محليات - نشاطات

فلسفة البنك الدولي للإنشاء والتعمير في إعادة الإعمار

(العراق، إندونيسيا، سيري لانكا، هاييتي، السودان، اليمن، باكستان)
(دروس مستفادة لأجل مشروع إعادة إعمار منطقة كوباني)
اعداد جوان فداء الدين حمو- عضو جمعية الاقتصاديين الكُرد – سوريا
البنك الدولي للإنشاء والتعمير هو إحدى المؤسسات الخمس التي يتألف منها البنك الدولي. يعمل مع جميع شركائه على معاونة البلدان التي يتعامل معها في قيامها بما يلي:
1- الاستثمار في شعبها.
2- حماية بيئتها.
3- تشجيع النشاط التجاري الخاص فيها.
4- توجيه الإدارة الحكومية وجهة جديدة.
5- الاضطلاع ببرامج الإصلاح الاقتصادي.
وقد قام البنك الدولي للإنشاء والتعمير خلال كسيرته بمد يد العون في إعمار العديد من الدول والاقاليم والمناطق التي شهدت حروباً أو كوارث. وفيما يلي بعض من المهام الذي قام به البنك الدولي للإنشاء والتعمير في سبيل إعادة الاعمار:
-أولاً: مشروع إعادة إعمار العراق:
في 23 أكتوبر من عام 2003 عقد مؤتمر مدريد لإعادة الاعمار في العراق، الذي حضره ممثلون عن أكثر من 25 دولة. وقد تم تجميع الأموال في هذا المؤتمر ومن مصادر أخرى من جانب الأمم المتحدة والبنك الدولي.
وعلى هذا الأساس شارك البنك الدولي في مرحلة إعادة البناء في العراق بتمويل من صندوق متعدد المانحين.وكان من ضمن المهام التي قام به البنك الدولي للإنشاء والتعمير خلال مسيرة إعادة بناء العراق ما يلي:
1- تمويل إلى مشاريع طارئة في مجالات الصحة والمياه والصرف الصحي وعمليات إعادة الإعمار في المراكز الحضارية، وتقوية القطاعين الاقتصادي والخاص وتمويل بناء شبكة اتصالات حديثة عبر البلاد.
2- تزويد المستشفيات بالمعدات الصحية والمختبرية الأساسية وتزويدها بتجهيزات من الأدوية الأساسية، وتقديم الدعم لتخطيط وإدارة أفضل في مؤسسات الصحة العامة على مستويات المركز والمحافظات.
3- دعم قضايا أطول أمدا تشمل بناء المؤسسات، وتشجيع الإدارة الجيدة من خلال تعزيز الإدارة المالية العامة، واقتسام ثمار الرخاء عبر خلق الوظائف والتنويع الاقتصادي، والنمو المستدام، والبنية الأساسية، وتنمية الأقاليم، والحد من الفقر من خلال تحسين شبكات الأمان الاجتماعي، والحماية الاجتماعية وتقديم الخدمات
4- تهيئة فرص عمل قصيرة الأجل، إضافة إلى المساعدة في بناء قدرات العراق لإدارة عمليات إعادة الإعمار وإعادة البناء المتوسطة والكبيرة الحجم.
كما اتخذ البنك عدداً من التدابير بغرض تقوية فعاليته في العراق. وشمل ذلك: (1) تعزيز فعالية دعم المؤسسات والأنشطة التحليلية والاستشارية؛ (2)  تدعيم تنفيذ حافظة المشاريع والأنشطة؛(3) إضفاء مزيد من المرونة في ترتيبات البنك الخاصة بالتنفيذ، بما في ذلك من خلال برنامج لتخطيط العمل السنوي؛ (4)  تشجيع التنسيق بين المانحين.
– ثانياً: إعادة إعمار إقليم آتشيه في اندونيسيا بعد كارثة تسونامي:
كان من ضمن المهام التي قام به البنك الدولي للإنشاء والتعمير في إقليم آتشيه في اندونيسيا بعد كارثة تسونامي ما يلي:
1- انشاء نحو 1500 مشروع اضطلع بتنفيذها أكثر من 300 مؤسسة.
2- إعادة بناء معظم مرافق تقديم الرعاية الصحية>
3- إعادة بناء الطرق والجسور وغير ذلك من مرافق البنية الأساسية.
4- إعادة بناء المساكن باعتبارات المجتمعات المحلية.
5- بناء الأطر والقدرات المؤسسية.
6- توفير المساكن، والمدارس، والمستوصفات الصحية، ومرافق البنية الأساسية، ومرافق إدارة النفايات، وإعادة بناء المرافئ، وخدمات حماية البيئة، لصالح ضحايا كارثة تسونامي.
7- وضع خطط طويلة الأمد، حيث إنَّ العديد من المشروعات الجديدة، كمشروع “تقديم المساندة للمناطق الفقيرة والمحرومة (SPADA) واصل عمل التنمية المدفوعة باعتبارات المجتمعات المحلية في المناطق المتأثرة بالصراع والمناطق الأخرى المعنية.
