آراء

مأساة حلبچة تتكرّر كلّ يوم

محمد جمعان 

‎تمر اليوم الذكرى ال 35 عاما على مأساة شعبنا في مدينة حلبچة . ففي مثل هذا اليوم ألقى الرئيس القومي العروبي وحامي البوابة الشرقية السلاح الكيماوي المحرّم دولياً على تلك المدينة المسالمة ،وبالنتيجة أودى بالمدينة بكاملها بين الخنق والجروح والإصابات المختلفة الدائمة.. ولازالت تلك الآثار ظاهر ة على أجساد الآلاف من أبنائها، لا بل الجرح لا زال عميقاً في ذاكرة كلّ كُردي وطني شريف وكلّ إنسان ذي ضمير حي في العالم ا

‎وما على الذين يدعمون الدكتاتوريات المجرمة ما عليهم إلا أن يشعروا بالخيبة عندما يستذكرون الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بصفات العزّ والافتخار والعروبة ، لأنّ ذاك النظام لم يجلب لأمته إلا الحروب والمآسي .

 

‎نعم تمرّ اليوم ذكرى أليمة وحزينة على شعبنا، ذكرى عميقة عمقها كره وبغض الحاقدين و

للأسف لازال هناك الكثير من الحاقدين اللذين تجمعهم

‎صفات الحقد والكره والضغينة ضد الشعب الكُردي المسالم، هذا الشعب يعاقَب منذ مئات السنين ؛ لأنه يطالب بحقوقه كشعب يعيش على أرضه التاريخية . شعبٌ يطالب بحقه في الحياة الحرة الكريمة.

‎و بالعيش مع جيرانه باحترام متبادل .

ولكن الكثير من هؤلاء الجيران لا يتحمّلون ولا يطيقون حرية الكُردي. يظهر كلّ يوم وفي كلّ مكان تواجد الكُردي ،إنّ الكُردي غير مرغوب به من لدن البعض من جيرانه وبدون عذر شرعي ومنطقي . ففي سبيل محاربته يُتّهم بالكثير الكثير من الصفات والألقاب حتى وصل إلى حد أنّ قسماً من المسلمين يرجعون أصولهم إلى الجن وبأنهم غرباء وماشابه ، لقد زرعت السلطات الحاقدة والدكتاتوريات المجرمة كلّ أنواع الكره والعنصرية بين فئات الشعوب الجارة للشعب الكُردي،‎يصفون الكُردي بكلّ الصفات السيئة وهدفهم هو خلق تبريرات للهجوم عليهم وقتل وابادة الكُردي .

ّ‎فهو يبرّر ويقول : إن الكُردي ؛ هو هكذا ( يخلق الصفات ) ولذلك يجب أن ننفّذ به ذاك العقاب( ويضع لنفسه المبررات وأشكال وأصناف العقاب ). وهكذا تلفّق التهمة وينطق بالحكم . يعاقَب الكُردي ولا يزال يحاسَب ويطرَد من أرضه دون ذنب اقترفه ودون مبرر. حتى وصلت سبب معاقبة الكُردي أنه تكلّم بلغته الأم

‎مظلومية تاريخية من الكثير من الجهات ومن جوانب عدة في الحياة .

فأضاقوا بالكُردي بيته، ومنعوه من العيش بحرية في وطنه فما كان على الملايين من هذا الشعب إلا الهجرة والعيش في بلاد الغربة .

‎رحماك يا رب إلى متى هذا العقاب ؟ وهل هو أزلي ؟

‎حتى في حالة الكوارث والزلازل يعامَل الكُردي ّبطريقة غير عادلة ،فيرون أن خيمة بائسة تحمي الكُردي وأطفاله من العواصف والأمطار ،ويرونها عليه كثيرة.

‎باختصار الكُردي مغضوب عليه من الجميع من جيرانه ومن العالم و من دول أصحاب المصالح في منطقتنا ، يعامَل الكُردي بدون رحمة ودون وجه حق ولا أساس قانوني .

‎ألا رحمة الله على شهداء حلبچة والانفال والبارزان وانتفاضة قامشلو و عفرين وكوباني ومهاباد و باكور وفي كل مكان .

‎نحن نؤمن بعدالة قضيتنا وبعدالة السماء وبأنّ الحق لا بدّ أن يعود إلى أصحابه مهما طال انتظاره. لأنّ الكُردي لم يبخل بالثمن الذي يدفعه في سبيل حريته . ولا بدّ لتلك الحرية أنها قادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى