فصائل سنية مسلحة تعلن وقوفها مع إقليم كردستان
قياديون فيها أكدوا «استعدادها للقتال» إلى جانب البيشمركة
عبر عدد من الفصائل السنية المسلحة عن مساندتها حكومة إقليم كردستان في حربها ضد تنظيم «داعش»، وأبدت استعدادها لقتال المسلحين، واصفة الحرب التي يشنها «داعش» بـ«الباطلة»، ومشيرة إلى أن الإقليم فتح منذ بداية الانتفاضة السنية في العراق أبوابه لكل المظلومين والهاربين من الظلم.
وقال الشيخ رعد السليمان، رئيس «الهيئة التنسيقية لثورة العشائر»، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «موقفنا ثابت منذ البداية، نحن لن نقبل باعتداء أي فصيل من فصائل ثوار السنة على إقليم كردستان والشعب الكردي، فكردستان لها موقف مشرف من الأحداث التي حصلت مؤخرا في العراق، خاصة مع المهجرين من المحافظات المنتفضة، والسنة عندما انتفضوا وقصفت مناطقهم بالبراميل المتفجرة من قبل قوات (رئيس الوزراء نوري) المالكي لم يجدوا أي منطقة تؤويهم إلا إقليم كردستان». وتابع: «نحن ثوار العشائر مستعدون للدفاع عن إقليم كردستان والموصل من أي اعتداء سواء أكان من قبل المالكي، أو (داعش)، أو أي فصيل آخر، ونحن نقف مع البيشمركة ضد كل من يعتدي على الإقليم الذي ساندنا ومنذ البداية».
بدوره، قال العقيد مازن السامرائي، أحد ضباط الجيش العراقي السابق والمتحدث الإعلامي باسم «جبهة الخلاص الوطني»، لـ«الشرق الأوسط»: «نستنكر هذا الاعتداء السافر من قبل (داعش) على إقليم كردستان، فعندما فتح رئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني والشعب الكردي بيوتهم وقلوبهم للعراقيين كافة وبمختلف الأطياف، هذه الخطوة أغاظت العدو، وجاء هذا الاعتداء نتيجة لتلك الإغاظة، ونحن ندينه بكل أشكاله». وأضاف السامرائي: «لن نكتفي بالإدانة فقط، لأن الإدانة لا تكفي، ونحن مستعدون لأن نقف مع الإخوة الكرد مقاتلين في خندق واحد ضد (داعش)، ونحن سنقف متطوعين وجنودا تحت أمر رئيس الإقليم مسعود بارزاني للدفاع عن إقليم كردستان وأربيل بكل ما أوتينا من قوة وبكل ما نملك، وهذه الهجمة الوحشية الغبراء ستتحطم على صخور جبال كردستان بالكامل، وندين (داعش) وتصرفاتها، ولن نقبل بها نهائيا».
وكان العديد من قادة الفصائل السنية قد لجأوا إلى إقليم كردستان بعد بدء المعارك بين الفصائل السنية وحكومة المالكي المنتهية ولايتها، وطالبت بغداد عدة مرات أربيل بتسليمها الشخصيات السنية الموجودة في الإقليم، إلا أن الإقليم رفض الطلب، مؤكدا أن كردستان «ملاذ لكل الأحرار والمظلومين».
بدوره، قال محمد طه حمدون، رئيس الحراك الشعبي في العراق: «نعتبر أي اعتداء على الشعب الكردي والعلاقة بين الكرد والعرب السنة، اعتداء آثما، فالرابط بين الكرد والعرب السنة خط أحمر بالنسبة لنا، و(داعش) باعتدائه هذا تجاوز الخطوط الحمر». وتابع: «نحن أمام تحد كبير يجب أن يقف الكل ضده، وبالتالي يجب على كل القيادات والواجهات السنية أن يبينوا مواقفهم منه، ولا نرضى بأنصاف الحلول». وشدد حمدون على أن «التجاوز على الكرد هو تجاوز علينا نحن العرب السنة، لأن هناك علاقة قوية بيننا، والإقليم صاحب فضل علينا بإيوائه أكثر من مليون وربع مليون نازح عربي»، مبينا أن عددا من الواجهات السنية تطوعت في صفوف البيشمركة للدفاع عن الإقليم، و«سجلوا تطوعهم في محافظة أربيل، وهم سيذهبون إلى ساحات القتال لإسناد البيشمركة، ونحن مع كردستان في الدفاع عن مدنها ضد (داعش)».
الشرق الأوسط