8- المساهمة في عملية تمييز ملكية الأراضي من خلال الاستعادة العاجلة لسجلات الأراضي وإنشاء قواعد بيانات تملك الأراضي وإصلاح نظام إدارة الأراضي في جميع أنحاء إقليم اتشيه (حتى 300 ألف قطعة أرض).
9- إعادة بناء المجتمع في المناطق الريفية   يقوم هذا المشروع إلى جانب برنامج كيكاماتان الإنمائي بدعم عملية الترميم الشامل للبنية التحتية للمجتمعات في 200 كيكاماتان (حتى 3 آلاف قرية) وزيادة رأس مال عدد من المشروعات متناهية الصغر يصل إلى 6 آلاف مشروع، وكذا تدريب آلاف القرويين.
10- إعادة بناء المجتمعات في المناطق الحضريةيعمل هذا المشروع إلى جانب برنامج الحد من الفقر في مناطق الحضر على إصلاح وتطوير البنية التحتية القائمة على المجتمع من خلال إنشاء الطرق والمدارس وتوفير المياه والمرافق الصحية ومباني المجتمع ومصارف المياه.
11- إسراع تدفق اعتمادات المنح على المجتمعات المتضررة.
– ثالثاً: إعادة إعمار سري لانكا:
كان من ضمن المهام التي قام به البنك الدولي للإنشاء والتعمير في سري لانكا ما يلي:
1منح الإيواء الذي تصل قيمته إلى 50000 روبية، ومنح النقدية الخاصة بدعم سبل كسب الرزق والعيش. وتستفيد حوالي 140000 أسرة من خطة المنح الخاصة بدعم سبل كسب الرزق
مراجعة عملية التوزيع لأغراض الإدارة المالية ولضمان وصول الأموال إلى ضحايا كارثة السونامي الحقيقيين.
2- دعم الإيواء وسبل الرزق، في مساعدة المجتمعات المحلية الصغيرة لتجاوز الوقت المهدر وإعادة الإعمار وممارسة الأنشطة المتعلقة بصناعة الخبز وصيد الأسماك.
– رابعاً: إعادة إعمار هاييتي في أعقاب الهزة الأرضية التي تعرضت لها:
كان من ضمن المهام التي قام به البنك الدولي للإنشاء والتعمير في هاييتي ما يلي:
1-تركيز المشروعات في هايتي بغرض التأكيد على مبادرات التغذية وإعادة البناء.
2- العمل في الوقت نفسه على تدعيم قدرات الحكومة.
3- طرح 14 مشروعاً رئيسياً جارياً في مجالات تشمل: إدارة أخطار الكوارث، والبنية الأساسية، والتنمية المدفوعة باعتبارات المجتمعات المحلية، والتعليم، وإدارة الاقتصاد. علماً بأن كافة المساعدات الحالية من البنك إلى هايتي هي في شكل منح.
وتجدر الإشارة إلى أنَّه منذ كانون الثاني 2005، قدمت المؤسسة الدولية للتنمية، وهي ذراع البنك الدولي الذي يقدم اعتمادات بدون فوائد ومنحاً إلى بلدان العالم الأشد فقراً، ما مجموعه 308 ملايين دولار إلى هايتي. علاوة على ذلك، قدمت الصناديق الاستئمانية التي يديرها البنك الدولي أكثر من 55 مليون دولار منذ عام 2003.
– خامساً: إعادة إعمار السودان:
كان من ضمن المهام التي قام به البنك الدولي للإنشاء والتعمير في السودان ما يلي:
1-تلبية احتياجات التنمية غير العادية في البلاد. ففي غياب القروض من المؤسسة الدولية للتنمية، تمثلت الأداة الرئيسية لمساعدة السودان في صندوقين استئمانيين متعددي الجهات المانحة حددهما اتفاق السلام الشامل لتنسيق التمويل المقدم من المانحين الأجانب لإعادة إعمار وتنمية البلاد.
ويهدف الصندوق المخصص لحكومة الوحدة الوطنية والذي يبلغ رأسماله 265 مليون دولار إلى تثبيت السلام وتدعيم النهوض في المناطق الشمالية التي تأثرت بالحروب. أما الصندوق الخاص بحكومة جنوب السودان والذي يبلغ رأسماله 524  مليون دولار فيساند إعادة البناء والتعافي في الجنوب.
2- ساعد على إعادة تأهيل خط سكك حديدية بين الشمال والجنوب بعد أن ظل متعطلا لأكثر من 25 عاماً.
3- تم تجديد أكثر من 240 مدرسة وتدريب ما يزيد عن 23 ألف مدرس.
4- بناء 180 منشأة صحية وتدريب أكثر من 1900 ممارس في مجال الطب.
5- إعادة تأهيل 332 مركز توزيع للمياه.
