في تطورٍ للحالة الاجتماعية الكُـردية… تشييد أبنية خاصة لمجالس العزاء في قرى كركي لكي وديرك وجل آغا
Yekiti Media
تشهد المنطقة الكُـردية في ريف قامشلو الشرقي تطوراً كبيراً في الحالة الاجتماعية في خدمة مجالس العزاء وذلك بتشييد أبنيةٍ خاصةٍ في قرى ديرك، وكركي لكي وجل أغا، لتنتهي حقبة زمنية استمرّت عشرات السنين من تركيب وفك المجالس السابقة.
ويأتي بناء مجالس خاصة بالعزاء من قرية تل جمال شرقي بلدة كركي لكي قبل عــدة سنوات، ومع هجرة الشباب إلى إقليم كُـردستان، والدول الأوروبية، تطوّرت الفكرة وبدأ أهالي تلك القرى بتشييد المجالس الخاصة للعزاء، وانتشرت في عشرات القرى من ديرك وصولاً إلى منطقة آليان.
بهزاد قاسم من أهالي قرية ذخيرة أشار ليكيتي ميديا أنّ الحاجة الملحّة كانت وراء بناء مجالس العزاء في القرى، بسبب هجرة الشباب، وصعوبة نقل، وتركيب، وفك خيم العزاء السابقة، و قطع الطرقات، وعدم وجود مكان مخصص للسيارات، مؤكّداً أنّ تكاتف أهالي القرية كان عاملاً إيجابياً وراء سرعة إتمام بنائها، وعليه يتمّ اختيار مكان جيد ذي مساحةٍ واسعةٍ تلبّي الحاجة في خدمة مجالس العزاء، مشيراً أنها تخفف مستقبلاً من الأعباء المالية خلال إقامة مجالس العزاء.
يُشار إلى أنّ أبنية مجالس العزاء يتمّ تشييدها على أطراف القرى بمساحة كبيرة وتكون مخدّمة بمطبخ ومستودع، ويتمّ فرشها بالسجاد أو الكراسي، إلى جانب الإنارة والتدفئة والتبريد.
أما خوشناف إبراهيم وهو من أهالي قرية كيشكا في منطقة آليان فقد أشار لموقعنا إلى أنّ أهالي القرى يتّفقون بدايةً على تحديد مكان البناء ومن ثم يتمّ الاشتراك بمبلغ مالي محدّد لكلّ عائلةٍ تسكن القرية ولأبنائها في الخارج، وهناك مَنْ يقوم وحسب استطاعته بدفع أكثر من المبلغ المحدّد.
وأشاد بتعاون أهالي قريته وباقي القرى وتخطّي العقبات إنْ وجِدت والتي غالباً لا تُذكر، ولفت إلى وجود لجان مالية وإشراف وإلى ما هناك مـن أمور تخدم بناء مجلس العزاء.
وقال إبراهيم: هذه الأبنية باتت تشكّل نموذجاً متطوراً للحالة الاجتماعية الكُردية في المنطقة، وأظهرت مدى المحبة بين أهالي القرية بالرغم من الحرب الدائرة في البلاد وصعوبة الوضع الاقتصادي.
يُذكر أنّ المساجد في ديرك وكركي لكي وجل آغا تستقبل مجالس العزاء وذلك لصعوبة بناء مجالس العزاء داخل المدن لعدم وجود أراضي واسعة بعكس القرى