مجدل دلي: الروس غير مهيّئين لخوض حرب مع دولة عضو في حلف الناتو
تستمر معارك محتدمة في حرب “تكسير عظام” بين تركيا والفصائل السورية المعارضة من جهة، وقوات النظام والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى.
وأدت تلك المعارك إلى نزوح نحو مليون مدني من ريفي إدلب وحلب، 81 في المئة منهم من النساء والأطفال.
وللوقوف على تطورات قواعد الاشتباك المباشر بين روسيا وتركيا وجهنا السؤال التالي إلى مجدل دلي عضو اللجنة السياسيّة لحزب يكيتي الكُردستاني – سوريا.
* في ظلّ المشهد السياسي المعقّد وتغيّر موازين اللعبة السياسية والعسكرية بين اللاعبين المؤثّرين في الملفّ السوري، وساحتها إدلب.. برأيكم إلى أين تتّجه الأمور في ظلّ تطوّرات قواعد الاشتباك المباشر بين حلفاء الأمس (روسيا – تركيا)؟
– تركيا الشريك القوي والمؤثّر في حلف الناتو والباحث دائماً عن مكانه بين الأقوياء والكبار، تعرف جيداً قبل غيرها أنّ مصدر قوتها ودورها المؤثّر ما كان ليتمّ لولا دعم ومساندة شركائها في حلف الناتو وأنّ دورها منذ الحرب الباردة اكسبها مكانةً لا يُستهان بها، وتودّدها إلى الروس في الملفّ السوري لن يبعدها عن شركائها الاستراتيجيين وإنْ توسّعت الهوّة بينهم في نقطة خلافٍ ما وكذلك لن ترتمي في أحضان الروس إلى الأبد وترمي خلف ظهرها عقوداً طويلةً من العلاقات العسكرية والاقتصادية مع حلفائها التقليديين.
ما يهمّنا في هذه الظروف تلك العلاقة المثيرة للشكّ بين الكبار المؤثّرين في الساحة السورية والتي تعتبر تركيا نفسها واحداً منهم وما ترتّبٌ على تدخّلها في الشمال السوري ودعم أطرافٍ من المعارضة و التي هي بأغلبها إسلامية راديكالية حيث استطاعت تركيا أن تجير هذه المجموعات لمصالحها بعيداً عن أهداف الثورة السورية التي قامت لأجلها الثورة، فكان اتفاق مسار آستانة تمهيداً لكسب الطرف واللاعب الرئيسي المؤثّر على النظام السوري ألا وهي روسيا برئيسها القويّ والذي بات يملك مفاتيح الحلّ في المسألة السورية على الأقل بالجانب المتعلّق بالنظام السوري وربّما الأمور سارت كما يجب بين تركيا وروسيا إلى جانب إيران منذ عام ٢٠١٥ وتحديداً بعد سقوط الطائرة الروسية.
وبروز الخلاف في عقدة إدلب لا أعتبرها مفاجأةً أو وليدة اللحظة بقدر ما كانت نقطة خلافٍ كبيرةٍ ومؤجّلةٍ وربّما جاء الوقت ليظهر للعلن أنّ الاتفاقات المبرَمة بين تركيا وروسيا كانت آنية رغم أنّ كلّاً من الطرفين استفاد منها كلٌّ حسب مصالحه ورؤيته وتخطيطه للانتقال إلى النقطة الصعبة و ربّما الأخيرة في الحرب السورية وهي محافظة إدلب المتخمة بملفاتٍ كثيرةٍ و معقّدة ومؤثْرة على جميع الأطراف بما فيها الدول الأوربية المرتعدة من قدوم موجات اللاجئين السوريين ستكون بالتأكيد تركيا خلف هذه الموجات بعد أن قرّرت استخدام هذه الورقة للحفاظ على ما تحقّق لها من مكاسب إلى الآن في الشمال السوري، بالإضافة إلى مكاسب سياسية في الداخل التركي و ربّما يكون الجانب المؤرّق للرئيس التركي إلى الآن.
دون أن ننسى أنّ الروس غير مهيّئين لخوض حرب مع دولة عضو في حلف الناتو وقوة لا يُستهان بها في الجانبين العسكري والاقتصادي وخاصةً بينهما عقود تدرُّ على الجانبين مليارات الدولارات سنوياً ولا أعتقد أنّ الطرفين سيذهبان إلى أكثر من حدّ المناوشات وربْما يتكلّل اللقاء المرتقب بين الرئيسين التركي والروسي إلى حلول ربّما لن تكون سعيدة بالنسبة لنا نحن الكُرد وخاصةً إنّ مدينة كوباني الكُردية في دائرة خطر الاجتياح التركي بمساعدة الفصائل المرتزقة من المسلّحين المحسوبين على المعارضة السورية.
لعبة المقايضات لم تنتهِ منذ بدء الحرب السورية وأخشى ان يكون فصلها الأخير هي مناطقنا الكُردية مقابل مقايضةّ ما مقابل محافظة إدلب يدفع ثمنها شعبنا الكُردي المغلوب على أمره, وأتمنّى أن أكون مخطئاً في هذا الجانب.