كُردستان الحُرة
ترجمة : تمر حسين إبراهيم
في مقال على مجلة ناشينال ريفيو الأمريكي ليوم الخميس 21 آب كتب روبرت زوبرين عن الوضع الذي يعيشه العراق حاليا حيث تطرق إلى أهمية نشوء دولة كُردستان الكُبرى لما سيكون للجمهورية الجديدة من أهمية إستراتيجية بتحقيقها للمصالح و المبادىء الأمريكية في المنطقة ، كما أنه ذكر في تحليله كيف يمكن التوصل لإقامة هذه الدولة بالتعاون و المشاورة مع تركيا و التي ستسفيد بدورها من الدولة الناشئة و يقول روبرت زوبرين :
في الشمال من العراق هناك دولة كُردية على أرض الواقع فيها قسط من التسامح الديني ، حقوق المرأة ، حكم القانون ، مشاريع خاصة ، تسعى للتطور الإقتصادي و على علاقة وديَة مع الولايات المتحدة ،إسرائيل و الغرب عموما و هي مثال يُحتذى به في المنطقة .
في كُردستان لم تُرفس النعمة و لم يتم التخلي عن الحُلم ، حيث سعت الفصائل السنية العربية و الشيعية للتخريب فقط ، سعى الكُرد للبناء . بينما تنافس المُتعصبون العرب لتحويل بقية البلاد إلى كومة من الخراب فإنه في أربيل عاصمة كُردستان تتطور الجامعات ، المشاريع في إزدهار و ترتفع ناطحات السحاب المتلألئة .
في الواقع أنه أمر فاضح بأن تُخصص وزارة الخارجية الأمريكية جهودا كثيرة في مُحاولة لخلق دولة عربية أخرى لأربعة ملايين عربي فلسطيني بينما تتجاهل محنة الكُرد و هم الأكثرعددا و الأكثر جدارة بكثير .
بالإضافة إلى المناطق التي تقع تحت سيطرتها حاليا فإن كُردستان المُستقلة يمكنها أن تستحوذ على مناطق من إيران ، سورية أو تركيا. إيران و سورية هم أعداء لنا و بصراحة سيكون من مصلحة الولايات المتحدة ان تُحرر الجمهورية الجديدة المناطق الكُردية المُحتلة حاليا من قبل أولئك المُستبدين الأعداء و توحيدها لتكوين دولة كردية كبيرة ، شديدة التحالف مع الولايات المتحدة.
يمكن تحقيق جزأ من هذا المخطط بسرعة لأن الكُرد في سورية هم في حالة حرب و يُقاتلون بشدة الدولة الإسلامية و مع أشقائهم في العراق يمكنهم هزيمة الإسلاميين بسرعة مع وجود دعم أمريكي مُناسب و يُوحدوا المنطقتين الكرديتين . إن تحرير كردستان التي تقع تحت الإحتلال الإيراني قد تتبع ذلك و سيكون في ذلك فائدة كبيرة للولايات المتحدة بتزويدها بقواعد التي منها ستنطلق ضربات جوية على البرنامج النووي الإيراني عند الضرورة .
تركيا على أية حال ليست بعدو لكنها حليف متأرجح و هذا ينشأ تعقيدات لأن المخاوف من دولة كُردية قد تتسب بمشاكل في منطقة جنوب شرقي تركيا ذات الغالبية الكُردية ، أعربت تركيا تاريخيا عن رغبة شديدة بأن تُمنع دولة كُردية ، لكن يمكن العمل على هذه المشكلة من قبل الدبلوماسيين حيث ينبغي التحدث إلى الطرفين .
بالنسبة للكُرد إمتلاك كُردستان مُستقلة هي ضرورة واقعية بينما بالنسبة للأتراك عدم وجودها هو رغبة ، لكن سيكون للأتراك فائدة أيضا في ذلك فالتهديد الأمني القومي الحقيقي لتركيا لا يأتي من كُردستان لكن من إيران و روسيا ، لذلك يمكن عقد صفقة هنا ، يحصل الكُرد على دولتهم و التي تتشكل الآن من الأراضي التي في العراق ، سورية و إيران و الإتفاق على ترك كُردستان تركيا لشأنها ، يقبل الأتراك بهذا و يُوافقواعلى مُعاملة الكُرد في تركيا على نحو أفضل و يُشكلوا تحالفا مع الجمهورية الجديدة .
تتعارض في السياسة الخارجية أحيانا قضية المصالح الأمريكية مع المبادىء الأمريكية و ذلك يخلق خيارات صعبة لقادتنا ، لكن في النموذج الحالي فإن مصالحنا و مبادئنا تجتمع.
بالمساعدة في نشوء كُردستان ، مُستقلة و حرة يمكننا أن نكافأ أصدقائنا ، نلحق الضرر بأعدائنا ، نُعزز موقعنا العالمي ، نسترد تضحيات أمتنا في العراق و نُظهر للعالم قيمة القضية التي نقف لأجلها .
http://m.nationalreview.com/article/385902/free-kurdistan-robert-zubrin