوطة، هناك تنسيق عسكري في الحالات و المناطق الضرورية، أمّا بالنسبة للمستقبل فستكون العلاقة في إطار الحلّ السياسي الشامل لسوريا، والشكل الذي سينتهي إليه هذا الحلّ.
وحول مستقبل المنطقة الكُـردية والمشروع الأمريكي لا سيما بعد بناء قواعد عسكرية جديدة قال “طلاس”: باختصار: إلى حيث مضى بارزاني في كُـردستان العراق، لا أكثر ولا أقلّ.
وتطرّق “طلاس” في حديثه إلى مسألة شرق الفرات و التهديدات التركية، و الضغوطات الروسية والموقف الأمريكي: “منذ أزمة خليج الخنازير عام 1961 حصل نوع من أنواع الاتفاق الإستراتيجي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، ولم يتمّ خرقه ولا مرة واحدة.
وأضاف: شرق الفرات يخضع لقاعدةٍ بسيطة، وهي أنّ روسيا لا تمدّ يدها إلى منطقةٍ يتواجد فيها الأمريكان إلا بموافقتهم وبالتنسيق معهم، وإذا ما حصل ونفّذت روسيا أيّ واحدٍ من تهديداتها، فهذا لن يكون مشروعاً روسياً لشرق الفرات، بل سيكون تلقفاً لما قدّمه لهم الأمريكان، وعندها ستكون الولايات المتحدة قد غدرت بالكُرد.
وتابع: بخصوص السؤال عن ضبابية المشروع الأمريكي، أنا أعتقد أنّ المشروع الأمريكي ضبابي بالنسبة لنا وليس بالنسبة لهم، فدائماً يظهر الأمريكان وكأنهم لا يمتلكون مشروعاً، أو أنّ مشروعهم ضبابي، لكن مع الوقت نكتشف في النهاية أنهم يعرفون ما يفعلون، ولكن السياسة الأمريكية لا تهتمّ كثيراً للكلام، وتعطي تصريحات وترسل إشارات واضحة، وتكون مناقضة تماماً لما يريدون أو لما ينوون فعله.
واختتم “طلاس” قائلاً: “أخيراً أريد أن أقول عبر قناتكم، أننا كسوريين نطمح ونحلم بسوريا ديمقراطية تعددية مدنية، نؤمن بأن أخوتنا الكُرد هم أحد المكوّنات الرئيسية للشعب السوري، ولا نكترث لكلّ كلامٍ يصدر من هنا وهناك لتخويف بقية السوريين عن النزعة الانفصالية لدى بعض القوى الكُردية، ونعرف أنّ أخوتنا القادمين من القومية الكُـردية، هم ذاهبون معنا إلى الوطنية السورية. الوطنية السورية التي تتسع للجميع وتحترم حقوق الجميع.