لندن تهدد بضرب النظام السوري إذا ثبت استخدامه الكيماوي
كشفت مصادر ديبلوماسية أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تحقق في هجمات وقعت أخيراً في الغوطة الشرقية لدمشق، فيما تركت بريطانيا الباب مفتوحاً إمام إمكان مشاركتها في ضربات عسكرية تستهدف النظام السوري إذا ثبت استخدامه الكيماوي.
وأعلنت مصادر ديبلوماسية لوكالة «رويترز» أن «المنظمة» ومقرّها لاهاي فتحت تحقيقاً يوم الأحد، في في تقارير تحدثت عن تكرار استخدام قنابل الكلور هذا الشهر في الغوطة الشرقية المحاصرة، الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية لتحديد ما إذا كانت ذخائر محظورة قد استخدمت.
وأوضحت المصادر التي طلبت عدم نشر هويتها، أن من بين الهجمات التي سيتحرى عنها فريق تقصي الحقائق التابع للمنظمة الهجوم الذي وقع يوم الأحد الماضي، وأكدت مصادر طبية محلية أنه أدى إلى مقتل طفل وسبّب أعراضاً مشابهة لأعراض التعرض لغاز الكلور.
ويحظّر استخدام الكلور كسلاح كيماوي وفقاً لميثاق حظر الأسلحة الكيماوية الذي أبرِم عام 1997، ويتحول غاز الكلور عند استنشاقه إلى حامض الهيدروكلوريك في الرئتين، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة بسبب السوائل المتراكمة في الرئتين نتيجة لذلك.
وتعتبر أحدث مهام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، هي السعي لتحديد ما إذا كانت أسلحة كيماوية استخدمت انتهاكاً لمواثيق الأسلحة الدولية التي وقعتها سورية عام 2013، بعد مقتل المئات في هجوم كبير بغاز السارين في الغوطة.
ولا يعتزم الفريق السفر إلى الغوطة لدواع أمنية، لكنه سيجمع شهادات وصوراً وتسجيلات فيديو وسيجري مقابلات مع خبراء طبيين. وكان مفتشو المنظمة تعرضوا إلى كمائن خلال زيارتين سابقتين لهم عامي 2013 و2014.
وتوصلت آلية تحقيق مشتركة بين الأمم المتحدة والمنظمة، لتحديد الجهة المسؤولة عن الهجمات بأسلحة كيماوية، في عام 2016 إلى أن قوات النظام استخدمت غاز الكلور كسلاح كيماوي ثلاث مرات.
وتوصلت العام الماضي إلى أن قوات الحكومة السورية مسؤولة أيضاً عن هجوم بغاز السارين على خان شيخون.
أعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس، أن بلاده ستبحث المشاركة في الضربات العسكرية ضد النظام السوري إذا ظهر دليل يثبت استخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين.
وأعرب جونسون عن أمله ألا تقف بريطانيا ودول غربية أخرى من دون حراك في حال شن هجوم كيماوي، مبدياً دعمه لضربات محدودة إذا ظهر «دليل لا جدال فيه» على تورّط النظام.
وقال في تصريح لـ «بي بي سي»: «إذا علمنا أن هذا حدث واستطعنا إثباته، وإذا كان هناك اقتراح بالتحرك في وضع يمكن للمملكة المتحدة أن تفيد فيه فأعتقد أننا سنبحث الأمر بجدية».
وبريطانيا جزء من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الذي يوجه ضربات جوية ضد تنظيم «داعش» في سورية والعراق، إلا أن الحكومة خسرت في تصويت برلماني على استخدام القوة ضد النظام عام 2013.
وقال جونسون إنه أيد القرار الأميركي بإطلاق صواريخ كروز على أهداف تابعة للنظام السوري العام الماضي، بعد مقتل نحو مئة شخص بينهم أطفال في هجوم بالغاز على بلدة خان شيخون الواقعة تحت سيطرة المعارضة، مؤكداً أن «ما ينبغي أن نسأل عنه أنفسنا في الغرب هو: هل يمكن أن نسمح باستخدام أسلحة كيماوية غير القانونية من دون استنكار ورادع وعقاب؟».
وعلى رغم ذلك، أكد جونسون أنه لا توجد نية دولية تذكر لاتخاذ إجراء عسكري متواصل ضد النظام السوري.
وأعلنت فرنسا في وقت سابق أنها لا تزال مستعدة لمعاقبة الأطراف التي يثبت أنها استخدمت السلاح الكيماوي في سورية.
رويترز