– سادساً: إعادة إعمار اليمن:
كان من ضمن المهام التي قام به البنك الدولي للإنشاء والتعمير في اليمن ما يلي:
1- تم تدشين ثلاثة مشاريع جديدة ستركز على دعم صندوق الرفاه الاجتماعي الحكومي مع تقديم تحويلات نقدية مباشرة إلى 400 ألف أسرة من أشد الأسر فقرا، وبناء المدارس، وتدريب المدرسين لتحقيق تكافؤ الفرص في الحصول على التعليم الجيد، وربط مراكز الإنتاج بمراكز الاستهلاك والتوزيع من خلال بناء طرق جديدة لتعزيز التجارة الداخلية، وأوفت المملكة العربية السعودية أيضا بالتزاماتها بتقديم أكثر من نصف ما تعهدت به وهو 3.2 مليار دولار.
2- تلبية الاحتياجات الفورية وإعادة الثقة في الدولة والمساهمة في توفير بيئة مستقرة لعملية الانتقال السياسي
3- الالتزام بتشجيع الاحتواء الاجتماعي والمشاركة، لاسيما بالنسبة للمرأة والشباب.
4- زيادة الشفافية والمساءلة مع تعزيز المؤسسات.
5- الحفاظ على مرونة جميع برامج البنك الدولي وضمان قدرتها على التكيف مع تغير الاحتياجات والأولويات.
6- إجراءات لمعالجة ارتفاع مستويات الفقر وانعدام الأمن الغذائي والبطالة من خلال خلق وظائف قصيرة الأجل، واستعادة الخدمات الأساسية، وتحسين سبل الوصول إلى شبكات الأمان الاجتماعي.
7- زيادة تطويع الخدمات بحيث تكون أكثر استجابة لاحتياجات المواطنين.
8- تقديم برامج تهدف إلى تطوير الإدارة الاقتصادية للحفاظ على الاستقرار الكلي، وتدعيم سياسات المالية العامة وإدارة المالية العامة. ويشكل خلق بيئة مواتية للقطاع الخاص باعتباره محركا للنمو وأفضل مصدر محتمل لعدد الوظائف المطلوبة تحديا فوريا آخر.
– سابعاً: إعادة إعمار باكستان بعد كارثة الفيضانات:
كان من ضمن المهام التي قام به البنك الدولي للإنشاء والتعمير في باكستان ما يلي:
1-إعادة برمجة المشروعات المقررة حاليا وإعادة تخصيص الأموال التي لم يتم صرفها من المشروعات الجاري تنفيذها.
2- تقديم أموال إضافية سريعة الصرف لإعادة التمويل بأثر رجعي للواردات المطلوبة من أجل التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتأهيل، مثل الوقود والصلب والأسمنت والبضائع والخدمات ذات الصلة.
3- تسريع استكمال وتوسيع عملية الطوارئ المقررة لمنطقة خيبر باختونخوا/المناطق القبلية الخاضعة لنظام الإدارة الفيدرالي، كي تضم أيضا الضواحي المتضررة بالفيضانات.
4- العمل مع الحكومة للمساعدة على ضمان إنفاق الأموال في الأوجه المخصصة لها.
مول البنك إعادة تأهيل قناطر تونسا (سد صناعي لتقليص مخاطر موجات المد الفيضاني) في إقليم البنجاب والتي ربما ساعدت على الصمود أمام هذه الفيضانات غير المسبوقة التي غمرت النهر.
5- تقييم الاحتياجات والمساعدات المترتبة عليها لإعادة الإعمار على المدى الطويل، تقديم مساهمات أخرى لإصلاح وإعادة تأهيل البنية التحتية المهمة على نهر إندوس للمساعدة في الوقاية من الفيضانات المستقبلية.
6- تمويل استشارات التصميم لإعادة تأهيل اثنين من القناطر الأخرى في إقليم السند.
……………………….
في النهاية لا بد من أن نشير إلى أنَّه:
أحد الدروس الرئيسية في إعادة الإعمار يتمثل في أن توفُّر المعلومات والاتصالات الجيدة لأنَّها تشكل كلمة السر في نجاح عمليات إعادة الإعمار. كما أنَّ تتبُّع سير التقدم المُحرز في مجال إعادة الإعمار ـ أي تحديد من يقوم بالعمل، ونوع العمل، وموقعه ـ يشكل عاملاً أساسياً في تنسيق أية استجابة تتسم بالفعالية. وكذلك الحال بالنسبة لتوعية السكان المحليين بالأهداف المُتوخاة من تلك المشروعات وتوقيتاتها.
كما إنَّ السر في نجاح أي برنامج متابعة يكمن في وجود فريق متخصص من محللي البيانات، وإجراء متابعة منتظمة مع الأطراف الفاعلة الأساسية، فضلاً عن اعتماد منهجية قوية. وتُعد تلك العناصر أكثر أهمية من وجود أنظمة تكنولوجيا معلومات متطورة.
 
البريد الالكتروني:
kak.suri2006@gmail.com
صفحة الفيسبوك:
https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى