كورداغ … «وبراءتهم من دم يوسف»
عنايت ديكو
- لسان حال عفرين يقول : يا كرد الله … لا تزعلوا وكفّوا عن النواح والعويل … لقد أُكلْتُ منذ زمنِ بعيد … وأُكلتُ … يوم أُكِلَ الثور الأبيض من بيننا .!
- كورداغ درّة الجيوسياسة في سوريا كلّها، فـ عفرين تنافس لواء إسكندرون في خصوبتها وخيراتها واستراتيجيتها ، وتنافس كركوك في وجودها القومي … وتُزاحم القدس والمقدسات في ديموميتها ورمزيتها .!
- مَنَ يمتلك حقوق النشر والطبع في كورداغ … يمتلك مفاتيح حلب وأبوابها الواسعة …!
- ومَنْ يمتلك حلب … يمتلك سوريا كلها .! … أجل … إنها معادلة بسيطة ومُعقدة جداً .!
- فالقصف المتساقط على عفرين اليوم يا أخوتي وأخواتي …هو ليس وليد اللحظة، ووليد اليوم ووليد المصادفة والحاضر يا سادة يا كرام.
- فـ عفرين كانت تُقصَفُ منذ زمنٍ بعيد ومنذ سنواتٍ طويلة … عفرين كانت تُقصَف منذ أن ضاعت بشعبها وناسها وجبالها وتاريخها ووجودها من القاموس السياسي، وطارت من محفظة الملفات السرّية والعلنية ومن البرامج السياسية ودساتير المجلس الوطني الكوردي الـ ” ENKS ” عندما وضعوا دستور دولتهم العتيدة . فـ عفرين كانت تُقصف منذ زمنٍ بعيد … منذ أن سقطت من كل الترويسات السياسية والتعريفية لدولة الـ ” ENKS ” ولم تَدخل ثانية في كرّاسها السياسي أبداً والى اليوم، لقد ذهبت عفرين عنهم بعيدة بعيدة ، وعندما سألناهم : يا جماعة الخير ، أين هي عفرين في برنامجكم وفي دستور جمهوريتكم العتيدة …؟ فقالوا لنا كان هذا مجرد خطأ مطبعي لا غير وغير مقصود .!
- عفرين … كانت تُقْتل وتُذبح يومياً ومنذ زمنٍ بعيد … يوم أن بدؤوا بالقضاء على الحراكات الشبابية المستقلة والثورية … ويوم أن دخل المناضلين والقهرمانيين الكورد الرائعين غياهب السجون السوداء والزنازين والمعتقلات .!
- فدمار عفرين يا سادة يا كرام، هو ليس دمار اليوم … لقد دُمرَتْ عفرين ، يوم هاجرها الأبناء البررة والشامخون … هاربين من الاعتقالات وسياسات التنكيل والسجون والاعتقالات .!
- فـقصف عفرين هو قصفٌ تم ويتم منذ زمنٍ بعيد … منذ أول يومٍ ذَهَبَ فيه الكورداغي إلى البوكمال والرّقة وديرالزور والسلمية وإلى حي سليمان الحلبي وقاضي عسكر والهلك وباب النيرب والأنصاري وغيرها من المناطق غير الكوردية.!
- فقَصفُ عفرين ليس جديداً … لقد قُصفت ” عفرين ” يوم أن تَحَطمَتْ جماجم عائلة ” شيخ حنان وأولاده ” من قرية آڤرازه وتدحرجت تلك الجماجم شوارع المدينة .
- عفرين … قُصفت منذ أن تمَّ السماح للطابور الخامس البعثي المجرم بالبقاء في كورداغ وحصولهم على كل الامتيازات والدعم والمساعدة .!
- فقَصفُ عفرين ليس جديداً … لقد قُصفَتَ ” عفرين ” يوم أن دَخل المناضل ” عبد الرحمن آبو ” السجون والمعتقلات ، ويوم أن تمَّ حرق العلم الكوردستاني ومُنِعَ من رفعه في ذرا التلال والجبال الكورداغية .!
- السؤال المهم وغير القابل للتفسير والتأويل والمحاصصة .!
- مَنْ هو المسؤول عن كل ما يجري لنا ولأهلنا هناك في عفرين، من حصارٍ وفقر وتهجير وسجنٍ ومجاعة وهلاكٍ وموتٍ ومصادرة للرأي وقضمٍ للحقوق وممارسةٍ للبلطجة والتشبيح وكمٍ للأفواه وفرضٍ للأتاوات…؟
- أقولها بالفم الملآن … وليعلم الجميع ، بأن الذي مَنَعَني من زيارة قبور الآباء والأجداد والأعمام والخلّان … وصادَرَ قراري … وأنفاسي … وهلوساتي … وأفكاري … وآرائي … وأرياشي وأقلامي … ودفاتري وأحلامي ، وبأن الذي منعني من الدفاع عن كورداغ وعن هوائها العليل ومَنَع قدوم بيشمركة روجآڤا ، هو المسؤول الأول والأخير بالتشارك مع صديقه البعثي المجرم عن كل ما يجري وسيجري لنا جميعاً في منطقة كورداغ .!
