مؤسسة حقوقيّة تقدم بلاغاً للأمم المتحدة بخصوص مقتل فلسطيني تحت التعذيب في تركيا
قالت مؤسسة ”ماعت“ للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، اليوم السبت، إنّها تقدمت ببلاغ رسمي إلى المقررة الخاصة المعنية ”بالإعدام خارج إطار القانون“، أغنيس كالامارد، والمقرر الخاص المعني بقضايا ”التعذيب“ بالأمم المتحدة، نيلز ميلزر، حول وفاة فلسطيني مجهول المصير، نتيجة تعذيبه من قبل الأمن التركي أثناء التحقيق معه.
وذكرت مؤسسة ماعت في بيان لها، أنه ”في يوم 3 أبريل الماضي اختفى (زكي مبارك يوسف)، وهو مواطن فلسطيني، مع زميله (سامر سميح شعبان) في تركيا، وبعد ثلاثة أسابيع اضطرت الشرطة التركية أن تعلن أنها ألقت القبض عليهما وأودعتهما زنازين انفرادية في سجن سيليفري سيىء السمعة قرب إسطنبول“.
وأضافت المؤسسة الحقوقية أنّ ”تركيا وجهت تهمة لهما بالتخابر مع دولة الإمارات العربية المتحدة، دون تقديم أي دليل أو إثبات على ذلك، وهو ما أكد عليه محامي زكي مبارك، الذي أكد أيضًا أنه سيُخلى سبيله في جلسة الاعتراض يوم 30 أبريل“.
وتابعت: ”منذ هذا التاريخ لم تتمكن عائلتاهما من التواصل معهما ولا حتى المحامون الموكلون، لتقوم السلطات التركية بعد أقل من أسبوع واحد وقبل موعد جلسة الاعتراض بيومين لتزعم أن المواطن زكي مبارك انتحر بشنق نفسه“.
ووفقًا لبيان المؤسسة الحقوقية، فإنه وفق شواهد وأدلة متعددة حصلت عليها مؤسسة ”ماعت“ من محامي زكي مبارك ومن أسرته، تقدمت فورًا ببلاغ إلى المقرر الخاص المعني بالإعدام خارج نطاق القانون والمقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب، حيث إن هناك شبهات بأن زكي مبارك قد تعرض للتعذيب والتصفية الجسدية من قبل السلطات التركية“.
وطالبت المؤسسة ممثلة برئيسها بضرورة فتح تحقيق سريع ومستقل تشارك فيه أطراف دولية وأممية في واقعة وفاة المواطن الفلسطيني ”زكي مبارك يوسف“، والتدخل الفوري من قبل الهيئات الأممية لمنع تعرض المتهم ”سامر سميح شعبان“ القابع حاليًا في سجون تركيا من أن يلقى نفس المصير.
وكان يوسف مبارك (20 عامًا)، وهو النجل الأكبر لزكي مبارك، قال في تصريح سابق لـ“إرم نيوز“، إنّ والده تعرض للتعذيب الشديد في السجون التركية؛ للإقرار بالتهم المنسوبة له، وإنه بعد فشل السلطات التركية في انتزاع أي اعتراف منه، لجأت لتصفيته، خشية أن يتسبب لها بفضيحة سياسية جراء التعذيب الذي تعرض له داخل السجون التركية“.
وحول الرواية التركية بانتحار الدكتور زكي مبارك حسن داخل السجون التركية، أشار نجله إلى أن هذه مجرد ”تمثيلية“ لرفع الحرج عن نفسه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم صحة المزاعم التي رافقت خبر اعتقال والده، نافيًا في الوقت ذاته وجود أي أسباب تدفع والده للانتحار.
وتساءل الشاب يوسف مستغربًا عن كيفية إقدام والده على الانتحار، في حين أنه كان ينتظر قرار الإفراج عنه بعد أقل من 24 ساعة، ما ينفي الرواية التركية حول مقتله جملة وتفصيلًا.
وأضاف يوسف أن والده حاصل على درجة الدكتوراة في العلوم السياسية وهو شخص واعٍ ومثقف، كما أنه تعرض لظروف أصعب من التجربة السيئة التي عاشها مؤخرًا، لكن لم يفكر للحظة بالانتحار، وأن هذه التهمة تم تلفيقها له بعد صموده أمام التعذيب داخل السجون التركية؛ للاعتراف بتهم لا علاقة له بها.
EREM NEWS