كُرد سوريا في مواجهة سخاء النظام وحماقات الائتلاف !
ولات العلي
يقال “ما حك جلدك مثل ظفرك”، ربما ينطبق هذا المثل على الكُرد في سوريا بعد أربعة أعوام من عمر الثورة التي خرج فيها السوريين بمن فيهم الكُرد، ضد نظام الأسد المستبد، على أمل أن يستعيدوا حقوقهم، التي طالما جُبِهت بالرصاص والاعتقالات، لكن ومنذ بدء الثورة، راوغ الأسد الجميع ولعب على وتر الإنتقائية، فحيّد الكُرد كما باقي الأقليات، رغم مشاركتهم الفاعلة في الحراك الثوري السلمي، فأرضاهم النظام بادئ الأمر بالجنسية التي حرمهم منها طيلة أربعين سنة الماضية، ثم عمل جاهداً على جذب الكُرد لصفه واستغلال كُل ثغرة تُبعِد فيها الكُرد عن نسق المعارضة، كان أخرها ما أشار إليه وزير إعلام النظام “عمران الزعبي” بأن حكومة النظام تدرس الإعتراف بالإدارة الذاتية في المناطقة الكُردية، رغم مضي أكثر من عامين على إعلان هذه الإدارة من قِبل حزب الاتحاد الديمقراطي، لكن حديث وزير النظام هذا يأتي بعد أيام فقط من اتهام – دون دلائل – الائتلاف السوري في بيان له قوات الحماية الشعبية بإحراق القرى العربية في ريف الحسكة، وهو ما يفسر أن النظام بات يلوح بسلخ ما تبقى من التنظيمات الكُردية من جسم الائتلاف، طبعاً بمعية الائتلاف ذاته، الذي بدا أن خطه السياسي يتغير بتغير متحدثه الإعلامي، ليس آخرهم “سالم المسلط” الذي ينتمي إلى عشيرة الجبور العربية في الحسكة، تلك العشيرة التي تمتلك تاريخاً حافلاً بالصراعات والمعارك مع القبائل الكُردية منذ عشرات العقود، والذي لا يخفي الآن بغضه وكره للكُرد، فمن السخف أن يأتي بيان الائتلاف – الذي ذيّل باسم سالم المسلط – حول ذكرى “انتفاضة قامشلو 2004” ولا يذكر فيه اسم الكُرد، ولو مروراً حتى! فكيف لمثل هذه العقلية أن تستسلم للحق الكُردي، أو على الأقل إزالة اسم العربية من “الجمهورية العربية السورية” على اعتبار أن سوريا لكُل السوريين بجميع طوائفهم وقومياتهم .
ربما يبدو للكثيرين من الكُرد أن الخط الثالث الذي نهجه حزب الاتحاد الديمقراطي – النأي بالنفس- لا يمثل توجهاتهم، وأبعدهم عن نسق الثورة، وخاصة أن هذا الخط قد تم رسمه من قبل نظام الأسد ذاته، لكن في الوقت نفسه وبعد أربعة سنوات من عمر الثورة، يظهر أن الائتلاف، الندّ الرسمي والطرف المقابل للنظام، هو الأخر لا يبدو كفؤاً لإعطاء الكُرد، أي حق من حقوقه، بل على العكس، وهو ما يدفع الكُرد مجبرين للسير في الخط الثالث، وتلقف حقوقهم بأنفسهم.
فما الفرق بين نظام اضطهد حقوق الكُرد طيلة العقود الأربعة الماضية، وبين ائتلاف يسير على منواله، ولا يترك مناسبة صغيرة ولا كبيرة دون التهجم على الكُرد ونعتهم بالخيانة بحجة حزب محدد .