مؤسسات المجتمع المدني في الحسكة… التطلعات والصعوبات
#يكيتي_ميديا_Yekiti_Media
في خضم استمرار المعارك والحروب في سوريا بشكلٍ عامٍ منذ أكثر من خمسة أعوام، انتشرت العديد من منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في مدينة الحسكة.
فالمجتمع المدني يضمّ فسيفساء من منظماتٍ ومؤسساتٍ غير ربحية في الحياة العامة، والتي تهدف للنهوض بالمجتمع من خلال عملها ونشاطاتها استناداً إلى اعتبارات أخلاقية، ثقافية، دينية، علمية، سياسية، وخيرية.
وتوجد في الحسكة مؤسسات مجتمع مدني مختلفة الانتماء فتوجد أكثر من عشرة مؤسسات مرخّصة من الإدارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطيPYD وتعمل في مناطق سيطرتها، كما توجد العديد من المؤسسات المرخّصة من النظام السوري وتعمل بدورها في كافة أحياء المدينة، بالإضافة لوجود المنظمات الدولية الحكومية.
ويرى بعض مواطني الحسكة أنّ هذه المؤسسات تكثر في الأزمات لتحقيق مكاسب وغايات شخصية للقائمين عليها، بينما يرى آخرون أنها من ضرورات المرحلة لتوعية الناس بمفاهيم مهمة كالديمقراطية، السلم الأهلي، التعايش، حقوق الإنسان، العدالة الانتقالية وغيرها.
الناشط ريدي أوسو تحدّث لYekiti Media “إنّ عمل غالبية منظمات المجتمع المدني في الحسكة قائم على أساس القرابة الأمر الذي يؤدي إلى حصر أهدافها بين الكسب المادي والوجاهة الاجتماعية وإرضاء الأطراف السياسية والأمنية الداعمة أو الجهات المموّلة”.
وأضاف أوسو “يرتبط عمل أغلبية هذه المؤسسات في الحسكة بشخصية القائمين عليها أكثر ممّا يرتبط بمناهجها وخطط العمل وطبيعة النشاطات الاجتماعية التي تقوم بها حسب أنظمتها الداخلية وسياسة عملها”.
من جهته أوضح الحقوقي أنس شيخموس لموقعنا “إنّ وجود مؤسسات المجتمع المدني ضروري في هذه المرحلة الحسّاسة وذلك لتوعية المجتمع بشكلٍ عامٍ من كافة النواحي (حقوق الإنسان، التعايش، العدالة الانتقالية وغيرها)”.
وأكمل شيخموس حديثه “كما تلعب هذه المؤسسات دوراً إيجابياً من توزيع المعونات على الفقراء، التثقيف الصحي، دعم الطلبة، تعزيزدور المرأة في المجتمع، ودعم الأطفال من الناحية النفسية بعد تعرّض المدينة للعديد من المعارك والاشتباكات العنيفة وقصف الأحياء الكردية بالأسلحة الثقيلة الذي أدى لفقدان عشرات الأطفال لحياتهم”.
صعوبات ومشاكل
تتعرّض أيّ جهة تقوم بعمل ما لعقبات وصعوبات في طريقها، كذلك الحال بالنسبة لمؤسسات المجتمع المدني فهي تتعرّض لمشاكل وصعوبات عديدة في عملها في مدينة الحسكة.
للوقوف على هذا الموضوع التقينا أنس قاسم مدير مركز ميتان للثقافة وتحدّث قائلاً “الصعوبات التي تعترض طريق عملنا كمنظمات مجتمع مدني متعدّدة أهمها عدم توجه المنظمات الدولية الداعمة إلى مدينة الحسكة منذ بداية الأزمة وحتى الآن، هجرة أعداد كبيرة من الشباب والطاقات الشبابية لخارج البلاد ممّا يعرقل إنجاز العمل كما يخطط له”.
وتابع قاسم حديثه “ومن أحد العقبات عدم تفهّم شريحة واسعة المستفيدين والمواطنين لمفهوم المجتمع المدني فعندما نحاول تنفيذ أيّ مشروع من ورشات عمل أو ندوات وحوارات نعاني صعوبة كبيرة في التعامل معهم لأنهم يعتقدون أنّ عملنا مقتصر على الإغاثة فقط وخاصة في الريف، كما نعاني من مشكلة في التنسيق والتوقيت في المشاريع التي نقوم بها”.