قرار للنظام يلزم الأطباء السوريين بـ”سنة خدمة وطنية” خارج محافظاتهم
Yekiti Media
فوجئ طلاب الدراسات في الاختصاصات الطبية والأطباء المقيمون في عدد من الوزارات بقرار وصف بالغريب صادر عن الهيئة السورية لـ”الاختصاصات الطبية”، يقتضي بإضافة سنة على جميع الاختصاصات الطبية بما فيها الصيدلة وطب الأسنان تحت اسم “سنة امتياز”، وبذلك تكون قد أضيفت إلى السنوات الدراسية لطلاب الطب.
وبموجب القرار لا يستطيع الطبيب الحصول على شهادة “البورد السوري” إلا بعد إتمامها.
شكاوى
وتصاعدت وتيرة الشكاوى التي تؤكد أن “القرار له تأثير سلبي، ويتسبب بظلم كبير لشريحة واسعة من الأطباء”، معتبرين أن “الهيئة بقرارها خالفت العقد معهم الذي على أساسه بدؤوا الاختصاص في مشافي الدولة وحددوا مسار حياتهم ومشروعاتهم المستقبلية بناءً على عدد محدد من السنين”.
وناشد الطلاب عبر صحيفة “الوطن” الموالية للنظام، وزارة الصحة والجهات المعنية في حكومة الأسد بإنصافهم والعدول على القرار، مضيفين: إن “كان اعتماد القرار لا بد منه، فليطبق على من سيختص حديثاً عبر المفاضلات القادمة”.
وأضاف الطلاب: أن “القرار لا يمكن أن يقدم أي تأثير إيجابي، وخاصة أن الأبحاث العلمية في الاختصاصات الطبية قد تتطلب متابعة سريرية تتجاوز العام أو الاثنين وفي حال إضافة سنة الامتياز فإن مستوى الأبحاث العلمية سيتدنى وسينحصر الاهتمام بأبحاث مختصرة مكررة لا تخرج بنتائج جديدة مفيدة، علماً أن المتابعات السريرية المضبوطة هي التي ترفع مستوى البحث العلمي في جامعاتنا”.
وبما أن “طالب الدراسات العليا لن يبقى مرابطاً في الاختصاص لأكثر من 5 سنوات حتى يبدأ المرحلة التالية من حياته العلمية فهذا يعتبر ظلماً بحق من يسعى إلى الأفضل والحل الوحيد سيكون الهجرة إلى جامعة تعمل لمصلحة الباحث وليس ضده وضد طموحاته”.
“سنة للوراء”
هذا وكشفت مصادر طبية للصحيفة، أن “القرار حسب الأطباء الاختصاصيين يعيدهم للوراء سنة كاملة بدلاً من الانطلاق ومتابعة حياتهم العملية، ولا سيما أن أعمارهم تصل لـ 34 عاماً وراتبهم بمعدل 30 ألف ليرة فقط”، مشيرة إلى أن “القرار يلزمهم بمهام خارج إطار محافظاتهم، الأمر الذي يكون بمقدور الطلاب لتغطية خدمة المشفى في محافظات أخرى، علماً أن هناك شريحة من الأطباء غير قادرة على السفر وتأمين ظروفها”.
ويشار إلى أن القرار ألزم الطبيب المقيم الذي أنهى تدريبه ونجح بامتحان الاختصاص بالعمل لسنة إضافية ضمن المرافق الصحية التابعة لوزارة الصحة، على أن يعطى وثيقة نجاح وترخيص مؤقت ويتقاضى راتباً وتؤجل خدمته العسكرية لمدة عام كامل، إضافة إلى السماح له بفتح عيادة خاصة به.
هجرة الأطباء
من جانبه بيّن مدير عام “الهيئة السورية للاختصاصات الطبية” يونس قبلان أن “عدد الأطباء ممن هجر البلاد وصل إلى 40 بالمئة خلال السنوات الماضية، ونسبة الهجرة في الأطباء الجدد لا تقل عن 80 بالمئة وهو رقم كبير على مستوى مختلف الاختصاصات”.
وزعم قبلان إلى أن “قرار سنة الامتياز ليس له رجع عكسي، وكل من نجح بدورة تشرين الثاني لا ينطبق عليه القرار، وقد يتم استثناء الناجحين في النظري، وهذا الأمر يتوضح من خلال التعليمات التنفيذية”.
السورية