لاعب سويدي مــن أصل “سوري تركي” يتعرض لشتائم عنصرية بعد مباراة ألمانيا
تحول منتخب السويد لكرة القدم إلى رمز لمناهضة العنصرية، وذلك بعد أن دافع عن وسط ميدانه “جيمي دورماز”.
وكان “دورماز”، وهو من أصول تركية وسورية، قد تعرض للشتم والإهانة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ارتكابه خطأ في الدقيقة 94 من عمر المقابلة ضد ألمانيا، والذي سجل على إثره المهاجم الألماني “توني كروس” هدف الفوز.
وأثارت هفوة “دورماز”، حملة شتم وكراهية عنيفة على مواقع التواصل الاجتماعي ضده، وبعد نهاية المباراة ضد ألمانيا التي جرت في 23 يونيو/ حزيران السابق، تلقى “جيمي دورماز” أكثر من 3000 رسالة شتم وانتقاد على حسابه على إنستغرام.
لكن منتخب السويد وقف بالمرصاد ضد هذه الحملة، معلناً عن دعمه لـ”جيمي دورماز”، خلال مؤتمر صحفي حضره جميع اللاعبين.
وفي تصريح أمام الصحافة، قال “جيمي دورماز”: “أن يتم انتقادي أمر طبيعي (يحدث) خلال أي مسيرة رياضية، وطبعاً يجب أن نتقبل ذلك. لكن أن يتم وصفي بالإرهابي أو تهديد عائلتي بالموت، فهذا شيء غير مقبول”. موضحاً: “أنا سويدي وأرتدي القميص السويدي باعتزاز”.
“إلى الجحيم أيتها العنصرية”
وأضاف “دورماز”: “أود أن أشكر كل الذين ساندوني وبرهنوا لي عن الحب والدفء. نحن السويد. نحن متحدون. أليس كذلك أيها الأصدقاء؟” فأجاب اللاعبون بصوت واحد: “إلى الجحيم أيتها العنصرية”. وتابع اللاعب: “ألاحظ دائما انتشار الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي. فإذا عشتم ذلك طوال حياتكم، يتحول الشأن إلى أمر عادي. أنا فخور بتمثيل بلادي”.
من ناحيته، أكد اللاعب السويدي “ألبان كيدال”، وهو زميل “دورماز”: “لا يوجد أي شيء سلبي يمكن أن يقال عن جيمي. لا يجب على الناس أن يستهدفوا شخصاً واحد. الفريق بالكامل هو الذي يفوز والفريق بالكامل هو الذي يخسر في آن واحد”. وأضاف مهاجم من الفريق، “جون غيديتي”، متحدثاً عن “دورماز”: “لقد ركض كثيراً خلال المباراة ودافع كثيراً. الخطأ كان عبارة عن سوء الحظ فقط، وأمر سخيف أن يتم شتمه بهذه الدرجة من الكراهية لهذا السبب”.
وزيرة سويدية بزي “دورماز” الرياضي
وإلى ذلك، عبرت وزيرة الرياضة السويدية “أنيكا ستراندال”، عن تضامنها مع “جيمي دورماز” بارتداء “الشورت” الرياضي الذي خاض به المباراة، وذلك خلال جلسة مساءلة للحكومة من قبل النواب السويديين.
نشأ “دورماز” في مدينة مالمو السويدية وسافر للعب في تركيا ثم اليونان، حيث زار مخيمات للاجئين السوريين هناك. وغالباً ما يتم تشبيهه بلاعب آخر مشهور في السويد، وهو “زلاتان إبراهيموفيتش”، الذي استقرت عائلته في السويد هرباً من حرب البلقان.
ويقول “دورماز” لصحيفة “لكيب” الفرنسية: “زلاتان فتح الأبواب والأفق أمام ذوي الأصول الأجنبية وجعلنا نؤمن بأن النجاح ممكن”.