مؤتمر سوتشي..”إنهاء لجنيف وإغراق للمعارضة السورية” في منتجع بوتين المفضل
Yekiti Media– خطف “مؤتمر الحوار الوطني السوري” الذي دعت موسكو إلى عقده في منتجع سوتشي منتصف الشهر القادم الأنظار من محادثات أستانا، ما يجعلنا نتساءل عن الأهداف الحقيقية وراء هذا المسار الجديد؟ وماذا يعني بالنسبة إلى مسار جنيف؟
لم تنجح الجولة السابعة من محادثات أستانا في حسم النقاط التي طرحت على طاولة النقاش والمتعلقة بإطلاق سراح المعتقلين وتبادل الأسرى، لكن موسكو الراعية لهذه المحادثات، حاولت تدارك هذا التعثر بالدعوة إلى إطلاق مسار جديد عبر عقد “مؤتمر الحوار الوطني السوري” في سوتشي الروسية، منتصف الشهر القادم، كاشفة عن قائمة المدعويين إلى هذا المسار الجديد، والتي تضمنت 33 تيارا سياسيا من بينهم الهيئة العليا للمفاوضات، والتنظيمات الكردية، وجماعات المعارضة في إسطنبول، وأحزاب سورية من الداخل.
فما هي الأهداف الحقيقية لهذا المسار الجديد؟ وماذا يعني بالنسبة إلى محادثات جنيف؟
إغراق المعارضة في منتجع سوتشي
في أول رد فعل لها على المقترح الروسي، قالت الحكومة السورية إنها مستعدة للمشاركة في المؤتمر المقرر عقده في سوتشي يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني، والذي سينصب تركيزه على صياغة دستور جديد مضيفة أن الفرصة باتت مناسبة لعقد المؤتمر بفضل مكاسب الجيش السوري والقضاء على “الإرهابيين”.
لكن سرعان ما انتقدت بعض قوى المعارضة المؤتمر، وقال محمد علوش عضو الهيئة العليا للمفاوضات والمسؤول الكبير في جماعة جيش الإسلام المعارضة لرويترز إن “الثورة ترفض هذا المؤتمر. هو بين النظام والنظام”. بينما ترى السيدة سميرة المسالمة، الإعلامية ونائبة رئيس الإتتلاف الوطني السوري وفي حوار مع DW عربية، أن سعي موسكو إلى الدعوة لمؤتمر سوتشي هدفه تهديد المعارضة، موضحة أن مسار أستانا الذي تشرف عليه روسيا “عطل الجهود الحقيقة التي كانت تثقل العمل التفاوضي في جنيف، ومؤتمر الشعوب تأتي به روسيا اليوم لتهدد به المعارضة بانها تستطيع خلق مسارا جديدا، بينما كان يجب على روسيا أن تتوجه لدفع مفاوضات جنيف بغية الوصول إلى حل سياسي”.
ومن خلال ردود الفعل هذه، يرى الدكتور خطار أبو دياب، الأكاديمي والباحث في شؤون الشرق الأوسط، وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس أن “غياب قوة المعارضة السورية سينتزع من هذا المؤتمر صفة الحوار الوطني لشعوب سوريا كما أراده بوتين”. ويضيف أبو دياب أن ” المؤتمر سيكون لتلميع صورة النظام من جهة، وللاستمرار في اللعبة الروسية القاضية بإغراق المعارضة وإنهاء تمثيلها بغية عدم التوصل إلى اتفاق سياسي حقيقي، وإرساء كل الطرق من اجل عادة تأهيل النظام، واستمرار الانتداب الروسي”.
لدعم مسار جنيف أم لإنهائه
ما يلفت الانتباه أن مسار سوتشي الجيد سيركز على القضايا السياسية، بما فيها مناقشة دستور سوريا، والانتقال السياسي، عكس اجتماعات استانا التي تركزت في معظمها على مناقشة القضايا العسكرية خاصة مناطق خفض التوتر. ما يطرح السؤال حول الهدف الحقيقي من مسار التفاوض الجديد في ظل وجود مسار دولي معتمد، وهو مفاوضات جنيف؟ وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، شرح باقول إن فكرة عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري لم تأت لتنافس جهود الأمم المتحدة في التسوية، وإنما في إطار مساعي توسيع مشاركة السوريين في العملية السياسية.
لكن المعارضة السورية شككت في هذا التوضيح، فقد أكد أحمد رمضان المتحدث باسم الائتلاف السوري لرويترز أن “الائتلاف لن يشارك في أي مفاوضات مع النظام خارج إطار جنيف أو بدون رعاية الأمم المتحدة”. ما يعني أن المعارضة السورية باتت تخشى من أن تستغل موسكو اجتماع سوتشي لسحب البساط من تحت الفاعليين الدوليين خاصة الأمم المتحدة. وفي هذا الصدد يؤكد الدكتور خطار أبو دياب أن “روسيا تحاول إنهاء مسار جنيف من خلال سوتشي، كما تحاول إرساء حل سياسي يساهم في تأهيل النظام السوري ويتيح استمرار انتدابها على الساحة السورية بعد أن استفاد الروس من الورقة السورية في إعادة ترتيب تواجدهم على المسرح الدولي”. لكن مهند الدليقان، رئيس وفد منصة موسكو إلى مؤتمر جنيف، يرى، في حوار مع DW عربية، أن “المسار الأساسي لعملية المفاوضات كان ولا يزال في جنيف” موضحا أن “المسارات التي يتم استحداثها جانبيا تهدف لحل بعض القضايا التي استعصى حلها حتى في مسار جنيف”.
DW