- فالذي كان يُخَيّرني بين رفع صورة بشار الأسد وصورة آلدار خليل، وكان يُطالبني بالهجرة والرحيل، ويضغط عليّ وعلى أنفاسي ويُصادر أملاكي وبيوتي وعقاراتي، ويَفرض الأتاوات بلغةِ الفاشي ، وكان يقول لنا: هنا أرض” الهڤال”ين”” والهاڤالات ولا مجال لكم في العيش هنا … هو المسؤول الأول والأخير عن كل ما يحدث لنا.!
- فمثلما تحررت الرقّة بدماء الكورداغيين والكوبانيين والعاموديين والقامشلوكيين والديريكيين وو… ليتفضل الرقّاوي والديرزوري والحسكاوي والغويراني واللاذقاني والطرطوسي والجبلاوي والقرداحي والعنزي والعكيداتي والشمشري والحميداني والصميدعي وعلى رأسهم دهام الحميدي بالمجيء الى ” عفرين ” والوقوف في وجه العدوان التركي … أليست هذه أرض هي ملكٌ لكل هذه الشعوب والأمم الديمقراطية الآيكولوجية …؟
-
في الأخير أستطيع القول :
ـ أولاً : هناك مفصلية غير مفهومة في منطقة كورداغ، حيث هناك أطراف كوردية عديدة وليس طرفاً كوردياً معيناً بعينهِ ، يُهللون ويُريدون ويَطلبون من تركيا التدخل المباشر والعسكري في عفرين … ويُطلبون علناً من تركيا التدخل والمجيء الى عفرين، وذلك فقط من أجل القضاء على الآبوجية وأمتهم الديمقراطية. لكن ، وعلى الطرف الآخر والمُناقض، هناك من الآبوجية أنفسهم مَنْ يُريدون استدراج تركيا الى الوحل السوري وخلق صراعٍ كوردي ـ تركي جديد ومرير وأكبر ، والقيام بحربٍ شعواء تكون مركزها عفرين لإدامة الصراع المشتعل والدموي منذ عشرات السنين بين الآبوجية والدولة التركية . وطبعاً الدولة البعثية هي ليست بغائبة عن مشاهدة هذا الفيلم الكبير والضخم والمثير …!
ـ ثانياً: هناك اتفاقيات ملزمة وسارية المفعول بين النظامين السوري والتركي . يسمح من خلالها السماح للجيش التركي بالعبور إلى داخل الأراضي السورية بعمق ” 45 ” كم، وذلك بحجة تعرّض الأمن القومي التركي للخطر والتهديدات. واليوم ما تقوم به تركيا هو تقويمٌ وتطبيق كامل لبنود تلك الاتفاقيات العسكرية والأمنية السرّية بين البلدين.
ـ فلاحظوا مثلاً …: إن النظام السـوري وبالرغم من إعلانه العداوة الصريحة والقطيعة الكاملة مع تركيا … إلا أنه ، لم يُعلن وإلى اليوم عن موت أو نقض هذه الاتفاقيات الأمنية والبينية مع النظام التركي . فما دام النظام السوري قائمٌ على رأس السلطة في دمشق … فتلك الاتفاقيات الأمنية والعسكرية هي أيضاً سارية المفعول بين الطرفين .!
…………………………………………
- الموت لأردوغان ولجيشهِ المجرم .!
- الموت لكل عناصر المسرحية من كاتب السيناريو ، إلى الممثلين والجمهور ومن ثم مهندسي الصوت والاضاءة والإنارة .!
- الموت للمجرم وللأرعن والديكتاتور بشار الأسد .!
- الموت للمرتزقة وللجيش الانكشاري والانشطاري والانحداري والانكساري ومَنْ معه من الكتائب والعصابات الارهابية ومن المعارضات العروبوية الاسلاموية وفصائلها المرتزقة والعميلة .!
- الموت لكل مَنْ أفرَغَ ” عفرين ” من أهلها وناسها ورجالها وأرسل أبناء كورداغ الى الصحارى والبراري القاحلة للموت هناك .!
- المجد والصمود لأهلنا في كورداغ الأبية والشامخة … تاج العروس … ودُرّة الوجود الكوردي في سوريا .!