كفى عبثاً وتلاعباً بمصير شعبنا
شاهين أحمد
نُشِر مؤخراً على بعض المواقع الالكترونية التي تفتقر للمصداقية ، والصفحات الوهمية على التواصل الاجتماعي منشورات حول إرهاصات وحدة الصف الكُردي في كُردستان سوريا ، وتخلّلها تهجم غير مبرّر على المجلس وقياداته ، والغريب في الأمر أنّ بعض تلك المنشورات أكّدت بأنّ وحدة الصف الكُردي سيتحقّق حتى بدون وجود ومشاركة المجلس الوطني الكُردي ENKS !.
من الأهمية بمكانٍ التذكير هنا بأنّ الجميع يعلم بقوة وثقل ودور ومكانة وأهمية المجلس الوطني الكُردي ، واستحالة شطبه من الترتيبات والحسابات ، وبأنّ هناك طرفي حوار رئيسيين هما PYNK و ENKS ، وأنّ هناك حزبان كُرديان فقط خارج الإطارين المذكورين وهما الحزب الديمقراطي التقدمي الكُردي في سوريا ، وحزب الوحدة الديمقراطي الكُردي في سوريا ( يكيتي ) بقيادة السيد محي الدين شيخ آلي ، والمعروف أنّ الأخير هو جزء من مجلس سوريا الديمقراطي ” مسد ” الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية ” قسد ” ومشارك في الكثير من مؤسسات الإدارة الذاتية التي يقودها حزب pyd وكذلك هو أحد أعضاء التحالف الديمقراطي الذي انضمّ إلى أحزاب الكتلة الوطنية الكُرديةPYNK وبالتالي مسألة وجوده خارج PYNK بعد انطلاق المفاوضات الكُردية – الكُردية هو مثير للشبهة وموضع استفهام وأنّ موقعه الطبيعي داخل PYNK كونه جزء من هذه الكتلة ومؤسساتها . أما بالنسبة للأشقاء في الحزب الديمقراطي التقدمي الكُردي في سوريا فإنّ موقعهم الطبيعي في المجلس الوطني الكُردي ويجب أن يأخذوا دورهم وتمثيلهم داخله . وهنا نودّ أن نسأل أصحاب هذه المنشورات بعض الأسئلة :
1 – إذا كان هناك إمكانية لتحقيق وحدة الصف الكُردي بدون وجود ENKS ، لماذا كلّ هذه المبادرات التي أطلقتها الدول العظمى مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ؟.
2 – إذا كان هناك إمكانية لتحقيق وحدة الصف الكُردي بدون وجود ENKS ،لماذا أطلق السيد مظلوم عبدي مبادرته لتوحيد الصف ؟.
3 – إذا كان هناك إمكانية لتحقيق وحدة الصف الكُردي بدون وجود ENKS، لماذا كانت هناك اتفاقيات هولير 1 وهولير 2 ودهوك وملحقاتها وإعلانين قبلها برعايةٍ كريمة من الرئيس مسعود البارزاني ؟.
4 – إذا كان هناك إمكانية لتحقيق وحدة الصف بدون ENKS ، مع مَن ، ولماذا كانت تجري المفاوضات منذ سنة وبرعاية الدولة العظمى الأولى في العالم ، ومع مَن تمّ التوصل إلى مسودة رؤية سياسية ، وكذلك قوام المرجعيةوصلاحياتها….إلخ ؟.
5 – هل نسيتم أنّ ENKS هو الإطار الكُردي الوحيد المعترَف به كممثل سياسي للشعب الكُردي في سوريا في مؤتمرات جنيف للعملية السياسية في سوريا برعايةٍ أممية ؟ .
6 – هل نسيتم بأنّ ENKS هو الإطار الكُردي الوحيد المقبول وطنياً واقليمياً ودولياً ، والذي يمثّل الكُرد سياسياً في هيئة التفاوض واللجنة الدستورية ؟.
7 – طالما أنّ هناك إمكانية لتحقيق وحدة الصف بدون وجود ENKS ، وتعتقدون أنها محققة من خلال PYNK ، إذاً لماذا كلّ هذا الضجيج ؟.
8 – هل تدركون أنه بدون وجود ENKS يعني أنّ ماتبقّى من مناطق كُردستان سوريا سيكون مصيرها كمصير كامل الشريط من عفرين وحتى سري كانيي / رأس العين ، هل المطلوب تكرار تلك التجارب المأساوية ، وترحيل مَن تبقّى من أبناء شعبنا من مناطقه ؟.
9 – هل تعلمون أنه بدون وجود ENKS يعنى أنه لن يكون هناك اعتراف سياسي بعد كلّ هذه الدماء التي سالت من جانب أبناء وبنات كُردستان سوريا ، وأنّ الاستقرار سيكون حلماً ، إلى أين تريدون أن تأخذوا هذا الشعب المكلوم ؟.
10 – هل هناك إمكانية لتحقيق وحدة الصف مع ENKS ، والالتزام بالاتفاق إذا تحقّق دون إخراج كافة كوادر pkk الذين ينحدرون من خارج كُردستان سوريا ، ألم تكن الاتفاقيات السابقة المذكورة كافية كي نتعلّم الدرس ؟.
لنكن صريحين ، لن يكون هناك وحدة صف بالمعنى الحقيقي لهذا المسعى النبيل ،إلا إذا غادرتم حقول الوهم ، واعترفتم بخصوصيتكم الكُردية السورية ، وأنجزتم فكّ الارتباط عن قنديل ، وأخرجتم كافة كوادر حزب العمال الكُردستاني الذين أصولهم من خارج كُردستان سوريا ، وتوقّفتم عن ملاحقة النشطاء السياسيين والإعلاميين والحقوقيين ، وتوقّفتم عن خطف القُصّر ، والكفّ عن التجنيد الإجباري والتعليم المؤدلج ، وبينتم مصير المفقودين ، وأبعدتم المسيئين للمقدّسات الكُردية عن قيادة المفاوضات والمؤسسات ، ووضعتم حداً لكلّ الفاسدين والمشبوهين ، وتوقّفتم عن توفير الحجج والذرائع لحروبٌ جديدة مع الجيران والقوى المحلية الأخرى ، وأكّدتم صراحةً بضرورة عودة قوات بشمركة كُردستان سوريا ” لشكري روج ” إلى أرض الوطن والمشاركة في حماية أهلهم وممتلكات شعبنا ، وأبديتم عن استعدادكم لاستئناف المفاوضات وضمن جدولٍ زمني محدّد للتوصل إلى اتفاقٍ قابل للعيش والاستمرارية للحفاظ على ماتبقّى ومَن تبقّى .
المجلس الوطني الكُردي دخل المفاوضات إيماناً منه بضرورة تحقيق وحدة الصف خدمةً لشعبنا وقضيتنا العادلة ، ووفق مبدأ الشراكة الحقيقية ، وستكون لهذه الإدارة المشتركة توجّه واضح ومختلف في المجالات الوطنية والاقليمية والدولية إذا حصل التوافق ، ووفق الثوابت القومية – الوطنية ، وضمن المشروع الوطني السوري التغييري الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي 2254 ، واحترام حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى ، ومشاركة عادلة لممثلي مختلف مكونات المنطقة ، ولن يكون المجلس ملحقاً في الوظائف كما يتوهّم البعض .