محاربة الإرهاب جعل الحلم الكردي بالاستقلال يقترب بشكل أكبر
يكيتي ميديا – Yekiti Media
حوار موقع يكيتي ميديا مع الاستاذ أنور ناسو عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا:
1- ما هو تأثير المعارك الدائرة ضد تنظيم داعش في العراق على الكرد و خاصة مع مشاركة البيشمركة في تلك المعارك و أنباء دخولها أو عدمها إلى مدينة الموصل ؟
البيشمركة تتشارك صناعة القرار مع القوات الدولية في محاربة الارهاب في المنطقة , و لهذه المعارك تأثيرات قوية بالنسبة للكرد منها ما يخص المناطق المتنازع عليها في كردستان العراق وخاصة ما يترتب على تطبيق المادة 140 وهذا كله يهيئ عودة تلك المناطق الى إقليم كردستان ويوضح خريطة كردستان بشكل أفضل , الحرب ضد الارهاب ليس ضد الكرد وحدهم إنما ضد المنطقة ككل, لكن الكرد جزء أساسي من المنطقة ويجب أن يكون لهم الصوت الأعلى ضد الارهاب, و بمشاركة البيشمركة في المعارك فإنهم يكتسبون القوة و والدعم أكثر,
أمر آخر من تلك التأثيرات ألا وهو اقتراب تحقيق الحلم الكردي بالاستقلال بمساندة من القوى الدولية الكبرى , وباعتقادي بعد إنتهاء معارك الموصل والقضاء على تنظيم داعش فإن أوضاع إقليم كردستان ستتضح أكثر ومن الممكن أن تأخذ منحىً آخر.
2- برأيك هل يستطيع الإقليم تحديد أو رسم جغرافيته مع تواجد الحشد الشعبي في المنطقة و عدم وجود توافق أو تسويات سياسية في تلك المسألة , و هل يمتلك الاقليم أية ضمانات بهذا الخصوص؟
الضمانة الاساسية هي اقليم كردستان بحد ذاته و ما يمتلكه الاقليم من الأمان و الاستقرار و التقدم الاقتصادي , وقريباً فان المناطق الاخرى خارج اقليم كردستان ستتجه نحو اتخاذ قرار الاستفتاء , فإما أن يرتبطوا مع المركز او مع الاقليم , و انا شخصياً أؤمن بأن الأقاليم الأخرى ستقترب من رؤى الأقليم و تتضامن معه لأن المركز يعاني من الخلافات الداخلية والصراع الطائفي و من الممكن ان تندمج أقاليم عراقية مع كردستان لأن الأوضاع في الإقليم مهيأة و الشعب العراقي متعطش للأمان و التطور السائد في الاقليم .
3-هل البيت الكردي مهيأ للاستفتاء و خاصة مع وجود الخلافات بين الطرفين الاساسيين في الاقليم المتمثلين بالحزب الديمقراطي الكردستاني و الاتحاد الوطني الكردستاني , و هل حسم الاتحاد الوطني الكردستاني قراره بهذا الشأن؟
الخلافات بشكل عام باعتقادي هي خلافات داخلية وليست خلافات في السياسة الخارجية , بالنسبة للسياسة الخارجية من وجهة نظري فأن الطرفين يتفقان إلى حد ليس ببعيد بالمقارنة مع وجود خلافات في بعض الاحزاب السياسية الأخرى التي تؤثر خلافاتهم الداخلية على سياستهم الخارجية , و لأن مستقبل الشعب الكردي ليس مرتبطاً بحزب واحد يجب على البيت الكردي ترتيب أولوياته و تنظيم متطلباته , فمستقبل الشعب الكردي مرتبط بالشعب ذاته و أيضاً بالقرارات الدولية التي تمنح الشعب الكردي فرصة جديدة , وكل الأطراف تحاول في هذه الفترة تثبيت مصالها في مستقبل كردستان .
4-كيف ستكون الاوضاع بالنسبة لكردستان سوريا مع التحضيرات لبدأ معركة الرقة تزامناً مع معارك الموصل للقضاء على المعقل الاستراتيجي لتنظيم لداعش؟
بعد معارك الموصل بالتأكيد ستكون الرقة إحدى الأهداف الرئيسية للتحالف الدولي لكسر شوكة التنظيم , ومن الممكن أن يتم توجيه التنظيم نحو مناطق أخرى في سبيل أن لا تبقى الرقة عاصمة لداعش , بعد الموصل ستصبح اللوحة أكثر شفافية , و القوى التي ستشارك في معارك الرقة ستساهم في إضعاف داعش قدر الامكان .
5-هل نستطيع القول بأن تأثير المعارك في الرقة ستؤثر على الخارطة في كردستان سوريا كما نخمن مدى تأثير معارك الموصل في كردستان العراق و خارطته؟
بعد القضاء على تنظيم داعش سنجد تغييراً واضحاً في الاقليم , ستحدد المواقع الجغرافية لكل فئة , وستختفي داعش من حدود كردستان سوريا و لربما تظهر قوى أخرى و بأسماء أخرى كالجيش الحر او أسماً آخر تعمل تحت الوصاية الدولية, لكن بفضل مساندة القوى الدولية لن يكون لتلك القوى التأثير الكبير علينا , برأيي يجب ان تكون لدينا مشاريع بديلة للإقليم الكردي والوضع يتطلب ترتيبات جديدة من أجل كردستان سوريا, و يبقى هنا ان
أوضّح أنه سواء كنا راضين أم غير راضين, قد تُفرض على الحركة السياسية في كردستان سورية بعد القضاء على داعش معادلات جديدة .
6-هل الحركة السياسية الكردية مستعدة للمرحلة القادمة التي تتحدث عنها ؟
باعتقادي ان الحركة الكردية مستعدة لهذه المرحلة لأن زوال داعش بات مؤكداً, والكرد متفائلون بهذا الزوال , فبعد القضاء على التنظيم يجب ان يبدأ كل طرف بحماية و تطوير أقليمه , والعمل على كيفية ضمان حقه في مستقبل سوريا و باعتقادي هذا المطلب هو المفصل الأساسي وواجب على عاتق كل الحركة السياسية و لذلك ربما سنشهد مرجعية في الحركة السياسية للاستمرار في حماية مشروع مستقبل سوريا , بالإضافة الى أن مشروع الاقليم الكردي الذي يدعمه التحالف الدولي سيكون لأميركا الدور الأكبر في إحداث التقارب بين أطراف الحركة السياسية في كردستان سوريا .
7-كيف ستكون الاوضاع في كردستان سوريا و المرحلة القادمة مع بقاء النظام السوري و مؤسساته الأمنية بكامل قواها في المنطقة الكردية ؟
لا أعتقد بأن النظام السوري بقي له الدور الأساسي في المنطقة , فلم يعد خافياً على أحد أن من يقوم بحماية النظام نفسه هي قوى خارجية , اليوم تتواجد قوتين أساسيتين في المنطقة هما الولايات المتحدة و روسيا , وهما من يقومان بتقسيم الكعكة السورية, فتارةً يوزع منها على النظام و تارة أخرى على المعارضة , لذلك أقول أن دور تلك القوتين هو الأساسي في الحالة السورية و لم يعد للنظام أي دور فاعل .
أعداد وحوار: نوشين أحمد