لقاءات وحوارات

مسؤول سابق بالاستخبارات التركية: البارزاني يسعى لإقامة كوردستان بأجزائها الأربعة

يكيتي ميديا
قال النائب السابق لمستشار منظمة الاستخبارات القومية التركية “ميت”، جواد أونش، لشبكة رووداو الإعلامية، إن هدف رئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، من عملية الاستفتاء، هو إقامة كوردستان في أجزائها الأربعة، مضيفاً أن على الكورد ألا يسعوا لحقوقهم من خلال القتال، وألا يفسحوا المجال لوقوع كارثة مجدداً، وأوضح أونش أن حزب الشعوب الديمقراطية بالنسبة لتركيا حركة مهمة، ومن المهم جداً بالنسبة له أن يدين صلاح الدين ديمرتاش هجمات حزب العمال الكوردستاني، وأن يدعوا الأحزاب الأخرى من أجل قطع الطريق على مثل هذه الأحداث.
وفيما يلي نص المقابلة التي أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية:
رووداو: تقع في تركيا العديد من التفجيرات والهجمات بالقنابل، برأيكم إلى متى سيستمر هذا الوضع؟
جواد أونش: التفجيرات التي ضربت إسطنبول ومدياد تشير إلى أن الهجمات من هذا النوع ستستمر، ومع الأسف فإن الأحداث التي يشهدها الشرق الأوسط تنذر بحدوث تغيير في حدود العراق وسوريا، وكذلك حرب مذهبية وعرقية، وقد أثرت على تركيا أيضاً.
رووداو: سبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قال إن هذا النضال سيستمر إلى يوم القيامة، ترى هل هذا يعني أن المفاوضات ستتوقف إلى أجل غير مسمى؟
أونش: من غير المقبول أن لا تستأنف المفاوضات، فرغم كل شيء يجب أن يسعى الكورد والأتراك للسلام، ويجب أن يستمر النضال ضد الإرهاب، وعليه يجب عدم تفسير تصرحيات رئيس دولتنا على هذا النحو، وتركيا الآن تمر بمرحلة حساسة، وتركيا في العالم الإسلامي تعرف “بهويتها الديمقراطية”، والوضع في تركيا لا يستحمل سوى النظام العلماني والديمقراطية، ولا يتقبل أي نظام آخر، ولا تستطيع أية قوة أن تغير ذلك.
رووداو: كيف هي علاقات تركيا بالاتحاد الأوروبي؟
أونش: تركيا اليوم عزلت نفسها عن الخارج، والسبب يعود لأخطاء السياسة الخارجية، ولكن الأهمية الجيوسياسية والتنمية الاقتصادية في تركيا، ضرورةٌ بالنسبة للجميع، والاستقرار في تركيا مهم جداً بالنسبة للمنطقة، ورغم كل شيء يجب أن تسعى تركيا مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
رووداو: هل سيسجن برلمانيو حزب الشعوب الديمقراطية؟
أونش: حزب الشعوب الديمقراطية حركة مهمة بالنسبة لتركيا، وفي الوقت الذي يتم فيه شن الهجمات، لا بد وأن تظهر بعض الأخطاء لدى حزب الشعوب الديمقراطية، وبالنسبة لي من المهم جداً أن يندد صلاح الدين ديمرتاش بهجمات حزب العمال الكوردستاني، وأن يدعو الأحزاب الأخرى من أجل سد الطريق على وقوع مثل هذه الأحداث.
رووداو: بعد انطلاق عملية منبج، هل ستكون العلاقات بين تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي طبيعية؟
أونش: أعتقد أن علينا أن نكون واقعيين في هذا الإطار، فحزب العمال الكوردستاني لن يصل إلى أهدافه في سوريا والعراق باستخدام السلاح، فالشعبين السوري والعراقي سيقررون مصيرهم، ولن يكون هناك استقلال في المستقبل باستخدام السلاح، كما يجب أن توضع المصالح العسكرية الدولية في تلك المنطقة بعين الاعتبار، وبشكل خاص يجب على الكورد أن يتحصلوا على حقوقهم دون استخدام الوسائل العسكرية.
رووداو: أليس من الأفضل أن تدعم تركيا الكورد بدلاً من الجماعات التي تدعمها في سوريا؟
أونش: يجمعنا بكورد سوريا تاريخ وثقافة مشتركة، ولكي يتوقف القتال في سوريا، يجب على تركيا أن تعمل على إفساح المجال للشعب السوري لكي يقرر مصيره بنفسه، ومن أجل تقديم الدعم لكورد سوريا، يجب على حزب العمال الكوردستاني أن يوقف هجماته العسكرية.
رووداو: على الرغم من التحذيرات الأمريكية فإن تركيا مصرة على مواقفها، فكيف ستصبح عليه الأوضاع؟
أونش: الولايات المتحدة تلعب دوراً رئيسياً في الأحداث التي يشهدها الشرق الأوسط، وهي حالياً تبني علاقات قوية مع روسيا سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ونتمنى أن تصبح هذه التطورات سبباً في إيقاف القتال بسوريا، وانطلاق مفاوضات للسلام، وبعد القضاء على الإرهاب ستحدث بعض التغييرات.
رووداو: هل تعتقدون بإمكانية إقامة إقليم فيدرالي للكورد في كوردستان سوريا؟
أونش: نحن نرى بأن سوريا تنقسم الآن، وهذا أحد البدائل، ولكن يجب أن يقرر الشعب السوري حول إقامة الفيدرالية أو الكانتونات، فإذا أقدم طرف عسكري بمحاولة تطبيق ذلك باستخدام القوة، فإنه ذلك سيؤدي إلى حرب عرقية، والحرب بين الكورد والعرب في الشرق الأوسط ستكون سبباً لكارثة جديدة.
رووداو: ماذا سيكون موقف تركيا من الاستفتاء الذي سيجرى في إقليم كوردستان؟
أونش: لقد حقق السيد البارزاني الفيدرالية في العراق، ولطالما كان استفتاء الاستقلال حلماً للبارزاني، والهدف الرئيسي هو وحدة الكورد، وإعلان كوردستان في الأجزاء الأربعة، وهذه الهدف هو جزء من سياسة القوى الدولية دائماً، كما أنها تستغل حروب الشرق الأوسط بحسب مصالحها، وفي هذا الإطار هم يستغلون الكورد دائماً، وأعتقد أن إيران، روسيا، أمريكا، ودول الإقليم، تريد إحياء هذا التاريخ مجدداً، من جهة أخرى لا أعتقد بأن تظهر نتائج إيجابية للاستفتاء في وقت قريب، وأنا قلق من أن يكون سبباً في اندلاع حرب جديدة في العراق، كما مكاسب الكورد في العراق مهمة، وعلاقاتهم بتركيا جيدة، وعليهم أن يعملوا من خلال السياسات السلمية، وأعتقد أن من المهم أن تتم معالجة الأزمات مبكراً.
Rudaw

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى